رحب متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الأربعاء 10 يوليو/تموز 2019، بجهود فرنسا لإنقاذ الاتفاق النووي فيما يزور كبير المستشارين الدبلوماسيين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طهران لإجراء محادثات بهدف إنهاء الأزمة وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء قائلة "رحب المتحدث (عباس موسوي) بدور فرنسا في تخفيف التوتر وتنفيذ الاتفاق قائلا إن الفرنسيين جزء من جهود… إبقاء الاتفاق النووي على قيد الحياة".
ويزور إيمانويل بون كبير مستشاري ماكرون الدبلوماسيين إيران للقاء مسؤولين إيرانيين مع تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن.
وكانت الرئاسة الفرنسية قد ذكرت أن الزيارة تهدف إلى تخفيف التوتر، وأكدت أن بون سيقترح على المسؤولين الإيرانيين إجراءات قالت إنها ستكون قابلة للتنفيذ ويمكن تفعيلها قبل الـ15 من الشهر الجاري.
جهود أوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي
في غضون ذلك، طالب الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا بتحديد موعد عاجل لانعقاد لجنة مشتركة بشأن إيران يتوقع أن تبحث آلية فض النزاع الخاص بالاتفاق النووي الإيراني.
وفي بيان مشترك لهم، قالت لندن وباريس وبرلين إن وزراء خارجية الدول الثلاث والاتحاد الأوروبي "يعربون عن قلقهم البالغ لمواصلة إيران أنشطة لا تنسجم مع التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة"، وهي التسمية الرسمية للاتفاق النووي الإيراني.
ودعت المفوضية الأوروبية طهران إلى عدم اتخاذ أي خطوات أخرى تقوض الاتفاق النووي الإيراني، وأكدت أهمية الاتفاق للأمن العالمي.
وكانت إيران زادت قبل أيام نسبة تخصيب وحجم مخزون اليورانيوم بما يتجاوز الحدود المسموح بها في الاتفاق النووي، وذلك ردا على عدم اتخاذ الشركاء الأوروبيين بالاتفاق إجراءات تتيح لها الالتفاف على العقوبات الأميركية التي أعادتها واشنطن عقب انسحابها في مايو/أيار 2018 من الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعملان على دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقضاء على الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين طهران وقوى دولية.
وفي تغريدة على تويتر، قال ظريف إن بولتون ونتنياهو قتلا اتفاقية بين ثلاث دول أوروبية وإيران عام 2005 بإصرارهما على وقف التخصيب تماما "والآن استدرجا ترامب لقتل الاتفاق النووي بالطريقة نفسها".
والأحد الماضي، أعلنت طهران تبنيها الخطوة الثانية من خفض التزاماتها بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، وشروعها في زيادة تخصيب اليورانيوم لأكثر من 3.67%، وصولاً إلى 5%، وذلك رداً على التوترات الحاصلة مع أمريكا، لا سيما بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، وفرض عقوبات ضد طهران.
وتحاول واشنطن إثناء طهران عن خطتها في تخصيب اليورانيوم، والبقاء على القدر المسموح به حتى لا تتمكن من امتلاك السلاح النووي، ولأن طهران تدرك ذلك فإنها تمارس هي الأخرى ضغطاً على واشنطن من أجل رفع العقوبات وعودة أمريكا إلى الاتفاق النووي.
لكن رغم ذلك لن تتوقف طهران عن تخصيب اليورانيوم بسبب إدراكها أن ترامب لن يرفع العقوبات المفروضة على إيران بل سيحاول كسب مزيد من الوقت لحسم بعض الملفات الداخلية، أيضاً خطوة طهران ستوجه أزمة إلى البلدان الأوروبية الضامن للاتفاق النووي.