قال المجلس الأعلى للدولة الليبي، السبت 29 يونيو/ حزيران 2019، إن التهديدات التي أطلقتها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر باستهداف المصالح التركية، "إعلان حرب على أنقرة".
وأضاف المجلس، في بيان، أن تهديدات قوات حفتر تعد "ضرباً للعلاقات المشتركة مع دولة تتعاون معها ليبيا في مجالات كثيرة وتشكل وارداتنها منها نسبة كبيرة من إجمالي واردات البلاد".
وأوضح أن تلك التهديدات "محاولة لتبرير الهزيمة" في مدينة غريان جنوبي طرابلس، و"إيجاد ذرائع إضافية لتدخلات الدول التي تساند حفتر"، قائد قوات الشرق الليبي.
وأعرب المجلس عن استيائه الشديد وقلقه البالغ مما ستتسبب فيه مثل هذه التصريحات من عرقلة وضرر كبيرين للمواطنين الليبيين بالمنطقة الشرقية الذين يتخذون مسار إسطنبول متنفساً رئيسيا لهم إلى دول العالم ومنها، سواء للعلاج أو التجارة أو التنقل.
وشدد على أن المجلس الأعلى للدولة والهيئات المنبثقة عن الاتفاق السياسي المعترف بها من الأمم المتحدة ستستمر في علاقاتها مع تركيا بناءً على الاتفاقيات الثنائية بما يساهم في حل الأزمة.
وأضاف المجلس أن "أية أعمال عدوانية أو هجمات ضد أصدقائنا وعلى رأسهم الأتراك تعتبر إضرارا بأمننا القومي وسيتم مجابهتها بكل حزم وقوة".
وأشار إلى أنه على تواصل مباشر مع حكومة الوفاق لاتخاذ كافة الإجراءات ضد أي تهديد.
أردوغان يرد
وطالب المجلس الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالالتزام بواجباتهم المنوطة بهم واتخاذ الإجراءات الرادعة لهذه "المليشيات الإجرامية" (قوات حفتر).
وفي وقت سابق السبت، أدان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية تهديدات قوات حفتر للمصالح التركية في البلاد، واعتبرها "تحريضا على الهوية"، مطالباً المجتمع الدولي برد واضح بشأنها.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، أن تركيا "ستتخذ التدابير اللازمة" حال صدرت أي خطوات عدائية في ليبيا ضدها من قوات حفتر.
ومساء الجمعة، قال بيان لقوات حفتر، نشرته قناة "ليبيا الحدث" التابعة لهم، أنه صدرت الأوامر باستهداف السفن والطائرات المدنية وتهديد الملاحة الجوية وضرب مقار وشركات تابعة لتركيا، والدعوة للقبض على مواطنيها المتواجدين على الأرض الليبية.
وبرر البيان التهديد بمزاعم تتعلق بالسيادة الليبية رغم استعانة قوات حفتر بأطراف خارجية مختلفة في هجومها على حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
وتتعاون العديد من الدول، بما فيها تركيا، مع حكومة الوفاق، في إطار مساعي إعادة الاستقرار للبلاد، وإنهاء النزاع في البلاد سلميًا.
ومنذ 4 أبريل/نيسان الماضي، تشهد العاصمة الليبية طرابلس معارك مسلحة، إثر إطلاق حفتر، قائد قوات شرق ليبيا، عملية عسكرية ضدها، وسط تنديد دولي واسع ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة.
وفي المقابل، تستنفر قوات الوفاق منذ ذلك الحين لصد الهجوم، وقد تمكنت في الأيام الأخيرة من السيطرة على مركز القيادة الرئيسية لعمليات قوات حفتر بمدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس).