كشفت صحيفة "الانتباهة" السودانية كواليس إلقاء القبض على الرئيس المعزول عمر البشير، وذلك على لسان عضو المجلس العسكري الفريق ركن ياسر العطا كامل.
عمر البشير وجه الشتائم لقيادات في الجيش
وقالت الصحيفة، إن عضو المجلس العسكري الفريق ركن ياسر العطا قال في حواره معها إنه عقب خطوات ترتيبية واسعة أوفد البرهان إلى البشير لإخطاره بـاقتلاعه على حد قوله.
وقال ياسر العطا حسب صحيفة الانتباهة، إن البرهان بعد إبلاغه البشير بسقوطه وجه الأخير شتائم وانتقادات لبعض القيادات المقربة منه لم يسمها.
وحسب الصحيفة فقد، نبه العطا إلى أنه بعد إخطار البشير ذهب بمعية قوات عسكرية لمنزله وقام باعتقاله، وأضاف قائلاً: (أثناء وضع الأغلال على يد البشير وجدنا بالمنزل شقيقه عبدالله البشير الذي قال لي مهدداً ومتوعداً بالموت: الدوشكا حتدور).
وذكر العطا أن البشير قام بزجر شقيقه قائلاً: (اسكت يا عبدالله)، وتابع قائلاً: (بعدها قمت باعتقال عبدالله نفسه وأرسلتهما الاثنين معاً لسجن كوبر).
وأضاف العطا أنه علم بوجود العباس شقيق البشير بالمنزل قبل ساعة من حضوره، إلا أنه تمكن من الهروب قبل حضوره، ومضى قائلاً: (أعتقد أن الدولة العميقة هي التي هربته).
فيما انحاز الجيش للشارع بداية من ديسمبر/أيلول 2018
وذكر العطا أن القيادات العسكرية والأمنية انحازت للصورة، وأن البداية الحقيقية كانت إبان زيارة البشير للجزيرة في ديسمبر/أيلول 2018، وقال إنه أثناء تلك الزيارة أعلن قائد قوات الدعم السريع الفريق حميدتي انحيازه للشارع، ووجه قواته التي كانت تقوم بتأمين زيارة البشير للجزيرة بعدم ضرب المواطنين وحمايتهم.
ونوه العطا حسب صحيفة الانتباهة بأن موقف حميدتي سبقته ترتيبات قطعت شوطاً داخل القوات المسلحة في الانحياز للشارع، وأضاف قائلاً: (كنا نتخوف من الصدام مع الدعم السريع، ولكن موقف حميدتي أكمل حلقات التغيير).
وأفصح العطا عن إرسال لواء بالجيش قبل خمسة أيام من مليونية (6) أبريل/نيسان للتواصل مع من يقودون الشارع ومطالبتهم بأن تكون المليونية للقيادة العامة بدلاً من القصر الجمهوري، وبرر الطلب بغرض حماية الثوار، وقال: (إذا ذهبوا للقصر ستكون محصلة الموت بالآلاف، لذا طالبناهم بالحضور للقيادة وفتح الطريق لهم، وكنا نواجه ضغطاً من صغار الضباط بغرض الانحياز للشارع).
وقال العطا إن مدير الأمن السابق صلاح قوش طالب بحل سياسي ثم قال: (آن أوان التغيير) وغادر بعدها اجتماعاً وذهب إلى رئاسة الجهاز وأخطر ضباطه بالانحياز للشارع وعدم قمع المتظاهرين، ثم حضر في اليوم ذاته نائبه السابق جلال الشيخ وأعلن انحياز جهاز الأمن للشارع.
ونبه العطا إلى أنه بعد اتفاق الجيش والأمن والدعم السريع اكتملت حلقات الانحياز للشارع من قبل المؤسسة العسكرية في السادس من أبريل/نيسان، ووصل المتظاهرون إلى القيادة العامة دون مقاومة.