فيديو مُسرّب يطيح برئيس حكومة النمسا على يد البرلمان

واجه المستشار النمساوي زيباستيان كورتس (رئيس الحكومة)، الإثنين 28 مايو/أيار 2019، أكبر انتكاسة لمسيرته الحافلة بالنجاحات السريعة، بعدما صوَّت البرلمان لصالح حجب الثقة عن حكومته، في أعقاب فضيحة تسجيل مصور أطاحت بالائتلاف الذي جمعه مع اليمين المتطرف.

عربي بوست
تم النشر: 2019/05/28 الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/28 الساعة 12:48 بتوقيت غرينتش
صورة من مقطع الفيديو الذي نشرته وسائل إعلام ألمانية وأطاح برئيس وزراء النمسا

واجه المستشار النمساوي زيباستيان كورتس (رئيس الحكومة)، الإثنين 28 مايو/أيار 2019، أكبر انتكاسة لمسيرته الحافلة بالنجاحات السريعة، بعدما صوَّت البرلمان لصالح حجب الثقة عن حكومته، في أعقاب فضيحة تسجيل مصور أطاحت بالائتلاف الذي جمعه مع اليمين المتطرف.

وقبل أسبوعين فقط كان المستشار المحافظ كورتس (32 عاماً) بعيداً عن سهام المنتقدين، لكن نائبه هاينز كريستيان شتراخه الذي يتزعم حزب الحرية اليميني المتطرف، تورط في فضيحة تسجيل مصور دفعته للاستقالة، مما دفع كورتس لإنهاء الائتلاف الحاكم مع حزبه.

وقاد كورتس حكومة تسيير أعمال خلال الأيام الماضية وكان يأمل في أن يستغل منصبه كنقطة انطلاق لإعادة انتخابه بعدما صور نفسه ضحية للأزمة الحالية. لكن المعارضة المنتمية ليسار الوسط رأت أنه يشارك في تحمل المسؤولية عن هذه الأزمة، ودعم حزب الحرية ذلك، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.

فيديو يطيح برئيس وزراء النمسا
رئيس الحكومة النمساوية زيباستيان كورتس – رويترز

ما الذي تضمنه الفيديو؟

عُرف هذا الفيديو على نطاق واسع باسم "إبيزا غيت" نسبة إلى جزيرة إبيزا الإسبانية التي صُور بها سراً في 2017، قبل أسابيع من الانتخابات التي أبلى فيها حزب الحرية والمستشار كورتس بلاءً حسناً، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

ويظهر في الفيديو، الذي بثته وسائل إعلام ألمانية، زعيم حزب الحرية هاينز كريستيان شتراخه، وهو يجلس في حالة استرخاء مع يوهانس غودينوس، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، وهما يتحدثان مع سيدة تزعم أنها ابنة شقيق أحد كبار المستثمرين الروسيين.

وظهر الأمر كما لو كان شتراخه يعرض على تلك السيدة الحصول على تعاقدات تتعلق بأشغال عامة لو اشترت قدراً كبيراً من أسهم صحيفة كرونين تسايتونغ النمساوية، والعمل على أن تدعم تلك الصحيفة حزبه.

وسُمع النائب السابق لمستشار النمسا المقال وهو يقترح فصل بعض الصحفيين من الجريدة النمساوية "وبناء نموذج إعلامي مثل (فيكتور) أوربان" في إشارة إلى الزعيم القومي في المجر.

وظهر الفيديو للعلن في 18 مايو/أيار 2019، ولم تمض ساعات على انتشاره حتى تظاهر آلاف المحتجين في العاصمة النمساوية فيينا، وأعلن حينها كورتس على الفور إنهاء تحالفه مع حزب الحرية اليميني المتطرف وقرر إجراء انتخابات مبكرة.

وعلى الفور أيضاً أعلن شتراخه في مؤتمر صحفي، استقالته من جميع مناصبه، على خلفية نشر وسائل الإعلام للفيديو الذي ظهر به.

ونفى شتراخه قيامه بأي إجراء غير قانوني. وقال مدعون في فيينا إنهم يحققون "في اتجاهات متعددة" فيما يتصل بهذه اللقطات المصورة.

"فرصة ضائعة"

وليس معروفاً بعد ما إذا كانت فضيحة الفيديو ستتوقف عند الإطاحة برئيس الحكومة.

وقال يورج ليتفريد نائب رئيس كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي البرلمانية، في كلمة أمام أعضاء البرلمان، وقبل دقائق من تقديم حزبه طلباً بإجراء اقتراع بسحب الثقة من حكومة كورتس: "لقد أضاع كورتس فرصه. سيادة المستشار، أنت تتحمل المسؤولية كاملة".

وهذا أول تمرير لاقتراع بسحب الثقة من الحكومة في النمسا منذ استقلالها عام 1955 بعدما اتحد نواب الحزبين الاشتراكي الديمقراطي والحرية لمساندته.

وللحزبين معاً غالبية مقاعد البرلمان بينما يسيطر حزب كورتس وحده على ثلث مقاعد البرلمان.

ويتعين على الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين الآن اختيار مستشار جديد ليشكلا معاً حكومة تسيير أعمال حتى إجراء الانتخابات.

ورغم أن بإمكانه من حيث المبدأ إعادة تكليف كورتس بتشكيل هذه الحكومة، فإنه لن يفعل ذلك على الأرجح. ومن المتوقع أن يختار الرئيس رجل دولة أكبر سناً ربما يكون رئيساً سابقاً أو قاضياً كبيراً.

علامات:
تحميل المزيد