قالت صحيفة Independent البريطانية، إنَّ اتّهامات وجِّهت لقوات الأمن بقتل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، بعد أن قال زملاؤه وأصدقاؤه إنَّ الشرطة عجزت عن تقديم الإسعافات الأولية بالسرعة الكافية عندما سقط مغشياً عليه أثناء إحدى جلسات محاكمته في القاهرة، الإثنين 17 يونيو/حزيران.
عبدالله الحداد يكشف تفاصيل جديدة عن وفاة مرسي في المحكمة
هذه المزاعم أكَّدها عبدالله، نجل القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، وأحد مساعدي الرئيس الراحل محمد مرسي، الدكتور عصام الحداد، في حواره لصحيفة Independent البريطانية، حيث قال إنَّ الشهود قالوا له "لم يهتم أحد" بتقديم المساعدة عندما انهار مرسي.
يذكر أن عصام الحداد، ونجله جهاد الحداد، هما من المعتقلين الذين يتشاركون الرئيس الراحل محمد مرسي نفس القضية التي يُحاكم فيها، وكانا يخضعان لنفس الجلسة، الإثنين 17 يونيو/حزيران 2019.
الحداد قال لصحيفة The Independent البريطانية إنَّه (أي مرسي) "تُرَّك مُلقى على الأرض لفترة حتى أخذه الحراس إلى الخارج، ووصلت سيارة الإسعاف بعد 30 دقيقة، كان المعتقلون الآخرون هم أول من لاحظوا انهيار مرسي، ومن ثم بدأوا بالصراخ. بعضهم من الأطباء، طلبوا من الحراس السماح لهم بمعالجته أو إعطائه الإسعافات الأولية".
وأضاف: "كان إهماله في البداية متعمَّداً، أول ما فعله الحراس بعد أن بدأ المعتقلون بالصراخ هو إخراج أفراد العائلة من قاعة المحكمة".
وقال إنه يخشى على والده عصام الحداد من نفس مصير مرسي
عبدالله الحداد قال إنَّه يخشى الآن على والده، الذي قال إنَّه حُرم من الخضوع لجراحة بالقلب رغم معاناته من أربع نوبات قلبية منذ اعتقاله.
فيما أكد رواية الحداد صديقٌ لعائلات المدَّعى عليهم، تحدث إلى أقارب مرسي والمدعى عليهم بعد المحاكمة، لكنه طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية.
قال الناشط في حديث إلى صحيفة The Independent البريطانية: "بعد حوالي عشر دقائق من توقف مرسي عن الكلام، بدأ الناس داخل القفص يطرقون جدران القفص ويقولون إنَّه فقد الوعي، وإنَّهم يحتاجون المساعدة".
وأضاف: "أخبرتني العائلات التي كانت هناك أنَّ الشرطة لم تفعل شيئاً لأكثر من 20 دقيقة رغم الصراخ، فقط تركوه هناك، ثم بدأ رجال الشرطة في إخراج الأهالي من المحكمة، ووصلت سيارة الإسعاف".
دعم هذه الشهادة أيضاً عمرو دراج، الذي شغل منصب وزير التعاون الدولي في عهد مرسي، قبل تولي الجيش الحكم عام 2013.
وأخبر الصحيفة أنَّ الرئيس الأسبق تُرك فاقداً للوعي على أرض القفص لأكثر من نصف ساعة، مضيفاً أنَّ مرسي لم يتلق العلاج الطبي المناسب أثناء احتجازه.
وأضاف دراج متحدثاً من تركيا: "سُمح لأقل من 10 أشخاص بحضور الجنازة، لم تخضع جثته لفحص مستقل".
وهناك اتهامات للسلطات المصرية بقتل مرسي
كان مرسي قد دُفن فجر الثلاثاء 18 يونيو/حزيران 2019، على عُجالة، في مدينة نصر، الضاحية الشرقية للعاصمة، بالمخالفة لرغبات عائلته التي طلبت دفنه في مسقط رأسه بمحافظة الشرقية.
ولم يُسمح سوى للقليل من أفراد الأسرة والمحامين بحضور مراسم الدفن، لكنهم مُنعوا من الوصول إلى تقرير التشريح الطبي.
لم تردّ وزارة الخارجية المصرية على الفور على طلب صحيفة The Independent التعليق على هذه الاتهامات.
ووفقاً للرواية الرسمية للأحداث، نُقل مرسي على الفور إلى المستشفى بعد انهياره، حيث أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات بياناً منفصلاً يُفنِّد التقارير التي تُفيد بأنَّ مرسي كان يتلقى معاملة سيئة خلف القضبان، وجاء في التقرير أنَّ طلبات الحصول على الرعاية الصحية وافقت عليها المحكمة.
واتَّهمت الهيئة أيضاً الجماعات الحقوقية بـ "ترويج أكاذيب"، وسط دعوات متزايدة لإجراء تحقيق فوري ومستقل فيما حدث.
فيما وصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" وفاة مرسي بأنَّها "شنيعة، ولكن متوقعة"، وقالت إنَّ أفراد الأسرة ذكروا أنَّه أُجبر على النوم على أرضية زنزانته القذرة في سجن طرة، وعانى من غيبوبة سكري بسبب نقص الرعاية الطبية.