دراسة: الروائح الكريهة تُحسِّن الذاكرة، والتجارب السلبية لا يمكن نسيانُها

الروائح الكريهة تُحسِّن الذاكرة، إذ وجد فريق من الباحثين أنَّ الذكريات تصبح أقوى عندما تصحب التجربة الأولى روائح غير سارة

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/07/05 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/04 الساعة 20:47 بتوقيت غرينتش
صورة أرشيفية/istock

الروائح الكريهة تحسن الذاكرة، هذا ما توصل إليه فريق من الباحثين أكدوا أنَّ الذكريات تصبح أقوى عندما تصحب التجربة الأولى روائح غير سارة.  

تفتح الدراسة آفاق فهمنا لما يحرك الاستجابات ونقاط الاستجابة الشرطية المعروفة بالنقاط البافلوفية، وكيفية تأثير التجارب السيئة على قدرتنا على استرجاع الأحداث الماضية.

الروائح الكريهة تحسن الذاكرة

تشرح كاثرين هارتلي، الأستاذة المساعدة في قسم علم النفس بجامعة نيويورك وإحدى المؤلفات الأساسيين لهذه الورقة البحثية التي ظهرت في مجلة Learning and Memory العلمية، وتقول: "توضح هذه النتائج أن الروائح الكريهة قادرة على تحسين الذاكرة لدى المراهقين والبالغين على حد سواء، وتشير إلى طرق جديدة لدراسة الطريقة التي نتعلم بها ونتذكر بها التجارب السلبية والإيجابية".

وأضافت أليكسندرا كوهين، زميلة جامعة نيويورك الحاصلة على الدكتوراه، والمؤلفة الأولى للبحث لموقع ScienceDaily: "ولأن اكتشافاتنا شملت مجموعات سِنية مختلفة، فتبيَّن أن الروائح الكريهة قد تستخدم مستقبلاً في فحص التعلم العاطفي، وعمليات الذاكرة على مر التطور". 

التجارب السلبية أيضاً تقوِّي الذاكرة

وظهر تأثير التجارب السلبية على الذاكرة منذ وقت بعيد. 

فعلى سبيل المثال، إذا عضَّك كلب، قد تتطور لديك ذكرى سلبية للكلب الذي عضك، وقد يمتد الربط السلبي لديك ويعمم ليشمل كل الكلاب. 

بالإضافة إلى ذلك، ستكون لديك ذكرى أقوى لهذا الحدث، بسبب الصدمة المصاحِبة للعضة، أكثر من تجاربك السابقة مع الكلاب.

تقول هارتلي: "إن التعميم وقوة الذكرى بالنسبة للأشياء المرتبطة بالتجارب السيئة هي سمات أساسية لاضطرابات التوتر، التي تظهر عادة في فترة المراهقة".

من أجل فهم أفضل لكيفية تأثير التجارب المرتبطة بأحداث سيئة على الذاكرة في هذه المرحلة من النمو، صمَّم الباحثون مهمة تعلم بافلوفية محكومة لأفراد تتراوح أعمارهم بين 13 و25. 

عادة ما تستخدم صدمات كهربية خفيفة في هذا النوع من مهام التعلم. 

في هذه الدراسة، استخدم الباحثون روائح كريهة لأنها يمكن استخدامها من الناحية الأخلاقية في دراسة الأطفال.

تضمنت المهمة استعراض مجموعة من الصور من فئتين عقليتين مختلفتين، الأولى أشياء (كراسي مثلاً)، والأخرى مشاهد (جبل يكسوه الثلج مثلاً). 

وفي أثناء عرض الصور على المشاركين، تم توصيل جهاز قياس حاسة الشم الذي يُصدر روائح على أنوفهم. 

وبينما كان المشاركون يستعرضون إحدى الفئتين، كانت هناك روائح كريهة تصدر من حين لآخر من الجهاز إلى القناع الذي يرتدونه، وفي استعراض الصور من المجموعة الأخرى كانوا يستخدمون هواءً بلا رائحة. 

سمح هذا للباحثين بفحص الذاكرة مع الصور المرتبطة بالرائحة السيئة، بالإضافة إلى التعميم للصور المرتبطة بها. 

بمعنى آخر، هل ستتحسن الذاكرة بالنسبة لصورة الكرسي فقط، أم بالنسبة لصور الأشياء عامة؟

24 ساعة فقط كفيلة بتذكر السلبيات

الروائح "الكريهة" هي عامل يختلف من شخص لآخر. 

ولكي يتم تحديد أي الروائح التي يبغضها المشاركون، جعل الباحثون المشاركين قبل بداية التجربة يتنفسون في مختلف الروائح ويستدلون أيها يعتقد المشاركون أنه كريه. 

كانت الروائح خليطاً من المركبات الكيميائية، صنعها أحد صناع العطور المحليين، وكان من بينها روائح مثل رائحة السمك الفاسد، والروث.

وبينما كان الأفراد يستعرضون الصور، قاس العلماء تعرّق كف الأيدي، كدلالة على الاستثارة، وهي طريقة معتادة في أساليب البحث لتأكيد صنع موقف سلبي (وهو الرائحة الكريهة في هذه الحالة). 

وبعد مرور يوم، اختبر الباحثون ذاكرة المشاركين في الصور.

وأظهرت نتائجهم أن كلاً من المراهقين والبالغين أظهروا ذاكرة أفضل، خاصة بالنسبة للصور المرتبطة بالرائحة الكريهة بعد 24 ساعة من رؤيتهم لهذه الصور. 

ووجدوا أيضاً أن الأشخاص أصحاب ردود الاستثارة الأكبر عند النقطة التي قد يشمون عندها رائحة كريهة أو هواء نظيفاً عند استعراض الصور، بغض النظر عما إذا كانت الرائحة السيئة وصلت له أم لا، لديهم ذاكرة أفضل بعد 24 ساعة. 

وهذا يشير إلى أن عدم التوقع أو وجود عنصر مفاجأة في الناتج يؤدي إلى ذاكرة أفضل.

تحميل المزيد