قالت شبكة CNN الأمريكية إن فريقاً من العلماء كانوا في مهمة بحثية في خليج المكسيك استطاعوا تصوير حبار عملاق في المياه الأمريكية.
علماء يصورون حباراً عملاقاً تحت الماء
وحسب الشبكة الأمريكية، فقد موَّل المكتب الوطني لاستكشاف المحيطات والبحوث، التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، مهمة الباحثين الاستكشافية التي استغرقت أسبوعين. وخلالها، اصطحبت الباحثة إيدي ويدر، وسونك جونسن، وناثان روبنسون، مع طاقم المهمة كاميراتهم إلى أعماق المحيط لالتقاط صور لأيِّ مظاهر للحياة في منأى عن عيون البشر، وعلى بعد أكثر من 100 ميل من لويزيانا وألاباما، اكتشفوا اكتشافاً تاريخياً؛ وهو حبَّار عملاق في المياه الأمريكية.
واستخدم الفريق تقنية تُسمَّى "Medusa"، وتعتمد فيها الكاميرا على تلاؤم الضوء الذي يجتذب الكائنات البحرية في الأعماق خلال الرحلة الاستكشافية، ولأن مياه المحيط تمتص ضوء الأشعة تحت الحمراء.
وتقول إيدي ويدر، مؤسسة جمعية أبحاث المحيطات والمحافظة عليها، في حديثٍ لشبكة CNN الأمريكية، إن آلية اجتذاب الكائنات البحرية المُستخدمة مُصمَّمة بطريقةٍ فريدة. وهي التكنولوجيا نفسها التي استخدمتها إيدي ويدر في عام 2012 لتصوير أول حبَّار عملاق يظهر في فيديو في العالم باليابان.
ولم تعتقد إيدي حينها أنَّها ستنال فرصةً لرؤية هذا الحيوان مُجدَّداً.
وقد استغرقت عملية التصوير 24 ساعة كاملة
وحسب السي إن إن الأمريكية، فقد استغرقت كل مدة تصوير الكاميرا من المُدد الخمسة 24 ساعة، وفي ختام تلك المرحلة جلس روبنسون لمراجعة أكثر من 120 ساعة من سجلات الفيديو التي حصلوا عليها، وكانت المفاجأة في انتظار الباحثين في أقصى نهاية تلك العملية.
يقول روبنسون، مدير معهد كيب إليوثيرا في جزر البهاما، في حديثه مع شبكة CNN: "بدأت أرى إحدى أذرع الحبَّار، وصرت أكثر حماساً، ثم حين تحرَّكت ذراع الحبَّار، لم تكن هناك كلمات لوصف الأمر".
وقال روبنسون إنه أومأ إلى إيدي ويدر كي تطَّلع على ما وجده، وحين أتت، قال إن لحظة إشراق قد حلَّت عليهم، وأن حدثاً تاريخياً صار يُصنَع الآن.
كانت هذه هي المرة الثانية التي تُصوّر خلالها إيدي ويدر حبَّاراً عملاقاً على عمق يزيد عن 750 متراً تحت سطح الماء على امتداد حياتها المهنية، والمرة الأولى في مياه الولايات المتحدة.
وقال روبنسون إنهم عرفوا أنه حبّار عملاق لعدّة أسباب؛ ولكن السببين الأبرز هما الشكل وترتيب صفوف المصاصات على ذراعه.
قالت إيدي ويدر: "كنّا نُجنَّ شيئاً فشيئاً من فرط الحماس"، وأضافت: "نحن نعرف القليل فحسب عن تلك الحيوانات التي تعيش في الأعماق، وهذا يساعدنا على معرفة المزيد عن كيفية صيد فرائسها وعن طاقتها، ولكننا في حاجة لمعرفة ما هو أكثر بكثير".
وواصلت إيدي حديثها بتوضيح أن جميع حيوانات الحبَّار العملاقة قد تختفي قبل أن نعرف حتى عددها في المحيط.
ويعمل العلماء على المساعدة في الحفاظ على البيئة من خلال هذه الاكتشافات
حيث يقول الدكتور جونسن، قائد المهمة الاستكشافية وعالم الأحياء بجامعة ديوك الأمريكية إن هذا الاكتشاف سيساعد في جهود الحفاظ على البيئة بالكشف عن حيوان لا يراه الناس عادةً.
وأضاف جونسون: "من السهل رؤية الحيتان والدلافين، ولكن من الصعب جداً أن يتحمَّس الناس لشيء مُغطّى بآلاف الأطنان من المياه"، وتابع: "في وقت من الأوقات في العالم، حين تكون البيئة في أزمة، يحمي الناس ما يحبّون، وهم يُحبّون ما يرونه".
وتحدَّث العلماء عن مدى قدرة هذا الاكتشاف على المساعدة في إشراك الجمهور والآخرين في جهود حماية البيئة؛ فمن خلال رؤية الحيوانات في بيئتها الطبيعية، يمكن أن ينمو لدى البشر حبُّ الكائنات التي لا يرونها كثيراً.
وقال جونسن: "إن حبَّ الطبيعة يُعَدُّ قوة أكثر دفعاً للحفاظ على البيئة مقارنة بالخوف من فعل الشيء الخطأ".