حين عاد رئيس وزراء بريطانيا نيفيل تشامبرلين إلى وطنه بعد عقده معاهدة ميونخ مع هتلر، أعلن أنه قد حقَّق "السلام في زمننا".
حسب صحيفة The Daily Mail البريطانية استجابت الجماهير الشاكرة -التي ما كان لها أن تعرف كم أخطأ رئيس الوزراء البريطاني في تقدير حجم طموحات الفوهرر- بأن أمطرته بسيل من خطابات التهنئة والهدايا التي بلغ عددها 20 ألفاً.
لكن اتَّضح الآن أن الفرنسيِّين من شدَّة فرحهم قرَّروا إهداءه سكناً ثانوياً له في الريف.
ففي يوم 30 سبتمبر/أيلول 1938، بعد يومٍ واحدٍ من انتهاء المؤتمر، أُنشِئ صندوق تمويلٍ عامّ لجمع ثمن البيت. وبعد أسبوعٍ، كان قد جمع ما يقرب من نصف مليون فرانك، ما يساوي نحو 500 ألف جنيه إسترليني اليوم (أكثر من 600 ألف دولار).
وقال تيم بوفيري، مؤلِّف كتاب Appeasing Hitler: Chamberlain, Churchill and the Road to War: "كانت وزارة الخارجية قلقةً. فلو رفض رئيس الوزراء العرض، لخاطر بالإساءة إلى الفرنسيِّين. أما لو قبِل، فسيجب عليه زيارة سكنه وضمان رعايته على نحوٍ لائقٍ. في النهاية، تقرَّر أن الخيار الأكثر أماناً هو الرفض".
لكن سرعان ما انتهت مداهنة تشامبرلين وسياسته بتسكين هتلر بواسطة تسليم إقليم السوديت، إذ غزت ألمانيا بولندا بعد أقل من عامٍ من معاهدة ميونيخ. وتابع بوفيري قائلاً: "لكن لو لم تقم حربٌ، لما استمرَّ الاحتفاء بمعاهدة ميونيخ باعتبارها قصة نجاحٍ باهرٍ".
يناقش المؤلِّف كتابه، السبت 29 يونيو/حزيران 2019 بمهرجان Chalke Valley History المموَّل من صحيفة The Daily Mail البريطانية. وسيكون في هذه الندوة أيضاً مفرش المائدة التي جلس حولها هتلر وتشامبرلين في البرغهوف، المنزل الثاني لهتلر في جبال الألب البافارية يوم 15 سبتمبر/أيلول 1938.
وقد سُرِق المفرَش من البيت في شهر مايو/أيار 1945 وحصل عليه جامع تحفٍ بريطانيٌّ سيُحضِره إلى المهرجان الواقع قرب مدينة سالزبوري في مقاطعة ويلتشاير.