قالت صحيفة The Daily Mail البريطانية، إنَّ أمل كلوني، التي تولَّت مؤخراً منصب مبعوثة وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت لشؤون حرية الصحافة، نصحت جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، بشأن كيفية إبطال محاولة الحكومة إلقاء القبض عليه، وفقاً لما كشفته وثائق مُسربَّة.
وبصفتها محاميةً لحقوق الإنسان، قالت أمل لأسانج إنه "مؤهلٌ على نحوٍ فريد" لكي يصبح وزير التكنولوجيا في حكومة الإكوادور، التي يتحصَّن في سفارتها في لندن منذ سبع سنوات.
وقالت أمل إنَّ هذه الحيلة القانونية الغريبة كانت ستمنحه حقَّ الخروج الآمن من بريطانيا، وتجنُّب تعرُّضه للسجن، لخرقِهِ شروطَ الكفالة المفروضة عليه بينما يحارب محاولة تسليمه للسويد.
وستكون هذه المعلومات التي كشفتها الوثائق المسرَّبة مصدرَ إحراج لجيرمي هنت، الذي عيَّن أمل مبعوثةً خاصةً له في أبريل/نيسان الماضي.
اعتقال أسانج
أصبحت أمل، زوجة نجم هوليوود جورج كلوني، محامية أسانج بعد هروبه من العدالة البريطانية في 2012، وطلبه اللجوء في سفارة الإكوادور في منطقة نايتسبريدج بلندن. لكن شرطة سكوتلاند يارد أخرجته عنوةً من السفارة، وهو يواجه حالياً احتمالية سجنه في الولايات المتحدة، التي تسعى إلى تسليمه إليها لاتهامه بالتجسس. ويواجه أسانج أيضاً تهماً بالتحرش الجنسي في السويد.
ويأتي التسريب الجديد بشأن النصيحة القانونية الغريبة لأمل، في وقتٍ برزت فيه نجوميتها كمتحدثةٍ في المؤتمر العالمي لحرية الصحافة، برعاية هنت في لندن، الأربعاء 11 يوليو/تموز 2019.
كان أنس أرميو، الصحفي المناهض للفساد، من غانا، من بين الحاضرين في هذا المؤتمر، وكان يغطي وجهه بعد تلقيه تهديدات بالقتل.
وأُلقي القبض على أسانج في وقتٍ مبكر من العام الحالي، بعد أن أجرى هنت عمليةً سرية بالتعاون مع سلطات الإكوادور.
وقال وزير الخارجية حينها إن أسانج "ليس بطلاً"، مضيفاً: "إن محاولة أي شخصٍ الهروب من العدالة أمرٌ غير مقبول، ولقد حاول فعل هذا لوقتٍ طويل".
خطة كلوني لإخراج أسانج
واطَّلعت صحيفة The Daily Mail البريطانية على وثيقةٍ مكوَّنة من 29 صفحة، كتبتها أمل لأسانج في سبتمبر/أيلول 2013، وتشرح بالتفصيل كيف يمكنه تجنُّب إلقاء القبض عليه في بريطانيا.
وشمِلت الوثيقةُ اقترَاحها الاستثنائي بأنَّه حتى وإن كان أسانج أستراليّاً وليست له أي علاقة بالإكوادور، يستطيع أن يصبح وزير التكنولوجيا في حكومة الإكوادور، ما سيمنحه حصانةً دبلوماسية، لأن لديه خبرةً في مجال القرصنة الحاسوبية، ما يعني أنه يمتلك المؤهلات اللازمة لتولي المنصب.
وتشير الوثيقة إلى أن أسانج يمكنه الادعاء بأنَّه "قدَّم خدماتٍ مهمة للإكوادور كشخصٍ محترفٍ عالمياً في مجال الاتصالات، وحاصل على جائزةٍ في هذا المجال، ومعروف عنه كفاحه من أجل حرية الصحافة وحقوق الإنسان في العموم، وكشفه إساءة استخدام السلطة في دولٍ معينة".
وكتبت أمل: "ربما يمكن قانونياً أن يُعين أسانج في منصبٍ وزاري أو دبلوماسي في الإكوادور. وقد يمنحه هذا حصانةً ضد إلقاء القبض عليه وحق الخروج من بريطانيا".
وأشارت إلى أن الإعفاء الضريبي من بين الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها أسانج إذا حَظِي بمنصبٍ دبلوماسي في الإكوادور. وقد يكون الزواج بامرأة من الإكوادور وسيلةً أخرى للحصول على الجنسية الإكوادورية. جاء إلقاء القبض على أسانج في أبريل/نيسان الماضي، بعد أن أنهت الحكومة الإكوادورية وضع لجوئه، مشيرةً إلى أنَّها سَئِمت من سلوكه "الفظِّ" وسوء نظافته الشخصية، والتي قيل إنها تشمل تلطيخ الحوائط بالبراز.
أسانج قد يسجن لـ5 سنوات
جرَّ الضباط أسانج، الذي كان أشعثَ ومُطلِقاً للحيته، إلى حافلة الشرطة. ووَجَّهت الحكومة الأمريكية اتهامات له بالقرصنة على 750 ألف وثيقة سرية، وهي تهمةٌ قد يصل الحكم فيها إلى السجن لمدة 5 سنوات. ويواجه أسانج أيضاً تهماً بالتجسس.
وكان أسانج قد سعى لطلب اللجوء في سفارة الإكوادور في 2012، بعد أن خسر معركة قضائية لتجنُّب ترحيله إلى السويد، على خلفية اتهامات له بالتحرش الجنسي. وكلفت إقامته في السفارة لمدة سبع سنوات دافعي الضرائب البريطانيين فاتورةً قيمتها 12 مليون جنيه إسترليني، مقابل أنشطة الرقابة والأمن.
وبدا أن أمل قد أنهت علاقتها به قبالة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016.
وأرجعت تقارير السببَ وراء إنهاء علاقتها به، إلى التسريبات المدمِّرة المستوحاة من موقع ويكيليكس، والخاصة برسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون، منافسة ترامب في الانتخابات الرئاسية. وتدعم أمل عائلة كلينتون منذ وقتٍ طويل.