قالت مجلة Newsweek الأمريكية إن عائلة من هندوراس زعمت أنَّ ضباط دوريات الحدود الأمريكية أجبروا ابنتهم البالغة من العمر 3 سنوات على اختيار واحدٍ من والديها لتبقى معه بعد القبض على العائلة واقتيادها إلى مركزٍ لاحتجاز المهاجرين داخل مدينة إل باسو بولاية تكساس الأمريكية.
ضباط الحدود الأمريكية يلقون القبض على عائلة من هندوراس وهي تحاول الهجرة
والدة الطفلة صوفيا المصابة بمرض قلبي، السيدة تانيا، قالت لهيئة الإذاعة الوطنية الأمريكية NPR عبر مترجم إنَّ ضباط الحدود طلبوا من الطفلة الاختيار بين أحد والديها قبل فصلهما عن بعض.
وأضافت تانيا: "سألها الضابط عمَّن تريد الذهاب معه، الوالدة أم الوالد. فقالت "أمي" لأنها أكثر ارتباطاً بي. لكن حين بدأوا في اصطحاب (زوجي) بعيداً، بدأت الفتاة في البكاء. فقال لها الضابط: لقد قلتِ إنَّك تريدين الذهاب مع أمك".
وطلبت تانيا وزوجها جوزيف عدم استخدام اسميهما الأخيرين في هذا التقرير، إبان انتظارهما عقد جلسات الاستماع الخاصة بالهجرة. لكنَّ تانيا قالت لهيئة NPR إنَّهما ناشدا ضباط الحدود طوال يومين عدم فصل أسرتهما. في حين ساند الطبيب الذي فحص صوفيا، بسبب مرضها القلبي، مطالب الأسرة.
وأمرت السلطات في البداية بإعادة العائلة عبر الحدود إلى خواريز، وهي بلدة سيئة السمعة في شمال المكسيك. إذ تُعَدُّ العودة إلى المكسيك مؤقتاً جزءاً من برنامج بروتوكولات حماية المهاجرين، حيث تنتظر العائلات وطالبو اللجوء عقد جلسات استماع لهم في الولايات المتحدة.
وقام الضباط بفصل الطفلة والأم عن الأب بعد القبض عليه
ففي جلسة الاستماع الخاصة بأسرة تانيا التي عُقِدت الأيام الماضية، طلبت ليندا ريفاس، محامية الأسرة، من القاضي السماح بإزالتهم من برنامج بروتوكولات حماية المهاجرين بسبب مرض القلب الذي تعانيه صوفيا.
ورأى القاضي ناثان هربرت ندبةً في جسد صوفيا من جرَّاء عمليةٍ جراحية واضحة خضعت لها بعد إصابتها بنوبةٍ قلبية في الماضي. لكنَّه قال للأسرة إنَّه لا يملك أي سلطة لإزالة العائلات من برنامج بروتوكولات حماية المهاجرين، لذا طلب المساعدة من وزارة الأمن الداخلي الأمريكية.
وفي اليوم التالي، فحص الطبيب الذي استعانت به وزارة الأمن الداخلي صوفيا، وأشار إلى إصابتها بمرضٍ خطر في القلب، وفقاً لما ذكرته ليندا.
وبعد ذلك، قيل للأسرة إنَّ الوالدين سيذهبان إلى مركزي احتجاز منفصلين، قبل أن يُترك الأطفال ليقرروا الذهاب مع أحدهما.
وقالت تانيا: "لقد تحدثوا إليَّ في حوالي الساعة 3 أو 3:30 مساءً، وقالوا لي: اكتبي توقيعك هنا، لأننا نمنحك أنتِ وأطفالك إذناً. فقلت لهم: لقد جئت مع والد الأطفال. فقالوا: لن نمنحه إذناً. بل أنت وأطفالك فقط. وقال الطبيب إنَّه من المهم للأسرة أن تبقى (معاً)، مُضيفاً: لقد دخلوا أسرةً واحدة، ويجب أن يغادروا أسرةً واحدة".
ويبدو أنَّ الضابط أخبرهم بمسألة الفصل الوشيك، وبأنَّ الطفلة يجب أن تقرر الذهاب مع أحدهما. لكنَّ الطبيب حاول التدخل.
وقالت تانيا: "أخبرني الطبيب بألَّا أسمح لهم بسؤالها لأنَّهم لا يملكون الحق في سؤال شخص قاصر".
ثم تلقَّى جوزيف أوامر بالابتعاد لاصطحابه إلى منطقةٍ منفصلة، واحتضن الطفلان الآخران -اللذان تبلغ أعمارهما ست وتسع سنوات- والدهما، دون أن يُدركا المشهد تماماً، أو ما إذا كانا سيلتقيان والدهما مرةً أخرى.
وقال جوزيف: "كنت سأُفصَل عن أولادي وزوجتي، وكان سيتعين عليَّ العودة إلى خواريز بمفردي. شعرت بالتحطم".
وناموا آنذاك في زنزاناتٍ منفصلة طوال الليل.
لكن العائلة أطلقت مناشدات من أجل لم الشمل بينهما مرة أخرى
ففي صباح اليوم التالي، عاد الطبيب وناشد السلطات للم شمل الأسرة وإبقائها معاً.
وقالت تانيا متحدثةً عن الطبيب: "أوضح للضابط الآخر أننا يجب أن ندخل جميعاً أسرةً واحدة. لقد كان ضابط النوبة الصباحية. وقال له نعم، وسمح لجوزيف بالدخول. وقال كذلك إنَّهم سيعطوننا تواريخ جلسات استماع مختلفة. فقال له الطبيب لا، وإننا دخلنا أسرةً واحدة، وعليهم أن يعطونا جميعاً التاريخ نفسه".
وبقيت الأسرة في منزلٍ محلي مستأجر عبر تطبيق Airbnb يوم السبت 13 يوليو/تموز، ثم توجَّهت إلى الغرب الأوسط في اليوم الذي يليه للإقامة مع العائلة.
وذكرت هيئة NPR أنَّ الأسرة فرَّت من هندوراس بعد أن شاهدت تانيا مقتل والدتها، ثم اختُطِفت أختها التي شاهدت جريمة القتل كذلك، وتعرَّضت للتعذيب حتى لا تُدلي بشهادتها.
وقالت تانيا: "لا يمكننا العودة إلى هندوراس. نأمل أن يتمكن الأطفال من الدراسة هنا لأنَّ هندوراس لا توجد فيها فرصٌ للأطفال للذهاب إلى المدرسة، والنشأة السليمة. نحن أناس صادقون. لا نريد إيذاء أي أحد. لا نريد سوى فرصة".