قالت صحيفة The New York Times الأمريكية، إن إدارة ترامب فرضت عقوبات على ثلاثة من كبار مسؤولي حزب الله في لبنان، الثلاثاء 9 يوليو/تموز 2019، متهمة إياهم بتبنِّي "أجندة خبيثة" لدعم الحكومة الإيرانية.
وكانت هذه العقوبات هي الأولى التي تستهدف أعضاء البرلمان اللبناني مباشرة، وأكدت عزم البيت الأبيض على زيادة الضغط على إيران، بمعاقبة الجماعات التي لها علاقات بحكومتها.
وتعتبر الولايات المتحدة حزب الله منظمةً إرهابية، رغم اندماج أعضائه في هيئات شرعية في الحكومة اللبنانية.
وأُضيف أمين شري ومحمد حسن رعد، وهما عضوان في البرلمان، ووفيق صفا، وهو مسؤول أمني رفيع المستوى في حزب الله، إلى قائمة عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية.
وقالت سيغال ماندلكر، وكيلة وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، في بيان: "حزب الله يستخدم عناصره في البرلمان اللبناني للتلاعب بالمؤسسات لدعم المصالح المالية والأمنية للحزب الإرهابي، وتعزيز أنشطة إيران الخبيثة".
توتر العلاقات بين طهران وواشنطن
ويتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، بعدما انتهكت إيران بنداً رئيسياً هذا الشهر في الاتفاق الدولي لتقييد برنامجها النووي الذي أُبرم عام 2015. وحذَّرت طهران أيضاً من أنها ستبدأ في تخصيب الوقود النووي إلى مستوى أنقى، مما قد يجعلها أقرب إلى تطوير سلاح نووي.
ومنذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في عام 2018، جدَّدت الولايات المتحدة العقوبات على الإيرانيين، وحذَّرت دول أخرى من التعامل مع طهران.
وفي يونيو/حزيران 2019، أصدرت إدارة ترامب عقوبات جديدة تمنع آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، ومكتبه من التعامل مع النظام المالي الدولي. وفرضت الإدارة عقوبات أيضاً على ثمانية قادة عسكريين إيرانيين الشهر الماضي.
وقال مسؤولون كبار بالإدارة إن العقوبات التي أُعلن عنها، أمس الثلاثاء، تهدف إلى التأكيد للعالم أن الولايات المتحدة لا ترى أي اختلاف بين الأجنحة السياسية والعسكرية لحزب الله، الذي تدعمه إيران. وحثوا قادة لبنان على قطع العلاقات مع أي شخص ينتمي إلى حزب الله.
حزب الله يهدد أمن واستقرار لبنان
وقالت سيغال: "حزب الله يهدد الاستقرار الاقتصادي وأمن لبنان والمنطقة ككل، وكل ذلك على حساب الشعب اللبناني. ستستمر الولايات المتحدة في دعم جهود الحكومة اللبنانية لحماية مؤسساتها من استغلال إيران وعملائها الإرهابيين، وتأمين مستقبل أكثر سلاماً ورخاء للبنان".
ومن المؤكد أن العقوبات الجديدة ستُزعج لبنان، فعندما زار وزير الخارجية مايك بومبو بيروت في مارس/آذار، وندَّد بحزب الله بصفته منظمة إرهابية، واجه اعتراضاً.
إذ قال جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني: "بالنسبة إلينا، حزب الله حزب لبناني وليس مجموعة من الإرهابيين. والشعب اللبناني هو مَن انتخب أعضاءه في البرلمان، وبدعم شعبي كبير".
وقد أثرت العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على إيران على موارد حزب الله المالية، إذ يواجه الحزب صعوبة في دفع رواتب أعضائه.
حزب الله اللبناني يطلب دعماً مادياً
وأشار بومبيو في بيان صدر، أمس الثلاثاء، إلى أنَّ حسن نصر الله، زعيم حزب الله، طلب دعماً مالياً لأول مرة على الإطلاق هذا العام.
وتشعر إدارة ترامب بالإحباط لأنَّ أوروبا تواصل دعمها للاتفاق النووي، وهدَّدت بفرض عقوبات ثانوية على حلفائها الذين يواصلون شراء النفط الإيراني.
ويعتقد بعض المنتقدين أنَّ استخدام الولايات المتحدة المفرط للعقوبات نهج يتجاوز الحدود.
وقال جورج لوبيز، وهو أستاذ في جامعة نوتردام وخبير في العقوبات الاقتصادية: "فكرة إدراج الأشخاص ببساطة في قائمة العقوبات وتجميد حساباتهم دون دليل على تقديمهم دعم مالي محدد لإيران أو ممارستهم لأنشطة إرهابية محددة، أمر يتجاوز الحدود. لكنه يتماشى مع استخدام -قد يصفه البعض بسوء استخدام- هذه الإدارة للعقوبات، إذ إن تركيزها على توجيه الاتهامات بناء على الروابط أكبر من تركيزها على العلاقة السببية المباشرة".
عقوبات جديدة تستهدف إيران قيد الإعداد
تدرس إدارة ترامب أيضاً فرض عقوبات اقتصادية على الميليشيات العراقية التي تدعمها إيران، لكن لهذه الميليشيات كذلك أعضاء في البرلمان، على غرار حزب الله في لبنان.
وتعترف الحكومة العراقية رسمياً بهذه الميليشيات التي تجمعها مظلة قوات الحشد الشعبي وتدفع رواتبها. وقاتلت هذه الميليشيات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بمساعدة الجيش الإيراني.
وقال مسؤولون في الإدارة، يوم الثلاثاء، إن عقوبات جديدة تستهدف إيران قيد الإعداد.
وفي أواخر يونيو/حزيران، قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين، إن العقوبات التي تستهدف محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، وشيكة. وفي حين أن هذه العقوبات لم يُعلن عنها بعد، وصف مسؤول في الإدارة ظريف بأنه شخصية محورية، وقال إن فرض عقوبات إضافية قيد الدراسة.
وقال ترامب في حديث في المكتب البيضاوي، أمس الثلاثاء، إنَّه يراقب أنشطة التخصيب الإيرانية عن كثب.
وقال ترامب: "حسناً، لنرَ ما يحدث مع إيران. وتفعل إيران الكثير من الأمور السيئة في الوقت الحالي، ومن الأفضل لهم أن يكونوا حذرين للغاية".