حذرت "قوى إعلان الحرية والتغيير"، قائدة الاحتجاجات في السودان الجمعة 28 يونيو/حزيران 2019، المجلس العسكري من "التضييق" و "ممارسة العنف" ضد مسيرات سلمية مقررة بعد يومين.
في حين قال رئيس المجلس العسكري السوداني، عبدالفتاح البرهان، إن السلطات ستنشر القوات النظامية بالخرطوم، الأحد 30 يونيو/حزيران 2019، لتأمين المنشآت الحيوية والمرافق الاستراتيجية، وذلك خلال لقاء مع رؤساء تحرير وسائل إعلام محلية.
"قوى الحرية والتغيير" فقدت الثقة بالمجلس العسكري
وخلال مؤتمر صحفي، قال وهيب محمد سعيد، القيادي بـ "قوى الحرية والتغيير": "فقدنا الثقة بالمجلس العسكري، ونحمّله المسؤولية عن أي أعمال عنف متوقعة خلال مواكب 30 (30 يونيو) التي نعتزم تنظيمها الأحد المقبل، تحت اسم (مواكب الحداد على الشهداء)".
وأضاف سعيد: "لأول مرة منذ بدء الاحتجاجات أواخر العام الماضي، نعلن مسارات المواكب عبر مؤتمر صحفي، وذلك بسبب قطع الإنترنت والتعتيم الإعلامي الذي يمارسه المجلس العسكري".
وأوضح أن "المسيرات تنطلق في مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم، وأم درمان، والخرطوم بحري) في تمام الساعة الواحدة من ظهر الأحد بالتوقيت المحلي".
وتابع: "تنطلق تلك المواكب من نقاط محددة، وتتجه نحو منازل الشهداء الذين سقطوا في أثناء فض اعتصام المدنيين أمام القيادة العامة للجيش، والشهداء الذين سقطوا منذ بدء الاحتجاجات".
وعن حماية "العسكري" لتلك المواكب، أوضح سعيد أن "المجلس إذا أراد حمايتها، فعليه أن يسحب قواته المنتشرة وسط المدن والأحياء السكنية (..)، نحن ملتزمون بالسلمية، وهي نهجنا الوحيد".
بعد تدخُّله لفض الندوات والاعتصامات التي تنظمها
من جهته، قال القيادي في "قوى الحرية والتغيير" شريف محمد عثمان، إن "المجلس العسكري فضَّ غالبية الندوات التي عقدوها الأيام الماضية، في مدن الخرطوم (وسط) والقضارف (جنوب شرق)".
وأضاف عثمان، بالمؤتمر نفسه، أن "المجلس اعتقل عدداً من القيادات (لم يسمهم/ من قوى الحرية والتغيير) لساعات ويوم، وأبقى آخرين رهن الاعتقال حتى مساء الجمعة".
ولفت إلى أن "تظاهراتنا المعلنة سلمية، وأي إجراءات عنف يتخذها المجلس يتحمل مسؤوليتها كاملة".
واستدرك: "نتوقع أن يرسل (المجلس) مخربين (دون تحديد)، لجر المسيرات نحو العنف".
واستمرار اعتقاله مجموعة من القيادات في السودان
وفي وقت سابق من الجمعة، أعلن تجمُّع المهنيين السودانيين "اعتقال رئيس لجنة المعلمين (إحدى مكونات التجمع) ياسين حسن عبدالكريم، من منزله فجر اليوم، واقتياده إلى جهة غير معلومة".
ويقود تجمُّع المهنيين السودانيين الاحتجاجات في البلاد منذ أواخر العام الماضي، ضمن تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير".
وتتصاعد مخاوف في السودان، على لسان "قوى التغيير"، من احتمال التفاف الجيش على مطالب الحراك الشعبي للاحتفاظ بالسلطة، كما حدث في دول عربية أخرى.
ويشهد السودان تطورات متسارعة ومتشابكة ضمن أزمة الحُكم، منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/ نيسان 2018، عمَر البشير، من الرئاسة، بعد 30 عاماً في الحكم؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي؛ تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية.