شاعرة مراهقة من نيجيريا، ومغني ريغي من سيراليون وراقص كولومبي كانوا من بين المتسابقين في صقلية نهاية الأسبوع الماضي في برنامج للمواهب ترعاه الأمم المتحدة ويهدف إلى إعادة تشكيل المفاهيم حول المهاجرين.
صحيفة The Guardian البريطانية أوضحت في تقريرها، أن برنامج "للاجئين مواهب" Refugees Got talent، وهو أول حدث من نوعه يُنَظَّم على المستوى الدولي، ضم عشرات الأشخاص من الذين يبحثون عن ملجأ من بلدان مزقتها الحرب، بالإضافة إلى ضحايا الاتجار بالبشر.
عرض 13 متسابقاً من الذين بلغوا المرحلة النهائية مهاراتهم في مدينة قطانية، بأدائهم عروضاً غنائية وموسيقية وفنية ومسرحية أمام لجنة تحكيم ضمت الممثل البريطاني دوغلاس بوث.
أكثر من مجرد مسابقة للمواهب
وقال ماركو روتونو، المسؤول الصحفي في صقلية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) التي دعمت البرنامج إلى جانب 20 منظمة إغاثية أخرى: "هو أكثر من مجرد برنامج للمواهب. الأشياء التي نحتاجها للنجاح في الحياة -الثقة، والفخر، والأصدقاء، والمجتمع والأمل- كلها أمور يعيشها المتسابقون وجميع المشاركين".
وفازت بالمسابقة هانا إيموردي وهي شاعرة نيجيرية تبلغ من العمر 18 عاماً، وقدمت قصيدة بعنوان "الرحلة"، موجهة لأولئك الذين يشككون في أن للاجئين أسبابهم الوجيهة لمغادرة أوطانهم.
وقالت: "إنني سعيدة للغاية. ولم يكن الوصول إلى المرحلة النهائية مهماً بالنسبة لي بقدر إتاحة الفرصة لأعلن بالشِعر أن ملايين الأشخاص يضطرون لمغادرة بلادهم بسبب الحرب أو الفقر أو الدين. يتعين علينا مساعدة هؤلاء الناس على تحقيق أحلامهم أو ببساطة الوصول إلى نهاية سعيدة في حياتهم. يتعين علينا احتضانهم، وليس طردهم. قبل أن نغير العالم، علينا أن نبدأ بتغيير أنفسنا".
وكان من ضمن ما جاء في قصيدتها: "في هذه المدينة المختلفة، أبحث عن الحماية. في هذا العالم المختلف، أبحث عن القبول. في هذه الثقافة المختلفة، التي أحاول التكيف معها، أطلب المساعدة. ماذا يحمل الغد لي"؟
فرصة لعرض تجاربهم "الصادمة"
وكان من بين المتسابقين الذين وصلوا للمرحلة النهائية مغني ريغي يبلغ من العمر 23 عاماً من سيراليون، واسمه الفني "مستر 705" ووصل إلى صقلية قادماً من ليبيا، وراقص كولومبي محترف يبلغ من العمر37 عاماً ويُدعى داروين ميدرانو، وهو أحد نازحي كولومبيا الذين يبلغ تعدادهم 8 ملايين نازح.
وقال روتونو: "رؤية المواهب هنا تذكيرٌ قويٌ بأن اللاجئين مثلهم مثل الآخرين، متفردون ولديهم الكثير من المواهب لتقديمها للعالم".
لقد مر جميع المشاركين بتجارب صادمة. ووصل الكثير منهم إلى إيطاليا وهم قُصَّر عبر ليبيا، حيث عانوا من التعذيب وسوء المعاملة والعنف. وهناك آخرون من ضحايا الإتجار بالبشر، الذين أغرتهم الوعود بالحصول على عمل كريم بعد مغادرة أوطانهم ولكنهم أُرغموا على ممارسة الدعارة أو العبودية.
وقال روتونو: "لقد مروا جميعهم بتجارب رهيبة صادمة. لكننا أردنا أن نتجنب الخوض في هذا الأمر في هذا الحَدَث. وهذا هو بالتحديد الهدف من هذه المسابقة: أن نبين أن اللاجئين، على الرغم من تجاربهم المؤلمة، هم رجال ونساء مثلنا، كل منهم يتمتع بموهبة يمكنها أن تثري عالمنا".
وأضاف: "الفن والموسيقى يساعدان كل البشر في التعبير عن أنفسهم في جميع أنحاء العالم. وبالنسبة للاجئين -الذين فقدوا الكثير- لا يختلف الأمر. يمكن أن تكون فرصة الغناء والرقص والأداء هروباً مُريحاً من الواقع وعوناً على مواجهة مشاعر الألم".
ليصبحوا أشخاصاً فاعلين في المجتمعات الأوروبية
وقال فرانشيسكو باتاني، المخرج الفني للبرنامج: "أردنا أن نبين أن المهاجرين واللاجئين هم أشخاص يتمتعون بمهارات ومواهب ويساهمون في تحسين حال بلادنا بقدر ما فعل الإيطاليون أو ما زالوا يفعلون عندما انتقلوا إلى بلدان أخرى".
وقد شارك ملايين الأشخاص حول العالم في فعاليات نهاية الأسبوع الماضي، من حفلات رقص إلى مهرجانات طعام ومسيرات في المناطق الحضرية، احتفاءً باليوم العالمي للاجئين يوم الخميس 20 يونيو/حزيران، في الوقت الذي أُجبرت فيه أعداد كبيرة من الأطفال والنساء والرجال على مغادرة أوطانهم جراء الحرب والاضطهاد.
ونشرت مفوضية اللاجئين تقريرها السنوي للتوجهات العالمية، وأظهر أن عدد الأشخاص النازحين قسراً حول العالم ارتفع إلى أكثر من 70 مليوناً بحلول نهاية عام 2018، وهو الرقم الأعلى في تاريخ المنظمة.
وفي خطاب عبر الفيديو، قال فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن القيود التي فرضتها بعض البلدان حدّت من فرص الحصول على حق اللجوء وأعاقت الجهود المبذولة لإنقاذ اللاجئين الغارقين.
وجديرٌ بالذكر أن الحكومتين الإيطالية والمالطية أغلقتا موانئ بحرية أمام سفن إنقاذ تابعة لمنظمات غير حكومية.
ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة، وصل حوالي 3200 شخص إلى إيطاليا ومالطا قادمين من شمال إفريقيا منذ بداية عام 2019، وتوفي حوالي 350 شخصاً في الطريق.