ترامب يحذر إيران من زيادة تخصيب اليورانيوم: تهديداتكم سترتد عليكم

حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران، الأربعاء 3 يوليو/تموز 2019، من أن تهديداتها "يمكن أن ترتد عليها"، وذلك بعدما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده ستتجاوز حد تخصيب اليورانيوم.

عربي بوست
تم النشر: 2019/07/04 الساعة 05:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/04 الساعة 05:17 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب/رويترز

حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران، الأربعاء 3 يوليو/تموز 2019، من أن تهديداتها "يمكن أن ترتد عليها"، وذلك بعدما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده ستتجاوز حد تخصيب اليورانيوم.

وفي تغريدة له على تويتر، قال ترامب: "أصدرت إيران للتو تحذيراً جديداً. يقول روحاني إنهم سيخصبون اليورانيوم ‬بأي قدر نريده‬ إذا لم يكن هناك اتفاق نووي جديد" .

وأضاف: "انتبهوا للتهديدات، فهي يمكن أن ترتد لتلدغكم كما لم يُلدغ أي شخص من قبل!".

إيران تتخطى الاتفاق

وكان روحاني قال إن بلاده ستزيد تخصيب اليورانيوم بعد السابع من يوليو/تموز إلى أي مستويات تريدها فوق الحد الأقصى المنصوص عليه في الاتفاق النووي، في حين دعا واشنطن للعودة مجدداً إلى الاتفاق.

وهذه هي المرة الثانية في أسبوع التي تعلن فيها طهران عن إجراء من شأنه أن يقوض الاتفاق النووي الذي يواجه مشكلات منذ انسحب منه ترامب العام الماضي.

ونقلت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية عن روحاني قوله: "لن يبقى مستوى التخصيب لدينا 3.67٪. سننحي هذا الالتزام جانباً وسننتج بأي قدر نريده وبأي قدر تقتضيه الضرورة وتقتضيه حاجتنا. سنتجاوز في هذا مستوى 3.67٪" . 

وأشار الرئيس الإيراني إلى أنه يمكن الرجوع عن تحركات إيران، مضيفاً: "يمكن إعادة كل الإجراءات التي نتخذها إلى وضعها السابق في غضون ساعة واحدة، فلماذا تشعرون بالقلق؟" .

ويشار إلى أن التخصيب بنسبة 90٪ ينتج عنه مادة تستخدم في صنع القنابل، بينما تنفي طهران أي نية لإنتاج أسلحة نووية.

وذكر خبراء أنه لا يوجد استخدام مشروع لدى إيران لليورانيوم المخصب فوق المستوى الذي يسمح به الاتفاق، وقالت كيلسي دافنبورت، من رابطة الحد من الأسلحة بواشنطن: "لا يوجد مبرر" .

وأضافت أن الخطوة تستهدف زيادة الضغط على القوى الأوروبية والصين وروسيا لتعويض إيران عن تأثير العقوبات التي عاود ترامب فرضها بعد انسحابه من الاتفاق.

وقالت دافنبورت إن "هذه قرارات سياسية لزيادة الضغط. فهي لا تشير إلى أن إيران على وشك إنتاج قنبلة أو سلاح نووي" .

لهجة حادة

وكانت لهجة روحاني حادة على غير المعتاد؛ فقد كان مهندس الاتفاق النووي ويعتبر من أصحاب النزعة العملية خلافاً لكبار رجال الدين في النخبة الحاكمة الذين عارضوا انفتاحه على الغرب ويواصلون تنديدهم بالولايات المتحدة.

وحث روحاني إدارة ترامب على "تبني نهج عقلاني من جديد" والعودة إلى طاولة المفاوضات.

وقال روحاني أيضاً إنه إذا لم توفر الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق الحماية للتجارة مع إيران التزاماً بالتعهدات الواردة في الاتفاق والتي توقف تنفيذها عندما أعاد ترامب فرض عقوبات صارمة، فإن بلاده ستعيد تشغيل مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل بعد السابع من يوليو/تموز.

وحذر روحاني أمريكا والدول الموقعة على الاتفاق النووي بأنه "إذا لم تعملوا (وفقاً) للبرنامج والإطار الزمني لكل الالتزامات التي قدمتموها لنا، فإننا سنعيد مفاعل آراك إلى سابق عهده، اعتباراً من السابع من يوليو/تموز فصاعداً"، بحسب قوله. 

وكانت إيران قد أعلنت في يناير/كانون الثاني 2016 أنها أزالت قلب المفاعل وملأته بالأسمنت، التزاماً منها بالاتفاق.

وأضاف روحاني: "هذا يعني إعادته للوضع الذي تقولون إنه خطير ويمكن أن ينتج البلوتونيوم"، مشيراً إلى مكون رئيسي يمكن أن يستخدم في صنع قنبلة نووية. ومضى يقول: "سنعود إلى ذلك ما لم تتخذوا إجراء بشأن جميع التزاماتكم المتعلقة بآراك" .

وأبقى روحاني الباب مفتوحاً أمام المفاوضات، وقال إن إيران ستخفض مرة أخرى مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى ما دون حد الـ300 كيلوغرام المنصوص عليه في الاتفاق النووي، إذا التزمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين بتعهداتها الواردة في الاتفاق.

توتر متزايد

وبلغ التوتر المستمر منذ أسابيع ذروته الشهر الماضي، عندما أسقطت طهران طائرة استطلاع أمريكية مسيّرة، ورد ترامب باتخاذ قرار بشن ضربات جوية تراجع عنه في اللحظة الأخيرة. كما تتهم واشنطن إيران بالمسؤولية عن هجمات على عدد من ناقلات النفط في الخليج، وهو ما تنفيه طهران.

وقالت إيران يوم الإثنين الفائت، إنها أنتجت من اليورانيوم المنخفض التخصيب ما يزيد عن 300 كيلوغرام التي يسمح بها الاتفاق النووي، وهي خطوة دفعت ترامب إلى تحذيرها من "اللعب بالنار" .

وقالت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق، يوم الثلاثاء الفائت، إنها تشعر "بقلق بالغ" من انتهاك طهران الواضح للاتفاق، بينما قالت إسرائيل إنها تستعد لدخول محتمل في أي مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة.

وكان الاتفاق النووي قد أدى إلى إلغاء معظم العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على قدرتها على تخصيب اليورانيوم، وهدف الاتفاق لإطالة الفترة التي تحتاجها طهران لإنتاج قنبلة نووية، إذا سعت لذلك، من نحو شهرين أو ثلاثة أشهر إلى سنة.

والمطلب الرئيسي لإيران في محادثاتها مع الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق وشرطها المسبق لإجراء أي محادثات مع الولايات المتحدة هو السماح لها ببيع نفطها بالمستويات السابقة قبل أن ينسحب ترامب من الاتفاق ويعيد فرض العقوبات.

تحميل المزيد