كشفت صحيفة The Guardian البريطانية أن وزيرة البيئة المكسيكية جوزيفا غونزاليس بلانكو أُجبرت على تقديم استقالتها بعد تسببها في تأخير رحلة جوية، كادت أن تفوتها، لمدة 38 دقيقة، في خرقٍ مباشر منها لوعود رئيسها الشعبوي لوبير أوبرادور الذي سبق أن أعلن نيته أن يحكم لتحقيق مطالب الشعب وحاجاتهم.
وزيرة مكسيكية تستقيل بسبب تأخيرها لرحلة جوية
وحسب الصحيفة البريطانية، فقد كانت جوزيفا غونزاليس بلانكو على وشك أن تستقلّ الطائرة من ميكسيكو سيتي إلى ميكسيكالي، على الحدود الأمريكية، يوم الجمعة 24 مايو/أيار 2019، لكنها تأخرت لأسباب لم تتضح بعد.
ما جعل الوزيرة تطلب من المدير التنفيذي لشركة الطيران الوطنية -الذي يُقال إنها صديقته- أن يؤخر الرحلة، بينما كانت تحاول جاهدة للوصول، بحسب رئيس المكسيك اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور.
وعبّر الرئيس المكسيكي قال لوبيز أوبرادور، يوم السبت 25 مايو/أيار عن أسفه عما حدث وقال: "لقد اضطروا إلى انتظارها"، ووصف ما قاله بـ "الموقف المؤسف".
وثق أحد ركاب الطائرة ذلك التأخير عبر تويتر، مدعياً أن رحلة أيرومكسيكو رقم 198 كانت تستعد للإقلاع، عندما أعلن الطيار اضطراره للعودة بناءً على "أمر رئاسي"، ليقلّ راكباً متأخراً.
وقد التقط الراكب صورة لوزيرة البيئة، غونزاليس بلانكو، بعد ركوبها، مستخدماً اسمها علناً وعيّرها.
ونشرت غونزاليس بلانكو خطاب استقالة متذللاً، بعد انتشار أخبار ما فعلته من انتهاك، واعتذرت فيه عن خرق الجهود لتطهير الحياة العامة المكسيكية. كتبت: "لا يوجد مبرر". وأضافت: "إن التحول الحقيقي للمكسيك يحتاج اتساقاً تاماً مع قيم الإنصاف والعدالة".
وقالت إنها وحدها من يستحق اللوم على ما قامت به
وبرأت الوزيرة الرئيس لوبيز أوبرادور، في تغريدة لاحقة، من مسؤولية التأخير، قائلة: "إنني الوحيدة التي تستحق اللوم. لم تتدخل الرئاسة بأي شكل".
وتسلم لوبيز أوبرادور، أو "أملو" كما هو معروف شعبياً، مهام منصبه في ديسمبر/كانون الأول 2018، متعهداً أن يقود تحولاً تاريخياً للمجتمع المكسيكي وأن يكون نصيراً للفقراء.
يأتي في قلب هذا التعهد، تجريد السياسيين والموظفين المدنيين من امتيازاتهم، بما في ذلك إجبارهم على استخدام طيران الدرجة الاقتصادية بدلاً من الطائرات الخاصة والمروحيات.
قال أملو، الذي عرض الطائرة الرئاسية للبيع عشية تنصيبه في 2018: "لا يمكن أن تكون لدينا حكومة ثرية وشعب فقير".
ويقول النقاد إن "أملو" هو "مخلّص" المكسيك. إنه الرئيس الشعبوي، الذي يعد الشعب بأكثر مما هو موجود في الواقع، على غرار، رئيس فنزويلا السابق، هوغو تشافيز.
وقد قال لوبيز أوبرادور، السبت، إنه قبل استقالة الوزيرة، لأن مثل ذلك السلوك لا يتسق مع وعده بأن تشهد المكسيك تحولاً. كما قال لمؤيديه: "لا نملك الحق في الفشل في أي شيء". وأضاف: "لن نخذل الشعب أبداً".
وادعت صحيفة El Universal المكسيكية، أن تخفيض الميزانية أيضاً ربما لعب دوراً في استقالة غونزاليس بلانكو، ولكنها قالت إن إدراة أملو تأمل أن ترسل هذه الحلقة رسالة إلى السياسيين المدللين: لا تسامح مطلقاً مع إساءة استخدام السلطة.