المجتمع الدولي في كفة ومكالمة ترامب في كفة أخرى.. لماذا تخلى العالم عن طرابلس؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/05/23 الساعة 14:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/28 الساعة 09:41 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب/رويترز

يرى غسان سلامة، المبعوث الأممي الخاص لليبيا، أن المجتمع الدولي يفتقد الدافع الأخلاقي لإنهاء الحرب الأهلية في ليبيا، في نفس الوقت الذي أبلغ فيه الجنرالُ المنشق خليفة حفتر الرئيسَ الفرنسي ماكرون بأن الظروف غير مواتية لوقف القتال الدائر حالياً على أطراف العاصمة طرابلس، فماذا يعني ذلك وكيف وصلت الأمور لهذه المرحلة؟

ماذا يقصد غسان سلامة بغياب الدافع الأخلاقي؟

الإجابة على لسانه بحسب صحيفة الغارديان: "الطريقة التي ينظر بها المجتمع الدولي لليبيا هي أنها جائزة سيفوز بها الأقوى والأطول نفساً والأكثر خبثاً وليست كدولة يقطنها 6 ملايين نسمة يستحقون حياة كريمة بعد أربعة عقود من الديكتاتورية وعقد من الفوضى. لا يوجد دافع أخلاقي يكفي لإنهاء هذه الحرب، وبالتالي تتراجع الإرادة السياسية لبذل مزيد من الجهد للوصول إلى حل".

"إن الاختراقات الفاضحة والعلنية للحظر الأممي على تسليح الأطراف المتنازعة في ليبيا قد وضع مصداقية الأمم المتحدة كلها على المحك، وعلى المجتمع الدولي أن يعلم أن قراراته لن يأخذها أحد بجدية بعد الآن في ظل الانتهاكات الصارخة والمتبجحة".

مَن يحكم ليبيا؟

الحكومة الليبية المعروفة بحكومة الوفاق وهي المعترف بها دولياً والمفترض أنها الوحيدة المخول لها بيع النفط الليبي في الأسواق العالمية من خلال المؤسسة الوطنية للنفط ومقرها طرابلس وتودع العائدات في البنك المركزي الليبي، حيث يتم استخدامها في إدارة شؤون البلاد، وكلا المؤسستين (مؤسسة النفط والبنك المركزي) يخضعان لسلطة حكومة الوفاق.

لكن حكومة الوفاق تسيطر على طرابلس العاصمة ومدن أخرى نحو الغرب، فيما يسيطر الجيش الذي شكله خليفة حفتر وأطلق عليه "الجيش الوطني الحر" على بني غازي ومنها زحف باتجاه طرابلس ويريد الآن دخولها بالقوة، لكن أوقفته القوات التابعة لحكومة الوفاق.

من هو خليفة حفتر وبأي صفة يتحدث؟

خليفة حفتر ليبيا طرابلس
خليفة حفتر/رويترز

حفتر لواء ليبي متقاعد كان مقيماً في الولايات المتحدة وعاد إلى ليبيا بعد سقوط حكم معمر القذافي ومقتله، واتخذ من بني غازي في الشرق مقراً له بدعم من النظام المصري والسعودية والإمارات وفرنسا.

وفي تطور مفاجئ وقبل أيام من مؤتمر أممي كان من المفترض أن يضم حفتر وحكومة الوفاق مع ممثلي المجتمع الدولي، قام حفتر بشن هجوم مفاجئ للاستيلاء على العاصمة طرابلس، لكن تصدت له قوات الحكومة ما أدى لوصول الأمور لمقدمات حرب أهلية تهدد بالكارثة التي يحذر منها المبعوث الأممي (تفاصيل أكثر عنها في هذا الرابط).

ما سر المكالمة التي قلبت الموازين؟

في الأسبوع الأخير من أبريل/نيسان الماضي أصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إن الرئيس دونالد ترامب أجرى مكالمة هاتفية مع حفتر تناولا خلالها محاربة الإرهاب ومستقبل ليبيا. صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نشرت تقريراً قالت فيه نقلاً عن مسؤولين إن مكالمة ترامب لحفتر جاءت بعد تلقي الرئيس الأمريكي مكالمة من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بشأن الأوضاع في ليبيا.

هذه المكالمة أحدثت تحولاً جذرياً في السياسة الأمريكية تجاه اللواء المنشق، ومن بعدها أصبح المجتمع الدولي يغضّ الطرف عن هجومه على طرابلس، حيث مقر الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً. (تفاصيل القصة في هذا الرابط)

ما نتائج تلك المكالمة؟

قوات حفتر لجأت إلى محاولات القيام بإنزالات بحرية
حفتر وماكرون في لقاء سابق بباريس/ AFP

أبرز نتائج تلك المكالمة هي أن حفتر بات اليوم يلقى معاملة رئيس ليبيا الفعلي على حساب الحكومة المعترف بها دولياً. وآخر تجليات هذه الحقيقة هي إبلاغه ماكرون، بحسب بيان الرئاسة الفرنسية، أن الظروف غير مواتية لوقف إطلاق النار وتساؤله: "نتفاوض مع مَن لوقف إطلاق النار؟".

النتيجة الأخرى التي دفعت غسان سلامة للتحذير من خطورة الموقف والتنديد بتحول الموقف الدولي هي غياب الرفض والاستنكار الدولي الذي صاحب شن قوات حفتر الهجوم على طرابلس في 4 أبريل/نيسان 2019، وذلك منذ مكالمة ترامب التي تلت مكالمة بن زايد.

تحميل المزيد