أعلن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان، الإثنين 17 يونيو/حزيران 2019، عن نشر نحو ألف جندي إضافي في الشرق الأوسط ضمن ما قال إنها "أغراض دفاعية"، مشيراً إلى الخطر من إيران.
وقال شاناهان، في بيان: "الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكد صحة معلومات المخابرات الموثوقة التي تلقيناها بشأن السلوك العدواني للقوات الإيرانية والجماعات الوكيلة لها التي تهدد أفراد الجيش الأمريكي والمصالح الأمريكية في المنطقة".
فيما أعلنت إيران، الإثنين 17 يونيو/حزيران 2019، أنها ستنتهك قريباً الحد الأقصى لكمية اليورانيوم المخصب المتاح لها تخزينها بناء على الاتفاق النووي الدولي الموقع في عام 2015، وذلك في نقطة خلاف جديدة مع الولايات المتحدة، التي اتهمت طهران بـ "الابتزاز النووي".
وزادت في الأسبوع الماضي المخاوف من نشوب مواجهة بعد هجوم على ناقلتي نفط بخليج عمان. ونشر الجيش الأمريكي صوراً جديدة، الإثنين 17 يونيو/حزيران 2019، يقول إنها لقوة من الحرس الثوري الإيراني وهي تزيل لغماً لاصقاً لم ينفجر من ناقلة يابانية تعرضت للهجوم في خليج عمان يوم 13 يونيو/حزيران 2019.
انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي يوتر العلاقات
وزاد التوتر بين إيران والولايات المتحدة بعد أكثر من عام على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
ويلزم الاتفاق إيران بالحد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم، ويضع حداً لمخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب عند 300 كيلوغرام من سادس فلوريد اليورانيوم المخصب حتى نسبة 3.67% أو ما يعادلها لمدة 15 عاماً.
بينما قال بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: "رفعنا وتيرة التخصيب إلى أربعة أمثالها، بل وزدنا على ذلك في الآونة الأخيرة حتى نتجاوز حد 300 كيلوغرام خلال عشرة أيام".
وأضاف في تصريح للتلفزيون الرسمي: "مخزونات إيران تزيد كل يوم بوتيرة أسرع… سيتم وقف الإجراء بمجرد أن تنجز الأطراف الأخرى ما عليها من التزامات".
الرئيس الإيراني يستنجد بالدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق
ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق، إلى تعزيز جهودها لإنقاذ الاتفاق، الذي قال إن انهياره لن يكون من مصلحة المنطقة أو العالم.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، الإثنين 17 يونيو/حزيران 2019، إن خطة إيران لتجاوز حدود التخصيب النووي "ابتزاز نووي" ويجب مواجهتها بمزيد من الضغوط الدولية.
ويسعى الاتفاق النووي إلى قطع أي طريق أمام امتلاك إيران قنبلة نووية، وذلك مقابل رفع معظم العقوبات الدولية عليها.
ووعدت بريطانيا بأنها ستبحث "جميع الخيارات" إذا انتهكت إيران الحدود المنصوص عليها في الاتفاق.
فيما حثت إسرائيل، الحليف المقرب من الولايات المتحدة وعدو إيران اللدود، القوى العالمية على زيادة العقوبات على طهران بسرعة إذا ما تجاوزت حد تخصيب اليورانيوم.
لكن فيدريكا موجيريني، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قالت إن الاتحاد سيتحرك فقط ضد أي انتهاك إذا حددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذلك بشكل رسمي.
هجوم على ناقلتي النفط في الخليج
وزادت التوترات الأمريكية-الإيرانية مجدداً عقب هجوم على ناقلتي نفط بخليج عمان، وهو ممر حيوي في شحن النفط. وقالت إدارة ترامب إن إيران مسؤولة عن الهجوم، ونفت طهران الاتهام.
فيما نفى رئيس الأركان الإيراني الميجر جنرال محمد باقري مسؤولية إيران عن الهجمات، وقال إنه إذا قررت الجمهورية الإسلامية إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي فإنها ستفعل ذلك علنا.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير مايك بومبيو تحدث مع مسؤولين من حلف شمال الأطلسي، والصين، والكويت، وكوريا الجنوبية، وبريطانيا ودول أخرى؛ لعرض أدلة تثبت تورط إيران في الهجوم على ناقلتي النفط اليابانية والنرويجية.
اتهامات متبادلة بين السعودية وإيران
واتهمت إيران حكومة السعودية باتباع "نهج عسكري يقوم على الأزمات" في الشرق الأوسط، وذلك بعد أن قالت الرياض إن طهران تقف وراء هجوم على ناقلتي النفط.
فيما كانت إيران قالت في مايو/أيار 2019، إنها ستحد من التزامها بالاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية عام 2015 احتجاجاً على قرار الولايات المتحدة الانسحاب أحادي الجانب من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات العام الماضي.
وتحققت سلسلة من عمليات التفتيش التي أجرتها الأمم المتحدة بموجب الاتفاق من أن إيران تفي بالتزاماتها.
ونقل عن روحاني قوله، خلال اجتماع مع السفير الفرنسي الجديد لدى إيران: "إنها لحظة حاسمة ولا يزال بوسع فرنسا العمل مع موقعين آخرين على الاتفاق، ولعب دور تاريخي لإنقاذه في هذا الوقت القصير للغاية".
وعبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت سابق، عن أسفه بشأن إعلان إيران بأنها ستتجاوز حدود تخصيب اليورانيوم المسموح بها، لكنه أوضح أن باريس ستجري مشاورات مع طهران وشركائها لتفادي أي تصعيد آخر بالمنطقة.
مفاعل نووي إيراني
قال كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية في مؤتمر صحفي بمفاعل أراك النووي الإيراني الذي يعمل بالماء الثقيل، والذي توقف العمل فيه بموجب الاتفاق، إن طهران ستعيد بناء المنشأة الموجودة تحت الأرض حتى تعمل من جديد. ويمكن استخدام الماء الثقيل في المفاعلات لإنتاج البلوتونيوم، وهو وقود يستخدم في صنع رؤوس حربية نووية.
وفي يناير/كانون الثاني 2019، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي للتلفزيون الرسمي: "رغم صب الخرسانة في أنابيب داخل قلب مفاعل أراك… فقد اشترت إيران أنابيب بديلة تحسباً لانتهاك الغرب للاتفاق".
فيما أكد مجتبى ذو النور، رئيس اللجنة النووية بالبرلمان الإيراني، أن بلاده ستنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي ما لم تنقذ القوى الأوروبية الاتفاق النووي.
ودافعت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، عن الاتفاق بوصفه السبيل الأمثل للحد من تخصيب اليورانيوم في إيران.
واشنطن ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان الملاحة الآمنة
لكن إيران انتقدت مراراً تأخيرات في التأسيس لآلية أوروبية ستوفر الحماية للتجارة معها من العقوبات الأمريكية في مسعى لإنقاذ الاتفاق النووي.
وترى الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران كان لديها برنامج للتسلح النووي، لكنها تخلت عنه. وتنفي طهران امتلاكها برنامجاً للأسلحة النووية.
فيما قال بومبيو إن الولايات المتحدة لا تريد حرباً مع إيران، وستتخذ كل الخطوات اللازمة، بما في ذلك الدبلوماسية، لضمان الملاحة الآمنة في ممرات الشحن بمنطقة الشرق الأوسط.
وقالت إيران إنها سبق أن كشفت شبكة تجسس إلكترونية، واتهمت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بإدارتها، مضيفة أن عدداً من الجواسيس الأمريكيين ألقي القبض عليهم في عدد من الدول نتيجة لذلك.