أعلنت لجنة طبية نقابية تابعة للمعارضة السودانية، مساء السبت، 1 يونيو/حزيران وفاة أحد محتجي اعتصام الخرطوم متأثراً بإصابته بطلق ناري في الرأس.
اعتداءات على اعتصام السودانيين وإصابة 11 شخصاً
جاء ذلك في بيان نشرته "لجنة أطباء السودان المركزية" عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، فيما لم يصدر تعقيب بهذا الخصوص حتى الساعة 21:00 ت.غ من المجلس العسكري الانتقالي، الذي تولى السلطة عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير أوائل أبريل/نيسان الماضي.
وقالت اللجنة، المنضوية في "تجمع المهنيين السودانيين"، وهو الجهة الأبرز التي تقود الحراك الاحتجاجي: "ارتقت روح شهيد عشريني، تعرض لإصابة بالرصاص الحي في الرأس"، دون الكشف عن اسم الضحية.
وظهر السبت أعلنت اللجنة إصابة 11 محتجاً جراء اعتداء قوات نظامية على معتصمين أمام مقر الجيش بالخرطوم. والعشريني الذي توفي كان واحداً من هؤلاء المصابين.
وأضافت أن من بين تلك الإصابات 4 إصابات بالرصاص هي إصابة حرجة بالرأس نُقل صاحبها للعناية المكثفة وحالته غير مستقرة، وإصابتان في القدم، وإصابة في البطن.
أما الإصابات الاخرى -حسب المصدر ذاته- فهي عبارة عن 3 بعقب البندقية، و3 إصابات مختلفة بالأقدام، وحالة دهس في القدم بسيارة تتبع قوات نظامية.
وذلك بعد قيام الجيش بمحاولات تنفيذ خطة أمنية في محيط مقر الاعتصام
وفي وقت سابق السبت، أغلقت قوات من الجيش السوداني والدعم السريع وجهاز الأمن شارع النيل بالعاصمة؛ لتنفيذ خطة أمنية بمحيط مقر الاعتصام، في المنطقة الواقعة أسفل الجسر الحديدي المعروفة إعلامياً بـ"كولومبيا"، وشهدت مؤخراً عمليات قتل وإصابات.
وأفاد شهود عيان، بأن القوات الأمنية المشتركة أحاطت بشارع النيل من الجهتين الشرقية والغربية لمحاصرة المنطقة وتنظيفها مما قالت إنها ظواهر شاذة، كالإفطار في نهار رمضان، وشرب الكحول، وتعاطي المخدرات.
وأطلقت القوات الحكومية أعيرة نارية في الهواء لتفريق المتواجدين تحت الجسر، وفق وسائل إعلام محلية.
والخميس، قتل مواطن بطلق ناري في منطقة الصدر؛ "نتيجة تبادل إطلاق نار أسفل جسر النيل الأزرق بالعاصمة (بمحيط مقر الاعتصام)، من قبل القوات النظامية"، حسب ما أعلنه تجمع المهنيين السودانيين.
وفي اليوم ذاته، قال قائد المنطقة العسكرية المركزية بالخرطوم اللواء بحر أحمد بحر، في بيان بثه التليفزيون الرسمي، إن اعتصام الخرطوم بات يشكل خطراً على تماسك الدولة وأمنها القومي.
واتهم بحر ما وصفها بالعناصر المنفلتة بمهاجمة مركبة تابعة لقوات الدعم السريع والاستيلاء عليها قرب موقع الاعتصام.
بعد اتهامات الجيش للاعتصام بأنه بات مقراً للجريمة
وبالتزامن تقريباً، قال المتحدث باسم قوات الدعم السريع السودانية عثمان حامد إن مكان الاعتصام تحوّل إلى وكر للجريمة وخطر على الثورة السودانية، وتعهد بأن تضع قوات الدعم السريع حداً لهذه التصرفات، على حد تعبيره.
وعقب تلك التصريحات من القادة العسكريين، عبّر المعتصمون أمام مقر قيادة القوات المسلحة في العاصمة السودانية الخرطوم عن خشيتهم من فض اعتصامهم بالقوة.
وتجمع المهنيين السودانيين يحذر الجيش من فض الاعتصام
حيث قال تجمع المهنيين السودانيين في بيان رسمي، نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إنهم يعتقدون أن المجلس العسكري يخطط بصورة منهجية ويعمل من أجل فض الاعتصام السلمي بالقيادة العامة بالقوة والعنف المفرطين، وأنه يناور من أجل شراء الوقت ويمارس الإلهاء حول المفاوضات للتغطية على النية المبيتة بخصوص فض الاعتصام.
وقال البيان إنه خلال هذا الأسبوع تم إدخال عناصر معادية للثورة إلى ميدان الاعتصام ونشر عناصر تخريبية بمحيط الاعتصام بهدف إثارة الفوضى بشارع النيل وادعاء انتفاء سلمية الثورة.
وأضاف التجمع إن القتل والترويع بشارع النيل مجرد تمهيد لارتكاب مجزرة بغرض فض الاعتصام بالقوة، كما أن استخدام الرصاص الحي في وجه المعتصمين والمواطنين العُزل وفي أماكن تجمعات بشرية مسالمة يعدُ شروعاً في القتل.
ودعا التجمع، المجلس العسكري للتراجع عن مخطط صناعة الفوضى والانفلات بالبلاد وحذر من مغبة القيام بأي فعل غير مدروس وغير قانوني ودعا جماهير الشعب السوداني للحشد في ميادين الاعتصامات في العاصمة القومية أمام القيادة العامة للقوات المسلحة.
ويواصل آلاف السودانيين اعتصامهم منذ أبريل/نيسان 2019 أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة إلى المدنيين، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب التغيير، كما حدث في دول أخرى، حسب محتجين.