مركبة على المريخ.. كيف تبدو السيارة الباحثة عن الحياة في الفضاء؟ وما العقبات التي ستواجهها؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/17 الساعة 18:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/17 الساعة 18:35 بتوقيت غرينتش
هناك أهداف تجارية للقوة، فالفضاء أصبح مصدراً للثروات/ISTOCK

يتبقى أقل من عام على سفر مركبة الاستكشاف الفضائية روزاليند فرانكلين من الأرض إلى المريخ.

في هذه اللحظات، هناك فِرقٌ من المهندسين من جميع أنحاء أوروبا وروسيا يعملون بلا كلل، لإعداد هذه السيارة العلمية، ووضع اللمسات الأخيرة على الأجهزة التي ستأخذها إلى الكوكب الأحمر، لتهبط بأمان على سطحه.

بالتوازي مع هذه الجهود، تُجرى اختبارات للتحقق من آلية عمل السيارة، وهي اختبارات ضرورية للتأكد من أنَّه يمكن تشغيل الروبوت بسهولة وكفاءة من الأرض، بحسب تقرير لموقع BBC Mundo الإسباني.

الصعوبات التي ستواجه المركبة

وتُجرى الآن أيضاً تجارب على الصعوبات التي ستواجهها المركبة الجوالة روزاليند فرانكلين.

كيف ستنطلق المركبة من منصة الهبوط وتتحرك في الممرات والمنحدرات التي ستأخذها إلى أرض المريخ الصخرية الترابية؟ كيف ستتغلب على صخور منطقة أوكسيا بلانوم Oxia) Planum)، الموقع المختار؟ وكيف ستواجه المنحدرات الحادة؟

يجب الإجابة على هذه الأسئلة الآن، قبل أن ينطلق الصاروخ الذي ينقل المركبة من قاعدة بايكونور في يوليو/تمّوز أو أغسطس/آب من عام 2020.

المركبة الجوالة روزاليند فرانكلين هي نتاج مشروع مشترك بين وكالتي الفضاء الأوروبية والروسية، وسيكون هدفها التجوّل على أرض المريخ بحثاً عن دليل على حياة كانت عليه يوماً ما أو ربما حياة موجودة حتى الآن.

الحفار من الأدوات الأساسية لهذه المهمة، وسوف يستخرج عينات الصخور التي يصل عمقها إلى مترين تحت سطح المريخ.

ويسعى العلماء إلى البحث في هذا العمق، لأنَّهم يعتقدون أنَّه إذا كانت هناك حياة على كوكب المريخ، فمن المحتمل للغاية أن تكون تحت سطحه بعيداً عن الإشعاع.

وبحسب الموقع الإسباني، ستُحفظ هذه العينات من الصخور بواسطة مجموعة متطورة من الأدوات الموجودة داخل صندوق معقم يُعرف باسم درج المختبر التحليلي (ALD).

اقتربت المرحلة الأخيرة

اجتاز ALD لتوَّه تجاربه الخاصة في تورينو بإيطاليا، وهو الآن بغرفة إيرباص معقمة في مدينة ستيفنيج بالمملكة المتحدة في انتظار انضمامه إلى روزاليند فرانكلين. ومن المحتمل أن يجري دمجه فيها الأسبوع المقبل، بحسب الموقع الإسباني.

والموعد النهائي لمهندسي ستيفنيج لتجميع جميع مكونات المركبة والانتهاء من تجهيزها هو يوليو/تمّوز من هذا العام، أو أغسطس/آب، على أقصى تقدير.

بعد ذلك، سيكون من الضروري إضافة أجزاء إلى المركبة مثل الهيكل والعجلات وكاميرا بانورامية "PanCam" التي ستدرس صخور أوكسيا بلانوم.

من جنوب إنجلترا، ستسافر المركبة التي جرى تجميعها بالفعل إلى مدينة تولوز في جنوب غربي فرنسا، حيث ستوضع اللمسات الأخيرة بمنشآت إيرباص الأخرى.

في هذا الاختبار البيئي، سيتعين على السيارة أن تُثبت قدرتها على الصمود أمام الاهتزازات ودرجة الحرارة التي ستواجهها في أثناء الرحلة إلى المريخ.

بعد ذلك، ستسافر روزاليند فرانكلين عبر فرنسا من تولوز إلى كان، وهناك، في الريفيرا الفرنسية، ستجري شركة الفضاء الفرنسية الإيطالية Thales Alenia Space المراجعة النهائية الحيوية، وسيجري الانتهاء من تركيب السيارة.

على افتراض أن كل شيء يسير بسلاسة، فإنَّ المرحلة النهائية ستجرى في بايكونور، حيث ستجرى التجهيزات النهائية.

لم يتبقَّ سوى أربعة عشر شهراً لإرسال روزاليند فرانكلين إلى المريخ، وعلى الرغم من أَّنه قد يبدو وقتاً طويلاً، فهو ليس كذلك.

من هي روزاليند فرانكلين؟

في عام 1952، بحثت العالمة البريطانية روزاليند فرانكلين بكلية كينجز لندن، عن تركيب وشكل ذرات الحمض النووي باستخدام معرفتها في دراسة البلورات بالأشعة السينية لإنشاء صور لتحليلها.

من إحدى صور جهازها، المعروفة باسم Photo 51، نشأت الأفكار الأساسية للعالِمين فرانسيس كريك وجيمس واتسون لبناء أول نموذج ثلاثي الأبعاد لجزيء الحمض النووي المزدوج. وكان هذا واحداً من الإنجازات العلمية العظيمة في القرن العشرين.

في الواقع، سمح هذا الاكتشاف للباحثين، في النهاية، بفهم كيف يخزن الحمض النووي "شيفرة الحياة" الوراثية وينسخها وينقلها.

حصل جيمس واتسون، وفرانسيس كريك، وموريس ويلكينز، رفاق فرانكلين في كلية لندن الجامعية، على جائزة نوبل لعام 1962 عن هذا الإنجاز، وحالت وفاتها المفاجئة بينها وبين حصولها على الجائزة، إذ لا تُمنح جوائز نوبل بعد الوفاة منذ عام 1974.

ومع ذلك، يجادل كثيرون بأنَّ إسهامها لم يحظَ قَط بالاهتمام الذي تستحقه، حتى إنه جرى التقليل منه للغاية.

تحميل المزيد