لطالما كانت الكائنات الفضائية والأطباق الطائرة، مصدر إلهام لقصص وأفلام الخيال العلمي.
لكن هذه القصص لم تنبع من مخيلة البشر فحسب، بل من مشاهدات غريبة لم يستطع الإنسان إيجاد تفسيرات منطقية لها من ناحية، ومن حقيقة احتمال وجود كواكب أخرى صالحة للحياة في هذا الكون الشاسع من ناحية أخرى.
فبحسب مشاهدات تلسكوب كيبلر الفضائي التابع لناسا، فإن 20% على الأقل من نجوم المجرة البالغ عددها نحو 200 مليار نجم تؤوي كواكب صخريةً واقعة ضمن ما يسمى "نطاق الحياة" الذي يرجح العلماء وجود الماء السائل فيه وبالتالي وجود الكائنات الحية.
فهل قام الفضائيون حقاً بزيارة كوكب الأرض؟ وماهي قصة الأجسام الطائرة التي رصدها طيارو البحرية الأميركية أكثر من مرة؟
أجسام مجهولة الهوية.. هل هي أطباق طائرة؟
بحسب موقع livescience الأمريكي، الأجسام الطائرة الغريبة حقيقية فعلاً، وقد شوهدت في سماء كوكبنا أكثر من مرة، وأحدث تلك المشاهدات كانت خلال الشهر الماضي مايو/أيار 2019.
لكن ومع أننا غير متأكدين تماماً من هوية هذه الطائرات، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن الفضائيين قد اخترقوا مجالنا الجوي.
للعلم دائماً تفسيرات أخرى في مثل هذه الحالات.
في البداية علينا أن نعلم أن مصطلح "الأجسام الطائرة مجهولة الهوية" يطلق على أيِّ جسمٍ لا يستطيع المراقب تحديد هويته بسهولةٍ.
وقد روى طيارون تابعون للبحرية الأمريكية أنهم رأوا أجساماً طائرةً مجهولة الهوية تتحرَّك بسرعةٍ كبيرةٍ فوق الساحل الشرقي خلال عامي 2014 و2015 أكثر من مرة.
كما أن بعض هؤلاء الطيارين اصطدموا بأحد تلك الأجسام الغامضة، في أواخر مايو/أيار 2019، كما تقول صحيفة The New York Times الأمريكية.
تفسيرات محتملة بعيداً عن وجود كائنات فضائية
يقول طيارو البحرية الأمريكية إن بعض الأجسام غير محدّدة الهوية قد اخترقت حاجز سرعة الصوت، دون أن تترك خلفها أي دخان عوادم قابلٍ للكشف، ما يطرح إمكانية ضلوع تقنيات دفعٍ متقدمةٍ للغاية في هذه الوقائع.
ومع ذلك، لا يزال مسؤولو وزارة الدفاع لا يرون أن الكائنات الفضائية الذكية هي التفسير الأمثل لما حدث، ويقول علماء إنهم محقون في هذا الصدد.
يقول سيث شوستاك، عالم الفلك المخضرم بمعهد البحث عن ذكاءٍ فضائيٍّ (SETI)، إن هناك العديد من التفسيرات غير المثيرة لمشاهدات طياري البحرية.
وأشار إلى أنَّ المشاهدات حصلت بعيداً عن الشاطئ، تماماً مثلما كان الحال مع مشاهداتٍ مماثلةٍ وقعت عام 2004.
يقول شوستاك إن مناطق السواحل هي المناطق التي تتوقع أن ترى فيها طائرات استطلاعٍ لدولٍ معاديةٍ، لأنه سيتم رصد طائرات الاستكشاف بكل سهولة وبشكل واضح في حال دخلت مجال الولايات المتحدة.
وأشار كذلك إلى أن طياري البحرية بدأوا يرصدون الأجسام الغريبة بعد ترقية أجهزة الرادار بطائراتهم.
وقال إن تلك التفصيلة تقترح أن المشاهدات ربما ترجع لخللٍ برمجيٍّ أو مشكلةٍ تقنيةٍ.
يؤيد ذلك المنطق ميل الأجسام الغريبة للظهور على شكل كتلٍ أو تشوهاتٍ على شاشات الأجهزة الحديثة.
كما يعترض المنطق العام كذلك على القفز لفكرة الكائنات الفضائية.
فلو أن تلك الأجسام الغريبة هي سفنٌ فضائيةٌ حقاً، فما الذي تفعله بالتحديد؟ ولِمَ أُرسلت إلى هنا عبر كل تلك المسافات والأزمنة الشاسعة؟
ظاهرة جوية غير مفسرة
بعد زيادة اللغط حول موضوع هذه الأجسام الطائرة، اتبعت البحرية الأمريكية سياسة جديدة فيما يتعلق بكيفية الإبلاغ عن جسمٍ طائرٍ مجهول الهوية، تتضمن هذه السياسة إرشادات حول الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث.
أهم تلك الإرشادات هو الإشارة للجسم الطائر المجهول بتسمية "ظاهرة جوية غير مفسرةٍ"، وذلك في محاولةٍ لتجنب السمعة المرتبطة بتسمية "الأجسام الطائرة مجهولة الهوية" على ما يبدو.
مع ذلك وجود الكائنات الفضائية ليس احتمالاً سخيفاً
يقول شوستاك: "لو كانت الكائنات الفضائية موجودةً حولنا فهم الضيوف الأفضل على الإطلاق، إذ إنهم لا يسببون أي ضرر، هم يحومون حولنا فقط".
كما يعتقد أن طرح احتمال وجود كائنات فضائية ليس بالأمر التافه.
لذا، ومع أن الفرص ضئيلةٌ جداً لأن يكون أيٌّ من الأجسام الطائرة مجهولة الهوية التي رُصدت حتى الآن هي سفنٌ لفضائيين، فإنه ليس من غير المنطقي أبداً اعتقاد أن الكائنات الفضائية موجودةٌ في مكانٍ ما في مجرتنا.
أو على الأقل أنها كانت موجودةً في مرحلةٍ ما من عمر المجرة، والذي يبلغ نحو 13 مليار عامٍ.