لحم الدجاج يسبب ارتفاع الكوليسترول.. لكن ما نوعية اللحوم الأقل ضرراً؟

يُمكن للّحم الأبيض، مثل لحم الدجاج، أن يتسبَّب في ارتفاع معدّل الكوليسترول بالدم مثله مثل اللحم الأحمر تماماً، بحسب دراسةٍ جديدة محدودة.

عربي بوست
تم النشر: 2019/06/10 الساعة 10:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/10 الساعة 10:55 بتوقيت غرينتش
لحم الدجاج قد يكون مضراً كاللحم الأحمر

يُمكن للّحم الأبيض، مثل لحم الدجاج، أن يتسبَّب في ارتفاع معدّل الكوليسترول بالدم مثله مثل اللحم الأحمر تماماً، بحسب دراسةٍ جديدة محدودة.

فقد فاجأت نتائج الدراسة الحديثة الباحثين، الذين لم يتوقَّعوا أنَّ تناول كمياتٍ كبيرة من لحوم الدواجن قد يؤدي لارتفاعٍ معدلات الكوليسترول بالدم. ووجد الباحثون أنَّه من أصل ثلاثة أنظمة غذائية بحثتها الدراسة -من تناول اللحم الأحمر، واللحم الأبيض، والبروتينات غير الحيوانية- أسفر النظام الغذائي النباتي فقط عن معدلات كوليسترول صحية.

في هذا الموضوع من موقع Live Science الأمريكي، ستقرأ بالتفصيل عن هذه الدراسة.

يقول الطبيب رونالد كراوس، كبير الباحثين القائمين على الدراسة، وهو عالمٌ قديم ومدير أبحاث مرض تصلُّب الشرايين في معهد أبحاث مستشفى أوكلاند للأطفال بولاية كاليفورنيا، في بيانٍ أصدره:

"عندما خطَّطنا لإجراء هذه الدراسة، توقَّعنا أن يكون للَّحم الأحمر ضررٌ أكبر على معدلات الكوليسترول بالدم من اللحم الأبيض، لكنَّنا فوجئنا بخطأ اعتقادنا. إنَّ أثر كلا النوعين متطابق عندما تكون معدَّلات الدهون المشبَّعة بهما واحدة".

وفي هذه الدراسة، فحص الباحثون 113 شخصاً يتمتّعون بصحةٍ جيدة، وأُسنِد لكلٍّ منهم نظام غذائي عشوائي يحتوي على مستوياتٍ إما عالية أو منخفضة من الدهون المشبعة.

لحم الدجاج
الأمر يتعلق بالكوليسترول

الكوليسترول لا يفرّق بين لحم الدجاج واللحوم الأخرى!

امتنع جميع المشاركين في الدراسة عن تناول أي مكمِّلاتٍ من الفيتامينات أو شرب الكحول خلال فترة التجربة.

بعدئذٍ، اتَّبع المشاركون من كلتا المجموعتين ثلاثة أنظمةٍ غذائية مختلفة بالتتابع: الأول نظامٌ قائم على اللحوم الحمراء (اللحم البقري بشكلٍ أساسي)، والثاني نظامٌ من اللحوم البيضاء (يتكوَّن في أغلبه من لحوم الدجاج والديك الرومي)، والأخير يرتكز على البروتين غير الحيواني (من بقوليات، ومكسرات، وحبوب، ومنتجات الصويا).

استمرّ كل نظام أربعة أسابيع. بين كل فترة اتباعٍ للنظام الغذائي وقبل بداية التالي، يمرُّ المشاركون بـ "فترة غسيل" يأكلون فيها الطعام حسب نظامهم الغذائي المعتاد. بالإضافة لذلك، خضع المشاركون لفحوصات دم في بداية ونهاية كل نظام غذائي.

بيَّنت نتائج الفحوصات أنَّ المشاركين من متّبعي النظام المتضمن دهون مرتفعة التشبع احتوى دمُّهم على معدَّلاتٍ أعلى من الكوليسترول الكلّي والكوليسترول منخفض الكثافة (الضار) من هؤلاء متِّبعو النظام الغذائي ذي الدهون منخفضة التشبُّع.

كذلك تسبَّبت اللحوم الحمراء والبيضاء على حدٍّ سواء في ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار بالدم، بغض النظر عن مقدار الدهون المشبَّعة في نظامهم الغذائي.

بمعنى آخر، وجد الباحثون أنَّ اللحوم البيضاء والحمراء لهم أثر واحد على معدَّلات الكوليسترول في الدم.

ووفقاً لجمعية أطباء القلب الأمريكيين، توجَد الدهون المشبَّعة بشكلٍ طبيعيّ في بعض الأطعمة مثل اللحم البقري كثير الدهن، والدواجن غير منزوعة الجلد، والزبدة، والكريمة، والأجبان.

قد يتراكم الكوليسترول الضار في الأوعية الدموية للمريض إن وُجِد بكثرة، مسبّباً ترسُّباتٍ تزيد من خطر الإصابة بنوبةٍ قلبية أو سكتةٍ دماغية.

البحث يخالف النصائح الطبية المعروفة بخصوص لحم الدجاج

كما درس الفريق الأحجام المختلفة من جزيئات الكوليسترول الضار (أي البروتين الدهني منخفض الكثافة، والمعروف باسم الكوليسترول الضار).

الكوليسترول
هذه الدراسة تغير الكثير من المفاهيم عن لحم الدجاج

قالت دانا هانز، وهي كبيرة اختصاصيي التغذية بمركز رونالد ريغان الطبي التابع لجامعة ولاية كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس إن جزيئات الكوليسترول الضار متوسطة وصغيرة الحجم عادةً ما تكون أكثف وأثقل، ويعتقد بعض الأطباء أنَّ لها ضرراً أكبر على صحة القلب والأوعية الدموية.

تقول دانا إنه يُعتَقد أنَّ جزيئات الكوليسترول الضار الأكبر حجماً والأقل كثافةً، لها ضرر أقل على صحة القلب والأوعية الدموية من الجزئيات الأصغر والأكثف.

مع ذلك، يقترح بحثٌ أُجري مؤخراً (نُشِر على موقع الجمعية الدولية لمكافحة تصلُّب الشرايين) أنَّ جزيئات الكوليسترول الضار الصغيرة والكبيرة على حدٍّ سواء تزيد من خطر تراكم الترسُّبات في الأوعية الدموية، وهو ما يُعرَف باسم تصلب الشرايين.

كشفت الدراسة عدم وجود اختلافٍ يُذكَر بين كمية جزيئات الكوليسترول الضارة من مختلف الأحجام في دمّ المشاركين أثناء اتباعهم الأنظمة الغذائية القائمة على اللحوم البيضاء واللحوم الحمراء.

لكنَّ تناول الدهون المشبَّعة بكمياتٍ كبيرة ارتبط بوجود تركيزاتٍ أعلى من جزيئات الكوليسترول الكبيرة.

في المجمل، وجد الباحثون أنَّ جزئيات الكوليسترول الكبيرة توجَد بنسبٍ أكبر في حال اتباع أنظمة اللحوم الحمراء والبيضاء، مقارنةً بالأنظمة الغذائية النباتية.

وقال الباحثون إنَّه إذا ما كانت جزيئات الكوليسترول الأكبر حجماً أقل ضرراً من تِلك الأصغر حجماً والأكثف، فمن المحتمل أن يبالغ الفحص التقليدي لقياس مستوى الكوليسترول الضار في الدم في تقدير خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عند الأشخاص الذين يتناولون الكثير من اللحوم والدهون المشبعة.

اعترف الفريق بإدراكهم أنَّ نتائج دراستهم تخالف الإرشادات الغذائية التي تُصدرها الحكومة حالياً، والتي تشجِّع الناس على تناول لحوم الدواجن باعتبارها بديلاً صحياً عن اللحوم الحمراء.

مع ذلك، كما أشار كراوس، فإنَّه لم تُجرَ حتى الآن مقارنةً شاملة بين التوابع الصحية لتناول اللحوم الحمراء واللحوم البيضاء، والبروتين غير الحيواني.

وقال كراوس إنَّه يُحتمَل كذلك وجود عوامل أخرى في اللحوم الحمراء تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية.

وقال: "بالفعل، هناك آثارٌ أخرى لاستهلاك اللحوم الحمراء قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، وينبغي دراسة هذه الآثار بتفصيلٍ أكبر في سبيل تحسين الصحة".

قالت دانا إنَّ الدراسة قد أُجريت بنهجٍ صحيح وصارم. وتبيّن الدراسة كذلك أنَّ تناول البروتينات النباتية يرتبط بوجود معدلات كوليسترول أقل في الدم.

تُكمل دانا: "الدرس المستفاد من هذه الدراسة هوَ أن تتناول المزيد من النباتات، والمزيد من البروتينات النباتية، وأن تحدّ من مستوى الدهون المشبَّعة التي تتلقَّاها من كل المصادر، وتقنِّن من تناول البروتينات الحيوانية، من جميع المصادر كذلك. تِلك جميعاً دروسٌ جيَّدة بالنسبة لي".

تأتي الدراسة تزامناً مع توصياتٍ دولية ظهرت مؤخراً بأن يأكل الناس نباتاتٍ أكثر وسندويتشات هامبورغر أقل، وهو أمرٌ يؤثر على التغيير المناخي، وتلوُّث مياه الشرب، وتخريب الحياة البرية.

كان البحث الجديد محدوداً في عدة جوانب، إذ لم تتضمَّن اللحوم المُستخدمة في الدراسة لحماً بقرياً تغذَّى على العشب أو لحوماً مصنَّعة، مثل لحم الخنزير المقدَّد أو النقانق.

كذلك قال كراوس إنَّ الدراسة لم تتضمَّن لحوم الأسماك. بالإضافة إلى ذلك، قال كراوس إنَّ الدراسة كانت صغيرة النطاق وقصيرة المدة.

علامات:
تحميل المزيد