كوشنر يرفض المبادرة العربية لحل الصراع في فلسطين، فما الفرق بينها وبين صفقة القرن؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/25 الساعة 13:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/25 الساعة 14:48 بتوقيت غرينتش
جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي/ رويترز

مع انطلاق ورشة البحرين الاقتصادية، اليوم الثلاثاء 25 يونيو/حزيران، وهي الخطوة الأولى في صفقة القرن التي لم يعد أحد ينتظرها، حرص مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره وأحد عرّابي الصفقة المرفوضة فلسطينياً، على الإعلان الرسمي أن صفقته لا علاقة لها بالمبادرة العربية لتسوية العربي – الإسرائيلي، فما بنود تلك المبادرة؟ ولماذا حرص كوشنر على التأكيد على رفضها؟

صفقة القرن

مصطلح أطلقه ترامب أثناء سعيه للوصول للبيت الأبيض، زعم فيه أن لديه حلاً جذرياً للصراع في الشرق الأوسط، وظل العالم بأسره خصوصاً الفلسطينيين والعرب بانتظار الحل السحري الذي سيخرجه ترامب من جُعبته. وصل ترامب للبيت الأبيض وظل محتفظاً بتفاصيل حله السحري، حتى كان أول تلميح عنه في لقائه الأول مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

قال ترامب في أول ظهور له مع نتنياهو في فبراير/شباط 2017 إنَّه "لا يكترث بما إذا كانت تسوية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ستتضمَّن حل دولة واحدة فقط أو حل الدولتين، وأصدرت إدارته بياناً يؤكِّد أنَّ المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة ليست هي العقبة الرئيسية في طريق السلام.

تلى ذلك قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل للقدس المحتلة، ومن بعدها بدأت ملامح الحل السحري تتسرب، ومعها بدأ الغضب والإحباط العربي والفلسطيني يتصاعد، حتى تم الإعلان عن الخطوة العملية الأولى وهي "مؤتمر الازدهار الاقتصادي" أو الورشة التي انطلقت اليوم في البحرين وسط مقاطعة أصحاب الشأن أصحاب الأرض الفلسطينيين.


الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة خلال لقاء سابق بالرياض عام 2017 – رويترز

عند الإعلان عن ورشة البحرين الاقتصادية كانت الأمور قد وصلت إلى أن أصبح مصطلح صفقة القرن نفسه سيئ السمعة، فكان لابد من تصدير عنوان آخر إعلامياً، ومن هنا ظهر "مؤتمر الازدهار الاقتصادي" كتسويق للورشة التي انطلقت اليوم، في أجواء أعادت للأذهان اتفاق سايكس بيكو ووعد بلفور أثناء الحرب العالمية الأولى والذي من خلاله وعد وزير خارجية بريطانيا (مَن لا يملك) اليهود (مَن لا يستحق) بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين.

ما بنود المبادرة العربية؟

المبادرة العربية هي خطة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكان وقت الكشف عنها لا يزال ولياً لعهد السعودية، وتم إعلانها في مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002، وكانت أبرز بنودها كالتالي:

ملك السعودية الراحل عبدالله أثناء إطلاق المبادرة – أرشيفية

– انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو/حزيران 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان.

– التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.

– قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو/حزيران في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

وفي المقابل، شملت المبادرة البنود التالية كالتزام من الجانب العربي تجاه إسرائيل:

– اعتبار النزاع العربي – الإسرائيلي منتهياً، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.

– إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل.

لماذا يرفضها كوشنر إذاً؟

كوشنر يرى أن البحث عن السلام في الشرق الأوسط يحتاج إلى فكر جديد، في إشارة لصفقة القرن بالطبع، مضيفاً أنه "لا يمكن التوصل إلى اتفاق بين الطرفين العربي والإسرائيلي في ظل الموقف الإسرائيلي والإصرار العربي على عودة إسرائيل إلى حدود ما قبل 1967 (والسماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة).

وأثناء لقاء أجرته معه قناة الجزيرة الإخبارية، أعلنها صراحة دون تلميح: "أعتقد أنه لابد من أن نعترف بأنه إذا تم التوصل إلى اتفاق فلن يكون متمشياً مع مبادرة السلام العربية، بل سيكون حلاً وسطاً بين المبادرة العربية والموقف الإسرائيلي".

أي حل وسط يتحدث عنه كوشنر؟

ترامب نقل السفارة الأمريكية للقدس – رويترز

صفقة القرن تعطي إسرائيل القدس وأكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية حيث المستوطنات الإسرائيلية، إضافة للجولان التي اعترفت بها إدارة ترامب كجزء من إسرائيل، في هدية لنتنياهو قبيل الانتخابات البرلمانية التي فشل خلالها نتنياهو في الاحتفاظ بمنصبه هرباً من مواجهة السجن بسبب قضايا الفساد وتقرر إجراء انتخابات جديدة سبتمبر المقبل، وبالتالي لا يوجد مجال لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة من الأساس.

الصفقة أيضاً ترفض عودة اللاجئين، بل توطينهم في الدول ذات الكثافة مثل الأردن ولبنان وسوريا، وهو بالطبع ما لم يقبل الأردن ولا لبنان، ناهيك عن الرفض الفلسطيني.

كوشنر نفسه قالها صراحة أنه لا يعتقد أن الفلسطينيين قادرون على أن يحكموا أنفسهم، أي ما يمكن تفسيره بأنه لا يرى داعياً لدولة فلسطينية من الأساس.

السؤال الآن: ما الحل الوسط الذي يمكن التوصل إليه للتوفيق بين بنود المبادرة العربية وبين صفقة القرن إذا كانا عكس بعضهما البعض من الأساس؟

تحميل المزيد