تسريب صور غير قانونية لمؤسس ويكيليكس جوليان أسانج من محبسه

كشفت صحيفة The Daily Mail البريطانية أن صوراً غير قانونية لمؤسس موقع WikiLeaks جوليان أسانج سُرِّبَت من سجن بلمارش التقطها مسجونٌ بكاميرا هاتف محمول.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/07 الساعة 14:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/08 الساعة 06:02 بتوقيت غرينتش
جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس/ رويترز

كشفت صحيفة The Daily Mail البريطانية أن صوراً غير قانونية لمؤسس موقع WikiLeaks جوليان أسانج سُرِّبَت من سجن بلمارش التقطها مسجونٌ بكاميرا هاتف محمول.

تسريب صور لمؤسس ويكيليكس جوليان أسانج من سجنه

حيث يظهر أسانج، الذي يقضي عقوبةً قدرها 50 أسبوعاً (سنةٌ وأسبوعان) في السجن ذي التصنيف "أ" لخرقه كفالته، وهو مبتسمٌ ويمزح مع مساجين آخرين، يقولون إنه محبوبٌ بينهم.

وظهر أسانج بلحيةٍ مهذبةٍ بعناية، وشعرٍ قصيرٍ يليق بالسجن، ليحل مظهره هذا محل مظهره ذي الشعر الطويل واللحية غير المهذبة الذي ظهر به حين أُخرج من سفارة الإكوادور في أبريل/نيسان 2019 بعد سبع سنواتٍ من الاحتجاز فيها.

وقال محامو أسانج ذي الأصل الأسترالي، والبالغ من العمر 47 عاماً إن حالته الذهنية ليست بخيرٍ، حتى أنهم لم يتمكنوا من خوض محادثةٍ طبيعيةٍ معه، ويقول موقع WikiLeaks إنه نُقل إلى مستشفى السجن بسبب تدهور حالته الصحية. وقد تغيب أسانج عن حضور جلسة الاستماع في المحكمة التي كان من المقرر أن تُعقد الأسبوع الفائت، وأن يشارك هو فيها عبر مكالمة فيديو.

وقد ظهر نحيفاً ويعاني من أمراض صحية

غير أن صور اليوم تُظهِر الناشط مفشي الأسرار مسترخياً في حلةٍ زرقاء طويلة الأكمام تابعةٍ للسجن، وبدا أنحف كثيراً مما بدا عليه حين ظهر للعامة آخر مرةٍ. وقال موقع The Gateway Pundit الذي نشر الصور إنها التقطت له قبل أن يمرض.

ويواجه أسانج احتمال ترحيله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قد يُسجن لما بقي من حياته لو وجد أنه مذنبٌ بالتهم الموجهة إليه فيما يتعلق بخرق قانون التجسس.

كانت الصور قد التُقطت بكاميرا هاتف محمول خاص بمسجون آخر، ويحمل الكثير منها كتابةً دعائية لرابط يخص موقع حشد تمويلي؛ في محاولةٍ على ما يبدو لجمع أموالٍ لتعيين محامٍ لأسانج من مستشاري الملكة. وقد جمع الموقع اليوم 30 ألف جنيه إسترليني (38 ألف دولار) من مبلغ 150 ألف جنيه (190 ألف دولار) الذي يستهدفه.

يقول موقع The Gateway Pundit كذلك إن هناك صوراً أخرى تُظهر زنزانة أسانج الصغيرة من الداخل وتبدو بها مرتبةٌ زرقاء صغيرة.

وقال المصور، الذي لم تُدعم مزاعمه، للعامة إنه كان من أنصار أسانج، وأضاف: "لقد كشف أكبر فضيحةٍ في العالم. في أي جانبٍ قد تتخيل أن يقف رجلٌ مسجون؟ الحكومة التي حبستنا هنا، أم زميلنا المسجون الذي لا يستحق في الواقع أن يكون هنا؟".

قال كذلك إنه قد عُرض عليه مبلغٌ من خمسة أرقامٍ كانت ستدفعه صحيفةٌ دوليةٌ مقابل الصور، لكنه لم يكن مكترثاً إلا لحكي قصة أسانج بأمانة.

وصرح لموقع The Gateway Pundit قائلاً: "أريد لقضيته أن تُفهم تماماً، وبالتفصيل. أريد للناس أن يعرفوا لمَ تريده الولايات المتحدة، وأي خيرٍ قد قدم للعالم".

وحين قيل له إن أسانج يبدو كأنه خسر وزناً رد بالإيجاب قائلاً إن سجن بلمارش امتص الحياة منه.

وتناقلت الروايات عن أسانج أنه محبوب في السجن

أما بالحديث عن موقف بقية المساجين بشكلٍ عامٍ من أسانج، فقد قال السجين إنه محبوبٌ بينهم. وأضاف: "لدى كل واحدٍ ملايين الأسئلة له، مثل: هل تنظيم المتنورين موجودٌ حقاً؟ قد يكون سمع هذا السؤال ملايين المرات"، مذيلاً كلامه بصورة وجهٍ ضاحك.

صرح السجين كذلك أن أسانج لا يزال حالياً في مستشفى السجن، ويتلقى يومياً نحو 500 رسالةٍ من المؤيدين والمحبين.

يُذكر أن أسانج قد عاش لنحو سبع سنواتٍ داخل سفارة الإكوادور في لندن قبل أن يُجبر على الخروج منها الشهر الماضي، ويُحكم عليه بالسجن لخمسين أسبوعاً لخرقه كفالته.

والآن بات يواجه المطالبة بترحيله إلى الولايات المتحدة لمواجهة تهمٍ بانتهاك قانون التجسس الأمريكي عبر نشره وثائق عسكريةً ودبلوماسيةً سريةً عام 2010.

يأتي ذلك في أعقاب تقريرٍ خاصٍ للأمم المتحدة خلُص إلى أن بريطانيا قد أخضعت أسانج "إلى سيلٍ مفرطٍ من التعذيب البدني" وفقاً للخبير التابع للأمم المتحدة الذي زار مؤسس موقع Wikileaks  في السجن ووجد أن صحته الذهنية قد "تدهورت".

ووفقاً للمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب، البروفيسور نيلز ميلزر، والذي حذر من أنه ليس من المتوقع أن يلقى الأسترالي أسانج محاكمةً عادلةً في أمريكا: "لقد شاركت بريطانيا مع الولايات المتحدة والسويد والإكوادور في حملةٍ غير مقيدةٍ ولا هوادة فيها من المضايقات العامة، والتخويف، والتشهير ضد أسانج".

واستنتج البروفيسور ميلزر أن "الاضطهاد القضائي المنهجي" و"العزل القمعي" و"السخرية الجماعية المتعمدة" التي يلاقيها أسانج تصل إلى حد "المعاملة أو العقوبة القاسية وغير المهنية ولا الإنسانية التي لا يمكن وصف آثارها التراكمية إلا بالتعذيب النفسي".

علامات: