بعد وفاة مرسي.. مَن عليه الدور من قيادات المعارضة المصرية في قائمة الموت البطيء؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/18 الساعة 11:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/18 الساعة 16:59 بتوقيت غرينتش
الرئيس المصري السابق محمد مرسي/رويترز

جاءت وفاة الرئيس المصري الأسبق الدكتور محمد مرسي في قاعة المحكمة، أمس الاثنين 17 يونيو/حزيران، صادمةً ومفاجئةً للكثيرين، لكن حقيقة الأمر هي أن التحذيرات من وجود خطر يهدد صحته جراء ظروف احتجازه غير الإنسانية، وغياب الرعاية الصحية الملائمة، تضع المأساة في سياقها الطبيعي، وهو أن ما حدث نتيجة طبيعية للمعطيات التي يصر النظام المصري على اتباعها في التعامل مع المعارضين، فيما أصبح يُعرف من جانب المؤسسات الحقوقية الدولية بأسلوب "الموت البطيء"، فما هي أدوات هذا الأسلوب؟ ومَن هم أبرز ضحاياه؟ ومَن يمكن أن يكون التالي؟

دعوة منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية، اليوم الثلاثاء 18 يونيو/حزيران 2019، مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، للتحقيق مع السلطات المصرية حول وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، لا تأتي من فراغ؛ حيث صدر عن المنظمة أكثر من تقرير حول الأوضاع الصحية المتردية، ليس لمرسي فقط، ولكن لباقي قيادات المعارضة المصرية في السجون.

في هذا السياق يأتي وصف التقارير الحقوقية الدولية لظروف الاحتجاز والمعاملة بأنه يرتقي لمستوى التعذيب؛ ليطرح تساؤلات خطيرة حول ما إذا كانت تلك الظروف ترتقي لأن تكون أسلوباً ممنهجاً للتخلص من المعارضين، في ظل تعنُّت السلطات المصرية وعدم استجابتها للمطالبات باحترام حقوق نزلاء السجون من المعارضين السياسيين.

سارة ليا ويتسون، رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة "هيومن رايتس"، قالت إن "الوفاة أمر فظيع، لكنها متوقعة تماماً؛ نظراً لفشل الحكومة (المصرية) في توفير الرعاية الطبية الكافية له (مرسي)، أو الزيارات العائلية اللازمة".

وأرفقت ويتسون مع تغريدتها عبر تويتر رابطاً لتقرير نشرته المنظمة، في سبتمبر/أيلول 2016، بعنوان "نحن في مقابر"، يتناول الانتهاكات في سجن "العقرب"، أحد السجون مشددة الحراسة في مصر، الذي كان يقبع فيه مرسي.

طابور من القيادات يتعرَّض للموت البطيء

مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان كان قد رصد الحالة الصحية لقيادات المعارضة وتجاهُل السلطات لتلك الحالات وتعنُّتها الذي يرتقي للقتل البطيء والممنهج، وأصدر تقريراً مفصلاً حول حالة العديد منهم، وليس فقط عبدالمنعم أبوالفتوح، ولكن رغم مرور أكثر من 15 شهراً وصدور العديد من نفس التقارير، لا تزال السلطات المصرية تواصل سياستها في تعريض حياة هؤلاء للموت.

وغرَّد المركز، عبر حسابه الرسمي على تويتر، عقب وفاة مرسي، موجهاً اللوم للنظام المصري:

"ربما كان يمكن إنقاذ حياة رئيس الجمهورية المنتخب الأسبق #محمد مرسي، لو تجاوبت حكومة الرئيس عبدالفتاح #السيسي مع التقارير الطبية ومنظمات #حقوق_الإنسان حول تدهور صحته والإهمال الطبي المتعمد والتنكيل المنهجي الذي تعرَّض له #محمد_مرسي منذ اعتقاله بتاريخ 3 يوليو/تموز 2013″.

الدكتور محمد البلتاجي، أحد قيادات جماعة الإخوان وعضو البرلمان المصري السابق، يعد واحداً ممن تنطبق عليهم سياسة الموت البطيء أو التعذيب بالحرمان من الرعاية الصحية المناسبة، حيث يعاني من مشاكل صحية مرتبطة بارتفاع ضغط الدم وصعوبة وصول الدم للمخ بشكل كافٍ وهو بحاجة ماسَّة لمتابعة حالته من جانب متخصص في أمراض المخ والأعصاب، بحسب زوجته ونجله، لكن سلطات سجن العقرب ترفض الاستجابة.

البلتاجي محروم من الزيارات العائلية منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، ورغم تعرضه لنزيف حاد أكثر من مرة، رفضت إدارة السجن نقله للمستشفى، وفي كل مرة يظهر في قاعة المحكمة تبدو عليه أعراض تعرضه لجلطات خطيرة، مثل صعوبة تحريك أطرافه اليمنى بشكل طبيعي.

الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب مصر القوية، الذي ألقت السلطات المصرية القبض عليه في فبراير/شباط 2018، خلال الاستعداد للانتخابات الرئاسية، واتهمته بالانضمام لجماعة محظورة وهي الإخوان ونشر أخبار كاذبة، يتعرض هو الآخر لنفس الأسلوب في مقر احتجازه، بحسب تقارير من جهات محايدة.

غياب الرعاية الطبية وظروف الاحتجاز غير الإنسانية كانت سبباً مباشراً في وفاة مهدي عاكف، المرشد السابق لجماعة الإخوان في سجنه أيضاً عام 2017، وهناك قيادات أخرى تعاني من نفس الظروف، ويخشى من تعرُّضها لنفس المصير، منهم المرشد الحالي لجماعة الإخوان محمد بديع، والدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس النواب المصري السابق، وعصام العريان والدكتور محمد علي بشر وأحمد عبدالعاطي وجهاد الحداد وحازم صلاح أبو اسماعيل والقائمة طويلة.

تحميل المزيد