التزمت ميلانيا ترامب التي تشغل منصب السيدة الأولى في أمريكا دون أن تكون مولودةً في الولايات المتحدة الأمريكية، الصمت حين غرَّد زوجها الرئيس دونالد ترامب مهاجماً بعنصريةٍ وقبلية أربع مشرعاتٍ ديمقراطيات غير قوقازيات انضممن للكونغرس حديثاً، نقلاً عن شبكة CNN الأمريكية.
وكان الرئيس قد أشار ضمنياً في تغريدةٍ نشرها يوم الأحد 14 يوليو/تموز 2019 إلى أنَّ النائبة عن ولاية مينيسوتا إلهان عمر، والنائبة عن ولاية نيويورك ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، والنائبة عن ولاية ميشيغان رشيدة طليب، والنائبة عن ولاية ماساتشوستس أيانا بريسلي، لم يولدن مواطناتٍ أمريكيات.
وذكرت صحيفة The New York Times، أنَّ ألكساندريا، ورشيدة، وأيانا، ولدن مواطناتٍ أمريكيات. في حين وُلدت إلهان عمر بجنسيةٍ صومالية، قبل أن تُهاجر في صغرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتحصل على جنسيتها عام 2000، وهي في الـ17 من عمرها.
وتصدَّرت أسماء النساء الأربع عناوين الأخبار الأسبوع الماضي، لإدانتهن الأوضاع في منشآت الاحتجاز المُقامة على الحدود.
ويُذكر أن هذا الشأن، تحديداً، هو أحد الشؤون التي أعربت ميلانيا ترامب عن اعتراضها عليه في سياسات زوجها صراحةً.
ميلانيا تتمرد على قرارات ترامب
ففي مقابلةٍ أجرتها معها شبكة ABC News، بعد أربعة أشهرٍ تقريباً من زيارتها منشأة احتجازٍ حدوديةٍ في تيكساس وأريزونا عام 2018، قالت ميلانيا: "لم يكن مقبولاً بالنسبة لي أن أرى أطفالاً يُفصلون عن آبائهم. لقد كان أمراً يفطر القلب. لذا اتَّخذت موقفاً بصوتي. نعم (لا أوافق) ولقد أبلغته (الرئيس). لم أكن أعلم أنَّ تلك السياسة ستُنفذ. لقد فاجأني الأمر. لقد أخبرته في المنزل، وقلت له إنَّني أشعر أنَّ ذلك غير مقبول، وقد كان شعوره مماثلاً" .
ولم تستجب ستيفاني غريشام، سكرتيرة البيت الأبيض لشؤون الإعلام والمتحدثة الرسمية باسم السيدة الأولى، لطلب شبكة CNN بالحصول على تعليق ميلانيا حول تغريدة زوجها.
لكن ماذا عن حادثة هجوم ترامب على عضوات الكونغرس!
وكتب ستيفاني تغريدةً يوم أمس الإثنين 15 يوليو/تموز، قائلةً: "من الطبيعي أن ترى الرأي العام والديمقراطيين يهاجمون ترامب لتحدثه مع الأمريكيين بصراحة. ورسالته بسيطة: أمريكا هي أعظم أمةٍ في العالم، لكن لو شعر الناس أنَّهم غير سعداءٍ هنا، فليسوا مُجبرين على البقاء. إنَّ بلادنا تزدهر تحت قيادة ترامب، وستستمر في التقدم فحسب، مهما حاول تيار اليسار قول العكس" .
ويبدو أنَّ السيدة الأولى عارضت الرئيس في أكثر من مناسبة خلال فترة رئاسته، بدءاً من استخدامه منصات التواصل الاجتماعي لممارسة تنمره من حينٍ لآخر، ووصولاً إلى رأيها في ليبرون جيمس نجم الدوري الأمريكي للمحترفين بكرة السلة، والذي شكَّك الرئيس في قدراته الفكرية بتغريدةٍ نشرها الصيف الماضي.
غير أنَّ ميلانيا وقفت في صف زوجها بمعتقداتها في ما يتعلق بإجراءات الهجرة، من حيث أنَّها يجب أن تُجرى بشكلٍ قانوني و "كما يقول الكتاب" . وقالت علناً أكثر من مرةٍ إنَّها اتخذت الخطوات اللازمة للحصول على الجنسية بمنتهى الانضباط، بعد وقتٍ قصير من بدئها العمل والاستقرار في أمريكا عام 1996.
هكذا حصلت ميلانيا المهاجرة على الجنسية الأمريكية
ووُلدت السيدة الأولى في سلوفينيا، التي كانت جزءاً من يوغوسلافيا الاشتراكية آنذاك، قبل أن تُطالب سلوفينيا باستقلالها عام 1991، حين كانت في الـ21 من عمرها.
وغادرت البلاد في الوقت ذاته تقريباً، ساعيةً لتحقيق مسيرةٍ مهنيةٍ في مجال عرض الأزياء في إيطاليا وفرنسا. وانتهى بها المطاف بعد ذلك في مدينة نيويورك عام 1998، حيث قابلت دونالد ترامب، رجل الأعمال الذي كان يعمل حينها في مجال العقارات.
وتزوجت ترامب عام 2005، ثم تقدَّمت للحصول على الجنسية الأمريكية في العام التالي.
كان والدا ميلانيا، فيكتور وأماليجا كنافس، قد جربا كذلك دخول عملية الهجرة باستخدام نظام "سلسلة الهجرة" المزعوم الذي ينتقده الرئيس.
وحصل والداها على الجنسية في أغسطس/آب عام 2018. وقال مصدرٌ، على صلةٍ مباشرة بوالدي ميلانيا ووضع جنسيتيهما، لشبكة CNN سابقاً إنَّها رعت حصول والديها على البطاقة الخضراء، مما سمح لهما بالعيش والعمل في الولايات المتحدة مدى الحياة، ومهَّد لحصولهما على الجنسية الأمريكية.
وقال مايكل ويلدس، محامي إجراءات الهجرة الذي عمل مع والدي ميلانيا بعد أن عمل معها شخصياً قبل سنواتٍ لإنهاء إجراءات حصولها على الجنسية، في حديثه لشبكة CNN أثناء العمل على إنهاء إجراءات الجنسية لوالديها: "سار الأمر على ما يرام، وهم ممتنون ومُقدِّرون لهذا اليوم المميز بالنسبة لعائلتهم" .