أدلى ضابط في القوات الخاصة للبحرية الأمريكية "نيفي سيلز" باعترافات تشير إلى أنه رأى أحد رفقائه يطعن مقاتلاً جريحاً وأسيراً من مقاتلي داعش في العراق عام 2017.
حسب U.S. News & World Report الأمريكية، اعترف كريغ ميلر -وهو رقيب أول في قوات الحرب الخاصة ترقى بعدها إلى رتبة ضابط صف- بأن ضابط الصف في القوات الخاصة إدوارد غالاغر غرس سكينه مرتين في رقبة سجين مراهق بعد حصوله على الرعاية الطبية.
وقال ميلر إن الدم تدفق من رقبة المقاتل، وإنه أبلغ ضابطاً عما رآه.
وزعم ميلر بأن غالاغر سأله في مقابلة بعد الحادث قائلاً: "مَن لم يكن جيداً مع الأمر؟"، واعترف ميلر أنه أخبر قائده في القوات الخاصة أنه لم يكن كذلك.
وقال ميلر في استجواب عرضي إنه لم يستطِع تذكر تفاصيل محددة، وإنه لم يكن يثق في غالاغر.
وأشار محامي الدفاع إلى وجود تناقضات بين شهادة ميلر وإفادات سابقة، ولمَّح إلى أنه ضغط على عناصر آخرين في البحرية الأمريكية لفبركة الإفادات.
أنكر ميلر الاتهامات خلال المحاكمة العسكرية التي خضع لها غالاغر.
وقال محامو الدفاع إن غالاغر عالج السجين المصاب. واتهموا عناصر القوات الخاصة للبحرية الأمريكية المستائين منه بالكذب لمنع ترقيته؛ لأنهم لم يحبوا قيادته القاسية.
وأدلى عنصر سابق في القوات الخاصة للبحرية الأمريكية في محكمة عسكرية بشهادته حول مناسبات كثيرة أطلق فيها رفيقه القناص رصاصاً على العراقيين المدنيين.
أخبر ديلان ديل أعضاء هيئة المحكمة، أمس الأربعاء، أنه اعتقد أن ضابط الصف في القوات الخاصة إدوارد غالاغر أطلق الرصاص على رجل عجوز وامرأتين كانتا ترتديان الحجاب وتسيران بجوار نهر ومجموعة من الأشخاص الذين كانوا يحاولون الحصول على المياه.
وبعد أسابيع قليلة من عودتهم إلى الولايات المتحدة، قال ديل إن غالاغر سحبه جانباً وقال له: "أعرف أيها الرفاق أنكم تتحدثون عما حدث. إذا توقفتم عن الحديث عن الأمر، فسوف أتوقف عن الحديث عنه".
واحتج الدفاع على الشهادة قائلين إن وصف عمليات إطلاق النار المزعومة كانت "مبهمة بشدة". لكن القاضي سمح بأغلب الشهادات التي أدلى بها ديل، الذي كان رقيباً أول في قوات الحرب الخاصة.
ويقول ديل إنه كان قريباً من غالاغر خلال إطلاق النار، لكنه لم يرَه وهو يضغط على الزناد.
ويضيف الجندي السابق أن غالاغر قال عبر جهاز الراديو، إنه يعتقد أنه أخطأ الهدف بعد أن رأى الرجل العجوز الذي أطلق عليه النار في الموصل 2017.
وأخبر ديل هيئة المحكمة بأن غالاغر اُلتقطت له صور فردية وجماعية مع جسد السجين. وأوضح أنه لم يظهر إطلاقاً في الصورة الجماعية؛ لأنه "شعر أن ذلك انعدام للمسؤولية". وكان السجين يبدو في الـ12 من عمره ضعيفاً وجريحاً، حسبما قال.
وأوضح أن غالاغر تحدث إليه وإلى آخرين بعد العودة إلى القاعدة وقال: "أعرف أنكم لستم على ما يرام مع ما حدث، لكنهم مجرد حثالة من داعش. في المرة القادمة إذا تعرضت لسجين، سوف أفعل هذا حيث لا يمكنكم رؤية ما يحدث".
تُظهر الصور التي عُرضت في المحكمة العسكرية أحد عناصر القوات الخاصة للبحرية الأمريكية في الزي الرسمي وأوسمة كثيرة وهو يمسك برأس مقاتل ميت من مقاتلي تنظيم الدولة من شعره، بينما يمسك سكيناً في اليد الأخرى.
وأنكر غالاغر الاتهامات بالقتل ومحاولة القتل، التي نُسبت إليه في وفاة أسير حرب وإطلاق النار على اثنين من المدنيين.
حظيت القضية باهتمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه، وحصل أيضاً على دعم من النائب الأمريكي الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا دنكان هنتر، وهو ضابط مدفعية سابق شارك في إحدى الجولات العسكرية في الفلوجة العراقية عام 2004.
في سياق آخر، اُستبعد أحد قضاة البحرية المدعي الرئيسي كريس تشابلاك من القضية في وقت سابق من هذا الشهر.
قال القاضي، وهو النقيب آرون روغ، إن قراره استند إلى إرسال الادعاء رسائل بريد إلكتروني إلى الدفاع وإلى أحد الصحفيين، وهي رسائل كانت مُضمّنة بشفرة تتبع رسائل البريد الإلكتروني، حسبما أوضحت قناة KSWB.
وقد طُلبت الأجهزة بمعرفة تشابلاك في إطار التحقيق الذي تجريه خدمة التحقيق بجرائم البحرية حول القضية. جادل الدفاع بأن تشابلاك لم يكن مؤهلاً لأن يكون طرفاً في المحاكمة؛ لأن التحقيقات المستقبلية حول قانونية تعقب رسائل البريد الإلكتروني قد تخلق تضارباً في المصالح.