مأزق ترامب.. صعّد ضد إيران حتى اقتربت الحرب، والآن يريد اتصالاً يعتبره انتصاراً!

عربي بوست
تم النشر: 2019/05/21 الساعة 10:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/21 الساعة 10:43 بتوقيت غرينتش
دونالد ترامب

اتسمت تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن المواجهة مع إيران بالتأرجح الشديد في الأيام الأخيرة، فتارة يستخدم لغةً تهديديةً صارخةً من قبيل "نهاية إيران"، وتارة يعبر عن حزنه بسبب ما يعانيه الشعب الإيراني، وفي كل الأحوال يؤكد أنه مستعد للحوار بشرط أن يتصل به قادة إيران، فما هو المأزق الذي وضع ترامب نفسه فيه؟ ومن السبب؟ وهل يمكن أن يأتيه ذلك الاتصال كي يعتبره انتصاراً وتهدأ الأمور؟

لن أتصل.. لكن سأرد عليهم

ترامب نفى في أحدث تغريداته، الإثنين 20 مايو/آذار 2019، سعيه للتفاوض مع إيران، واتهم وسائل الإعلام الأمريكية بالكذب، لكنه في الوقت نفسه أكد انفتاحه على الحوار مع طهران بشرط أن تبادر هي بالاتصال به.

"وسائل إعلام الأخبار الكاذبة نشرت كعادتها خبراً كاذباً، من دون أن يكون لها أي علم (بهذا الشأن)، مفاده أنّ الولايات المتحدة تحاول إجراء مفاوضات مع إيران. هذا تقرير كاذب".

"إيران ستتصل بنا حين ومتى تكون جاهزة لذلك. وفي الانتظار، يستمر اقتصادها في الانهيار. أنا حزين جداً على الشعب الإيراني".

لم يحدد ترامب عن أي تقارير يتحدث أو أي وسيلة إعلامية يقصد، لكنه دائماً يشير إلى الإعلام بشكل عام، ويخصّ بالذكر في مناسبات عديدة صحفاً كبرى مثل: نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، ومحطات إخبارية مثل سي إن إن، وجميعها تحدثت عن عدم رغبة ترامب في الدخول في حرب مع إيران، ووجهت أصابع الاتهام لمستشار الأمن القومي جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو في دفع ترامب إلى التصعيد مع طهران.

ماذا يفعل وزير خارجية عُمان في طهران؟

بن علوي وظريف في طهران

في هذا السياق أورد موقع "روسيا اليوم" خبراً، الثلاثاء، حول زيارة مفاجئة قام بها وزير خارجية سلطنة عُمان يوسف بن علوي إلى طهران، دون أن يصدر تصريح رسمي حول سبب الزيارة سواء في عمان أو إيران.

الصحف الإيرانية تناولت الزيارة بالتحليل ورأت أن الهدف منها الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران، واستندت في ذلك إلى تصريحات سابقة للسفيرة العمانية في واشنطن التي تحدثت فيها عن استعداد بلادها للتوسط.

في ذات الإطار، كان بومبيو قد أجرى الأسبوع الماضي اتصالاً بالسلطان قابوس، وكلها مؤشرات واضحة على أن سبب الزيارة هو بالفعل الوساطة بين واشنطن وطهران، وبما أن الزيارة جاءت بعد اتصال أمريكي بقابوس، فمن الطبيعي أن يكون بن علوي قد توجه إلى طهران حاملاً رسالة ما.

وهذا بالتحديد ما زعمه موقع "انتخاب" الإيراني المقرب من الإصلاحيين، حيث قال إن بن علوي حمل معه في زيارته المفاجئة إلى طهران رسالة من ترامب شخصياً.

هل يمكن فعلاً أن تتصل إيران؟

ترامب كان قد وجّه تهديداً شديد اللهجة لإيران، الأحد، عبر تويتر أيضاً عندما غرّد قائلاً: "إذا أرادت إيران خوض حرب فستكون تلك نهايتها. لا تهدّدوا الولايات المتحدة مجدّداً".

من جانبه، رد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تهديدات ترامب، واصفاً إياها "بالتبجحات التي لن تقضي على إيران"، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.

وكتب ظريف على حسابه على تويتر أن "ترامب يأمل في أن ينجح حيث فشل الإسكندر (الأكبر) وجنكيز (خان) ومعتدون آخرون"، في إشارة إلى غزاة أجانب سيطروا على بلاد فارس في فترة معينة من تاريخها الممتد آلاف السنين.

وأضاف ظريف أن "الإيرانيين صمدوا لآلاف السنين بينما رحل كل المعتدين. الإرهاب الاقتصادي والتبجحات عن الإبادة لن تقضي على إيران".

وختم ظريف تغريداته برسالة مباشرة لترامب: "لا تهددوا إيرانياً أبداً. جرّبوا الاحترام".

تلك التغريدات المتبادلة هي بالطبع قمة جبل الجليد فيما يجري حالياً، والمؤكد أن هناك قنوات اتصال خلفية وتدخلات بعيدة عن الإعلام، وبالتالي يظل التصعيد العسكري والتهديدات المتبادلة أمراً لا يتعارض مع وجود قنوات اتصال دبلوماسي، والأيام القادمة ستحمل الإجابة عن السؤال الذي يشغل الجميع: هل يأتي ترامب ذلك الاتصال الذي ينتظره ويعتبره انتصاراً؟

تحميل المزيد