وفاة الدبلوماسي المصري إبراهيم يسري بعد صراع مع المرض

تُوفي الدبلوماسي المصري السابق إبراهيم يسري، الذي عمل سفيراً لمصر لدى الجزائر، الإثنين 10 يونيو/حزيران 2019، بعد صراع طويل مع المرض.

عربي بوست
تم النشر: 2019/06/10 الساعة 14:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/10 الساعة 14:39 بتوقيت غرينتش
السفير الأسبق إبراهيم يسري/ مواقع التواصل

تُوفي الدبلوماسي المصري السابق إبراهيم يسري، الذي عمل سفيراً لمصر لدى الجزائر، الإثنين 10 يونيو/حزيران 2019، بعد صراع طويل مع المرض.

وفاة الدبلوماسي إبراهيم يسري

وقالت صحيفة الشروق المصرية إن يسري، الذي كان يعمل منسقاً للحملة الشعبية "لا لنكسة الغاز"، تُوفي عن عمر يناهز 89 عاماً، بعد أن قضى معظم حياته في السلك الدبلوماسي، ثم المحاماة، ثم انشغاله بالعمل العام والقضايا الوطنية.

وقد شغل السفير السابق، منصب مساعد وزير الخارجية للقانون الدولي والمعاهدات، ووُلد يسري في قرية السلامون بمحافظة الشرقية، ثم التحق بالخارجية في الستينيات، ثم عمل في بعثة مصر لدى العراق ورومانيا والهند والجزائر.

وكان الحدث الأبرز الذي كان سبباً في ظهور إبراهيم يسري بساحة العمل العام، قيامه بمقاضاة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لإلغاء تصدير الغاز إلى إسرائيل، وهي الصفقة التي وافق عليها مبارك، وقد صدر الحَكم لصالح يسري.

سعى لتقريب وجهات النظر بين المعارضة المصرية

 ورغم الخلافات السياسية المعتادة في مصر بين القوى الإسلامية والعلمانية، فإنه كان يجمعه تواصل مع جميع قواها، الذين شاركوا بفاعلية خلال حفل تكريم وطني له في يوليو/تموز 2012.

وتزعَّم "جبهة الضمير" المعارِضة للنظام بمصر، ودعم مبادرات عديدة للحل السياسي، لإنهاء الأزمة السياسية بالبلاد المتفاقمة منذ 2013.

وحصد تكريماً رئاسياً لدوره الوطني الكبير في الثمانينيات، حيث منحه الرئيس السابق عدلي منصور وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى في 30 مايو/أيار 2014، ضمن تكريمات شملت "اللجنة القومية العليا لطابا"؛ تقديراً لدورهم الوطني في استعادة الوطن لطابا من إسرائيل من خلال التحكيم الدولي ورفع العَلم المصري في 19 مارس/آذار 1989.

وأوضحت رئاسة الجمهورية آنذاك، أن اللجنة القومية العليا لطابا تولت مسؤولية إعداد خطة العمل والوثائق والمستندات اللازمة لتقديم وتعزيز وجهة نظر مصر حول القضية أمام هيئة التحكيم من جميع النواحي القانونية والتاريخية والفنية.

وكان له دور في قضايا وطنية كثيرة

ورغم حالة المرض الشديدة التي مر بها يسري، فإنه لم يتوقف عن ممارسة دوره في العمل العام، فأقام دعوى قضائية لفتح الشوارع المحيطة بمنزل السفير الإسرائيلي في المعادي وحول السفارة الأمريكية في جاردن سيتي بالقاهرة، بالإضافة إلى دعمه قطاع غزة، ثم دعوى لإلغاء ترسيم الحدود بين مصر وقبرص، فيما يتعلق بحقول الغاز.

وقد استطاع يسري أن يبرز في أزمة جزيرتي تيران وصنافير الشهيرة، فأقام دعوى بطلان أمام المحكمة الدستورية العليا لإلغاء حكمها في قضية تيران وصنافير.

كثير من الرموز الوطنية والسياسية المصرية نعوا السفير الأسبق إبراهيم يسري، فكتب حسن نافعة على حسابه بـ "تويتر"، قائلاً: " بقلب يملؤه الحزن والتسليم بقضاء الله وقدره، علمت منذ قليل بنبأ وفاة واحد من أعظم المناضلين المصريين وأكثرهم صلابة وحُباً للوطن، وهو الصديق العزيز السفير إبراهيم يسري. عزائي إلى أسرته وإلى أصدقائه ومُحبِّيه، وقبل ذلك وبعده إلى شعب مصر الذي أحبَّه وتفانى في خدمته.. وإنا لله وإنا إليه راجعون".

وكتب الدكتور تقادُم الخطيب، الناشط والأكاديمي المصري المقيم في ألمانيا بحسابه على "تويتر": "نعزي أنفسنا في وفاة رجل وطني ومناضل من طراز فريد، قلَّما يجود الزمان بمثله، كان إبراهيم يسري نِعم المدافع عن وطنه إخلاصاً وحباً، ومتمسكاً بحُبِّه وقِيمه؟".

وأضاف الخطيب: "ربطتني به علاقة منذ 2007، حينما رفع القضية المعروفة بقضية وقف تصدير الغاز لإسرائيل. كنت دائم الزيارة له ببيته الذي يقع في المعادي، بصحبة الدكتور عبدالجليل مصطفى والمهندس يحيى حسين عبدالهادي (فكَّ الله سجنه وكربه)؛ وبعد أن أُبعدت عن وطني بقي الاتصال بيننا دائماً؛ وكنت دائماً ما أتعجب من هِمَّته وإخلاصه وحُبِّه لوطنه والدفاع عنه. رحم الله السفير إبراهيم يُسري رحمة واسعة. فالمصاب جَلَل والفقد عظيم. ويعلم الله كَم يحزن قلبي على فراقك. اللهم جُدْ على وطننا بالمُحبين والمخلصين أمثال السفير الراحل".

علامات:
تحميل المزيد