أن تكون صاحب هدف في الحياة قد لا يؤثر بالإيجاب على صحتك النفسية فقط، بل أيضاً على صحتك البدنية.
تشير دراسة جديدة إلى أن الحياة الهادفة ترتبط بانخفاض احتمال خطر الوفاة المبكر لدى مَن هم فوق الخمسين من العمر، حسب ما ذكر موقع Live Science الأمريكي.
العلاقة بين الهدف ومعدلات الوفاة
ونُشرت النتائج الجديدة يوم الخميس الماضي 23 مايو/أيار 2019، في مجلة JAMA Network Open.
حللت مجموعة من الباحثين في جامعة ميشيغان الأمريكية بيانات ما يقرب من 7000 شخص فوق الخمسين، الذين شاركوا في دراسة محلية بدأت في عام 1992، وهم الذين شاركوا أيضاً في استطلاع نفسي عام 2006.
طُلب من المشاركين أن يقيّموا تأثير بعض الجمل عليهم، مثل "أنا أستمتع بعمل خطط مستقبلية وتنفيذها في الواقع"، و "كثيراً ما تبدو أنشطتي اليومية تافهة وغير مهمة بالنسبة لي"؛ ثم أُعطي الأشخاص بعد ذلك "مجموعة نقاط هدف الحياة".
قارن الباحثون بعد ذلك تلك النقاط بمعدلات الوفاة بين المشاركين في الخمس سنوات التالية. توفي 776 شخصاً، أثناء ذلك.
حقق المشاركون ذوو الدرجات الأقل معدلات وفاة أكبر من ضعف المعدلات المحتملة أثناء فترة المتابعة، مقارنة بالمشاركين ذوي الدرجات العليا، بحسب الدراسة. كان ذوو الدرجات الأقل أكثر عرضةً للوفاة بأمراض القلب والدم، تحديداً.
اعتُمدت النتائج، حتى بعد أن أخذ الباحثون بعض العوامل التي قد تؤثر على إحساس الأشخاص بمعنى الحياة أو بخطر الموت، في الاعتبار، مثل ما إذا كان المشاركون يشعرون بالاكتئاب.
العمل التطوعي يحسِّن الصحة النفسية
قالت مؤلفة البحث الرئيسية، أليا أليموجيانغ، وهي طالبة دكتوراه في كلية الصحة العامة بجامعة ميشيغان: "يبدو أنه لا يوجد جانب سلبي في تحسين رؤية أحدهم للحياة، بل ربما هناك فوائد لذلك". وأضافت: "أشار بحث سابق إلى أن التطوع والتأمل قد يحسنان من الصحة النفسية".
وقالت أيضاً إن الخطوة القادمة، في هذا البحث، ستأتي لمعرفة إن كانت التدخلات المصممة لرفع الإحساس بالهدف من الحياة، تؤتي ثمارها حقاً أم لا، وإن كان رفع الإحساس بالهدف من الحياة يؤدي إلى نتائج صحية، مثل حياة أفضل، أم لا.
امتلاك هدف في الحياة يطيل العمر
وتوجد عدة أسباب محتملة تبرر أن امتلاك هدف للحياة قد يطيل العمر، بحسب الباحثين. أظهرت دراسات سابقة أن الحياة الأرغد، بما في ذلك امتلاك هدف قوي للعيش لأجله، قد خفضت من تفعيل الجينات التي تسبب الالتهابات في الجسم. ارتبطت الالتهابات، بدورها، سابقاً، بزيادة خطر الموت المبكر، بحسب الدراسة.
كما وجدت دراسة أخرى أن وجود هدف أقوى للعيش لأجله مرتبط بإفراز معدلات أقل من الكورتيزول -الهرمون المصاحب للإجهاد- ومعدلات أقل من الجزيئات المسببة للالتهابات. ولكن لم تقِس أي دراسة تلك الجزيئات أو المؤشرات الحيوية بشكل مباشر وتربطها بالنتائج الصحية أو معدلات الوفاة.
ظهر أحد معوقات الدراسة في عدم تمكُّن الباحثين من استبعاد احتمال "عكس السببية" بين المشاركين الذين يعانون من مرض مزمن أو يهدد الحياة. بطريقة أخرى، فإن وجود مرض مزمن أو مهدد للحياة قد يقود الفرد إلى فقدان الرغبة في الحياة.
أشار المؤلفون إلى أنه أثناء تحليل المتابعة، عندما فصل الباحثون الأشخاص الذين يعانون من مرض مزمن أو يهدد حياتهم، كانت نتائجهم لا تزال صحيحة، ولكن كانت هناك احتمالية أعلى لهذه النتائج أن تكون من قبيل الصدفة.