مبعوث أمريكي للسودان يتحدث عن استحالة إجراء مباحثات بين المعارضة والمجلس العسكري

قال تيبور ناجي، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون إفريقيا، إن هناك حاجة لوساطة خارجية لنزع فتيل الأزمة في السودان

عربي بوست
تم النشر: 2019/06/14 الساعة 20:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/14 الساعة 20:05 بتوقيت غرينتش
المعارضة السودانية تتمسك بالعصيان المدني لمواجهة المجلس العسكري - رويترز

قال تيبور ناجي، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون إفريقيا، الجمعة 14 يونيو/حزيران 2019، إن هناك حاجة لوساطة خارجية لنزع فتيل الأزمة في السودان، بسبب انعدام الثقة بين المجلس العسكري الحاكم والمعارضة، بصورة لا يمكن معها إجراء محادثات مباشرة بين الطرفين بعد فض اعتصام في العاصمة الخرطوم، أسقط عدداً من القتلى.

مساعد وزير الخارجية الأمريكى يتحدث عن صعوبة المحادثات في السودان

حيث أضاف ناجي أنه التقى بعض ضحايا فض الاعتصام، الذي وقع في الثالث من يونيو/حزيران 2019، خلال زيارته للخرطوم، ووصف رواياتهم عن الواقعة بأنها "مروعة".

وأدى فض الاعتصام إلى انهيار محادثات، كانت متوقفة بالفعل، حول مرحلة الانتقال السياسي التي تمهد لإجراء انتخابات والتحول إلى حكم مدني، عقب الإطاحة بعمَر البشير في أبريل/نيسان 2019. وقال أطباء على صلة بالمعارضة، إن عملية فض الاعتصام أسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص.

وأطاح الجيش بالبشير واعتقله بعد 16 أسبوعاً من الاحتجاجات، وشكل مجلساً انتقالياً لحكم البلاد، ودخل في محادثات مع تحالف يمثل المعارضة والمحتجين، لكن تلك المحادثات وصلت إلى طريق مسدود، بسبب الخلاف على من سيقود المرحلة الانتقالية التي ستستمر ثلاث سنوات.

وقال ناجي في إفادة عبر الهاتف من أديس أبابا، إن المبعوث الجديد الذي عيَّنته واشنطن للسودان، وهو الدبلوماسي المخضرم دونالد بوث، سيركز على دعم جهود الوساطة التي يقودها الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيجاد.

وأضاف ناجي: "لماذا نحتاج الوساطة بدلاً من مفاوضات مباشرة بين الطرفين؟ لأن هناك انعداماً كاملاً للثقة بينهما".

وفي أثناء زيارته للخرطوم التقى ناجي جماعات من المعارضة ومن المجتمع المدني، إضافة إلى رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان.

حيث قال إنَّ فض الاعتصام كان مروعاً وتسبب في فقدان الثقة

حيث وصف ناجي المحادثات مع "البرهان" بأنها "كانت صريحة ومباشرة قدر الإمكان… كانت تبادلاً للآراء، وبالطبع لم نتفق على بعض النقاط الرئيسية".

وأضاف: "من وجهة نظرنا، قلنا إن الأحداث التي وقعت في الثالث من يونيو/حزيران شكَّلت تغيراً 180 درجة في مسار الأحداث، بعد أن تضمنت أعمال قتل واغتصاب ونهب على يد أفراد قوات الأمن".

وتابع قائلاً إن واشنطن تعتقد أنه يتعين إجراء تحقيق في فض الاعتصام يتسم بـ "الاستقلالية والمصداقية".

وقال: "تحدَّثنا مع بعض الضحايا، بينهم أمريكي أُصيب برصاصة، وتلك الروايات كانت مروعة ومقنعة جداً".

وأكدت الحكومة السودانية مقتل 61 شخصاً في فض الاعتصام.

في حين قال الجيش إنه يحقق بجرائم فض الاعتصام

قال شمس الدين الكباشي، المتحدث باسم المجلس العسكري، الخميس 13 يونيو/حزيران 2019: "وجَّهنا كل القيادات العسكرية للتخطيط لفض هذا الاعتصام وفق الإجراءات العسكرية والأمنية المعروفة، والقيادات العسكرية ذهبت ووضعت خطتها وحدث ما حدث، نجدد أسفنا لما حدث. هناك انحرافات في الخطة العسكرية التي وضعتها، وكانت هناك تجاوزات، وحدث ما حدث فيما يتعلق بفض الاعتصام، مع أن المقصود كان كولومبيا فقط"، في إشارة إلى منطقة مجاورة لمقر الاعتصام.

وأضاف أن بعض الضباط اعتُقلوا فيما يتصل بفض الاعتصام، وأن نتائج التحقيق في الأمر ستعلَن السبت 15 يونيو/حزيران 2019.

وتحاول قوى خارجية، من بينها دول عربية خليجية غنية، التأثير في مسار الأحداث بالدولة التي يقطنها 40 مليون نسمة.

ورُفعت العقوبات التجارية عن السودان في 2017، لكنه ما زال على قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب، وهو ما يحرمه من الوصول إلى أموال المقرضين الدوليين، التي هو في أمسّ الحاجة إليها.

تحميل المزيد