أحمر الشفاه ورابطات العنق.. مؤشرات اقتصادية غريبة تستخدمها بعض الدول

المؤشرات الاقتصادية هي تقارير تنشرها جهات حكومية أو خاصة لتقيس مدى قوة الاقتصاد وأداء القطاعات الاقتصادية؛ إليك مؤشرات اقتصادية غريبة تضم شطيرة بيج ماك وأحمر الشفاه!

عربي بوست
تم النشر: 2019/05/17 الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/16 الساعة 22:41 بتوقيت غرينتش
تُقبل النساء على شراء أحمر الشفاه أكثر من حقائب اليد والأحذية الأغلى سعراً في الأوقات العصيبة/ istock


المؤشرات الاقتصادية هي تقارير تنشرها جهات حكومية أو وكالات خاصة بانتظام، تتضمن معلومات وإحصائيات تقيس مدى قوة الاقتصاد وأداء القطاعات الاقتصادية؛ وتوجّه سياسة الحكومة لاتخاذ القرارات مثل خطط لجمع الأموال، وترتيب أولويات الإنفاق العام.

لكن هناك بعض المؤشرات الاقتصادية التي تتسم بالغرابة نوعاً ما، فمثلاً نجد أن هناك مؤشراً اقتصادياً يعتمد على ساندويتش "بيغ ماك" الشهير من ماكدونالدز؛ ومؤشراً اقتصادياً يعتمد على أحمر الشفاه الذي تتزين به السيدات، وغير ذلك من المؤشرات التي سنستعرض أبرزها فيما يلي:

مؤشرات اقتصادية غريبة .. بيغ ماك

هل تذوقت شطيرة أو برغر "بيغ ماك" الذي تقدمه مطاعم ماكدونالدز من قبل؟

في عام 1986 استخدم هذا الساندويتش فريقُ التحرير في صحيفة "الإيكونوميست" كمؤشر لقياس أداء العملات وقوَّتها، اعتماداً على نظرية "تعادل القوة الشرائية".

تقول هذه النظرية إنه ينبغي أن تكون أسعار السلع والخدمات متساوية في بلدين إذا أُخذت أسعار الصرف في الاعتبار، فعدد الدولارات التي تشتري ساندويتش بيغ ماك في الولايات المتحدة يُفترض أن يكون عدد الدولارات نفسها التي تشتري الساندويتش نفسه في جميع أنحاء العالم.

فإذا كان سعر البرغر في الولايات المتحدة يساوي 5.58 دولار (الدولار يساوي 17.07 جنيه مصري)، فيجب إذاً أن يكون سعره في مصر (5.58 * 17.07)، أي 95.24 جنيه مصري؛ لكن قيمته في مصر تساوي 40 جنيهاً مصرياً فقط.

لذلك فإن قيمة مؤشر بيغ ماك (أو تعادُل القوة الشرائية) في مصر ستساوي السعر المصري لساندويتش بيغ ماك مقسوماً على السعر الأمريكي للساندويتش أي (40/ 95.24) أي 0.42.

ولكي تحسب إذا ما كان الجنيه المصري مقدَّراً بأقل أو أكثر من سعر الدولار، عليك القيام بالآتي:

(تعادُل القوة الشرائية – سعر صرف الجنيه/سعر صرف الجنيه) *100

أي (0.4 – 17.07/ 17.07) *100 = 60

وهذا يشير إلى أن الجنيه المصري مقدَّر بأقل من 60% من قيمته.

أصبح مؤشر بيغ ماك معياراً عالمياً، حيث تم تضمينه في عديد من الكتب المدرسية الاقتصادية، وأصبح موضوع عشرات الدراسات الأكاديمية.

ورغم ذلك، فإن كثيراً من النقاد يعتبرونه مشوَّهاً، لعدم أخذه في الاعتبار عديداً من الأشياء التي تدخل في تكلفته وتختلف قيمتها من بلد إلى أخرى كتكاليف النقل، ومقدار الضرائب المفروضة على الواردات، وتكاليف العمالة والمباني، ومقدار المنافسة في السوق المحلي.

مؤشر وافل هاوس

ربما يكون مفاجئاً أن يعلم المرء أنَّ طول قائمة الطعام الموجودة في مطعمٍ للوجبات السريعة قد يشكل مؤشراً يستخلص منه المحللون، وبسرعة، مدى الدمار الذي لحِق بمنطقةٍ ما جراء تعرُّضها لإعصار معين.

اخترع هذا المؤشر المديرُ السابق للوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA) كريج فوجيت في عام 2004، بعد سلسلة من الأعاصير التي ضربت الساحل الشرقي لأمريكا.

تعمل الوكالة الفيدرالية الأمريكية لإدارة الطوارئ (FEMA) على التحقق دوماً من طول قائمة الطعام في منافذ البيع التابعة لسلسلة "وافل هاوس" بعد كل كارثة طبيعية.

يحتوي المؤشر على 3 مستويات:

المستوى الأخضر (القائمة الكاملة) عندما يكون الضرر محدوداً أو غير موجود.

المستوى الأصفر (قائمة محدودة) عندما تكون للمطعم طاقة مولِّدة وإمدادات غذائية محدودة.

والمستوى الأحمر عند إغلاق المطعم.

في عام 2018 وخلال إعصار مايكل في فلوريدا، وصل مؤشر "وافل هاوس" إلى المستوى الأحمر، عندما تم إغلاق ما يصل إلى 30 مطعماً قبل العاصفة القادمة.

مؤشر طفرة ناطحات السحاب

أشار مصرف باركليز كابيتل (الذي يصدر مؤشر ناطحات السحاب سنوياً منذ عام 1999)، إلى وجود "علاقة غير صحية" بين تشييد ناطحات السحاب وحدوث الأزمات المالية.

فقد تم بناء 3 من أعلى المباني بالعالم في فترة الكساد الكبير، وهي: مبنى "إمباير ستيت"، ومبنى "40 وول ستريت"، وبرج "كرايزلر" في الولايات المتحدة.

كما تبِع بناء "برج خلفية" في دبي، الذي يعد حالياً أطول مبنى بالعالم الأزمة المالية العالمية.

ولاحظ المصرف أن أول ناطحة سحاب بالعالَم، "Equitable Life" في نيويورك، تم بناؤها عام 1873، وتزامن ذلك مع ركود استمر 5 أعوام.

ثم هُدمت البناية في عام 1912.

وفي ماليزيا، تزامن بناء برجي "Petronas" عام 1997 مع الأزمة المالية الآسيوية.

مؤشر رابطات العنق النحيفة

يشتري الرجال رابطات العنق، لإظهار اجتهادهم في العمل خلال الأوقات العصيبة. تزداد رابطات العنق نحافة في الأوقات العصيبة، وتزهو بالألوان في أثناء انتعاش الاقتصاد.

في عام 2009 انتشر خبر عن تسريح العمال بالولايات المتحدة، فزادت مبيعات رابطات العنق، لأن الرجال حاولوا إظهار جديتهم لصاحب العمل.

وقتها، زادت نحافة رابطات العنق، نتيجة لإجراءات التقشف بعد الحروب الأخيرة في أفغانستان والعراق.

مؤشر أحمر الشفاه "الليب ستيك"

تُقبل النساء على شراء أحمر الشفاه أكثر من حقائب اليد والأحذية الأغلى سعراً في الأوقات العصيبة، بعدما أجبرتهن الأوضاع الاقتصادية المتأزمة على تغيير قوائم أولويات مشترياتهم، التي تنكمش بانكماش الاقتصاد وتتمدد بتمدده.

بحسب موقع إنفستوبيديا، تضاعفت مبيعات أحمر الشفاه بعد الركود الذي تلا أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.

بعد انهيار القدرة الشرائية لدى المستهلكين، أخذ المتابعون والمحللون يرصدون أول مظاهر التعافي، وقد بدأت مع إقبال النساء على شراء مستحضرات التجميل المفضلة لديهن.

تحميل المزيد