اتهمت إريتريا الرئيس السوداني المعزول عمر البشير بأنه حاول اغتيال الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، قبل نحو عقدين من الزمن.
وقالت وزارة الإعلام الإريتيرية، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن البشير حاول اغتيال مبارك، وإنه اتبع "سياسة إقليمية متهورة بثت الفتنة في المنطقة، وتسببت في أضرار بالغة بالسودان ووحدته".
ووجهت إريتريا، في بيانها، جملة من الاتهامات للبشير، وقالت إن "النظام المخلوع في السودان سعى إلى تثبيت نظام فاسد، عمل على إيواء الإرهابيين من القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى، وتورط في محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا (أثناء قمة منظمة الوحدة الإفريقية عام 1995)، فضلاً عن دعمه مسلحي حركة (الجهاد الإريتري) الذين تم تدريبهم في أفغانستان، والحركات الإرهابية الأخرى ضد ليبيا وتشاد ومصر".
كما اتهمت الرئيس المعزول من قِبل الجيش بأنه "ساهم في إدامة المشاكل في دارفور وكردفان، والنيل الأزرق، والشرق، وغيرها من المناطق وإدارتها على نطاق صغير، ودفع جنوب السودان إلى اختيار الانفصال وخلق حالة من التوتر المتكرر"، بحسب تعبير البيان.
محاولة الاغتيال
وفي عام 1995 تعرض مبارك إلى محاولة اغتيال في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، حيث كان في طريقه لحضور القمة الإفريقية، وهو ما أدى به للعودة إلى القاهرة فوراً، بعد أن تمكن حرسه الشخصي من إنقاذه من الاغتيال.
وبحسب موقع "مصر العربية"، فإن محاولة الاغتيال التي جرى التخطيط لها جيداً، فشلت بسبب "تصدي حراسة الرئيس لها وتصفية 5 من القتلة، إلى جانب قرار مبارك العودة إلى المطار".
وفور عودته من إثيوبيا عقد مبارك مؤتمراً صحفياً تحدث فيه عن واقعة الاغتيال التي تعرض لها، قائلاً: "بدايات الموضوع كانت بعد الهبوط إلى مطار إثيوبيا ودارت الأحاديث حول تأخر الحراسة الإثيوبية المرافقة لموكبي، ورفضهم اصطحاب حراستي للأسلحة الخاصة بهم، وانطلق الموكب نحو مقر القمة بعدها قامت سيارة زرقاء بسد الطريق وترجل مجموعة من الأشخاص وفتحوا النيران على سيارتي، لكن حراستي أخذت أماكنها".
وتابع مبارك: "وجدت طلقتين أصابتا السيارة، لكنهما لم تنفذا داخلها، بعدها لمحت شاباً صغيراً يحمل رشاشاً يتجه نحو العربية لكن الحرس أصابوه، بعدها ترك السائقون الإثيوبيون عرباتهم وهربوا لكن حراستي ظلت محافظة على هدوئها، وفى النهاية أمرت سائقي بالعودة إلى المطار مرة أخرى".
وأشارت مصر بأصابع الاتهامات حينها إلى السودان، ونتج عن محاولة الاغتيال هذه قطيعة دامت لسنوات طويلة بين مصر والسودان.
ويشار إلى أن العلاقات الثنائية بين السودان وإريتريا في فبراير/شباط 2018 بعد قيام حكومة الرئيس المعزول عمر البشير بإغلاق الحدود نتيجة اتهامات متبادلة بإيواء المعارضين وتغذية أنشطة التهريب.
وفي 11 أبريل/نيسان الماضي، عزلت قيادة الجيش السوداني البشير من الرئاسة بعد ثلاثين عاماً قضاها في الحكم؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي؛ تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية.
لكنها فضت اعتصاماً لآلاف المحتجين أمام مقرها بالخرطوم، في 3 يونيو/حزيران الجاري، ما أوقع عشرات الضحايا، وأدى إلى تجمد المفاوضات مع "قوى إعلان الحرية والتغيير"، التي تقود الحراك الاحتجاجي، حول طبيعة الجهة التي ستقود المرحلة الانتقالية وملامح تلك المرحلة.