استدعت وزارة الخارجية السودانية الأربعاء 12 يونيو/حزيران 2019، السفير البريطاني لدى الخرطوم، عرفان صديق؛ احتجاجاً على تصريحاته بشأن تطورات الأحداث في البلاد.
وقال بيانٌ للوزارة أوردته وكالة الأنباء الرسمية بالسودان: "استدعت وزارة الخارجية السفير البريطاني للإعراب عن انشغالات وتحفظات السودان تجاه تصريحاته ومواقفه غير المتوازنة تجاه التطورات والأحداث الحالية في البلاد، التي ظلَّت على هذا النحو منذ أبريل/نيسان الماضي".
الخرطوم تتهم السفير البريطاني بنشر "وقائع مبتورة"
وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية، بابكر الصديق محمد الأمين، إن التغريدات المتكرِّرة لعرفان على تويتر ومحتواها "تتعارض مع الأعراف الدبلوماسية الراسخة، ومبادئ سيادة الدول المتساوية، التي تنبني عليها العلاقات الدولية والمنظمة الأممية الجامعة للدول".
وأشار إلى "الوقائع المبتورة التي أوردها السفير البريطاني عن ملابسات فضّ الاعتصام من أمام قيادة القوات المسلحة، التي تبنّتها وزارة الخارجية البريطانية، حيث غضَّت الطرْفَ على سبيل المثال عن حقيقة إعلان المجلس العسكري الانتقالي استعدادَه للتفاوض دون أية شروط مسبقة".
وحسب البيان ذاته، أكد السودان "ضرورة العمل لمراعاة المصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين، التي تشمل على سبيل المثال لا الحصر مجابهة الاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، والتطرف العنيف والإرهاب الدوليين".
بعد انتقاده للعنف الذي صاحب فضّ اعتصام الخرطوم
والثلاثاء 11 يونيو/حزيران 2019، قال عرفان صديق على حسابه الرسمي بموقع تويتر: "إذا لم تكن هناك حجج قوية بما يكفي لإنهاء العنف في السودان، فإن قتل 19 طفلاً في الأيام التسعة الماضية يجب أن يجعل كل المسؤولين عن العنف المستمر يفكرون طويلاً في تصرفاتهم. نحن بحاجة إلى اتفاق سياسي ووضع حدٍّ للعنف الآن".
وبدأ الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في 6 أبريل/نيسان الماضي، للضغط من أجل رحيل عمر البشير، ثم استمرَّ للضغط على المجلس العسكري، لتسليم السلطة إلى المدنيين، في ظلِّ مخاوف من التفاف الجيش على مطالب الحراك الشعبي، كما حدث في دول عربية أخرى، بحسب المحتجين.
وفي الثالث من يونيو/حزيران الجاري، اقتحمت قوات أمنية ساحة الاعتصام وسط الخرطوم، وفضّته بالقوة، دون إعلان "العسكري الانتقالي" المسؤولية عن الخطوة.
فيما أعلنت المعارضة آنذاك، مقتل 35 شخصاً على الأقل، قبل أن تعلن لجنة أطباء السودان ارتفاع العدد إلى 118 قتيلاً.