اعتذرت وريثة إمبراطورية البسكويت الألمانية عن موجة الغضب التي أثارتها تعليقاتها التي بدت وكأنها تقلل من المعاناة التي تعرضت لها العمالة القسرية في شركة عائلتها ابان الحكم النازي.
حيث قالت فيرينا باهلزن -ابنة مالك شركة باهلزن التي تصنع أشهر البسكويت بألمانيا بما في ذلك شوكو ليبنز- إن تصريحها بأن الشركة لم تفعل أي شيء خاطئ بتوظيف 200 عامل بالسخرة خلال الحرب العالمية الثانية خرجت دون تفكير، وفقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
وكان أغلب مَن أُجبروا على العمل في الشركة بمقرها في مدينة هانوفر الألمانية من النساء، وكثير منهم أُحضروا قسراً من أوكرانيا التي كانت تخضع للاحتلال النازي أنذاك.
وقالت باهلزن، لصحيفة Bild الألمانية: "كان هذا قبل مجيئي، وقد دفعنا للعمالة القسرية ما كنا ندفعه للعمَّال الألمان وعاملناهم بشكل جيد". يذكر أن فيرينا البالغة من العمر 25 عاماً هي إحدى بنات فيرنر باهلزن.
سياسيون ألمان ينتقدون تعليقاتها
وقد انتقد سياسيون ألمان تعليقاتها، ودَعا بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة بسكويت باهلزن.
لكن من جهتها قالت باهلزن في بيانها الأربعاء 15 مايو/أيار 2019: "كان من الخطأ تضخيم هذا النقاش بردودٍ غير متعقلة". وأضافت: "أعتذر عن ذلك. ليس ثمة شيء أبعد عن تفكيري من التقليل من شأن الاشتراكية القومية وعواقبها".
وأضافت أنها تدرك حاجتها لتعلم المزيد عن تاريخ الشركة قائلة: "بصفتنا الجيل التالي، تقع على عاتقنا المسؤولية عن تاريخنا. إنني اعتذر بوضوح لمَن جُرحت مشاعرهم بسببي".
تصريحات مستفزة عرضتها لانتقادات لادعة
وتتعرض فيرينا باهلزن للانتقاد أيضاً بسبب تفاخرها بثروتها وحبها للاستهلاك المسرف.
حيث صرحت في أوائل مايو/أيار 2019 خلال حدث تجاري بمدينة هامبورغ: "أملك ربع باهلزن وأنا سعيدة بذلك. أريد أن أجني بعض المال وأشتري به يختاً شراعياً".
من جانب آخر، ففي الفترة بين 2000 و2001، قدمت شركة باهلزن -التي تصنع أيضاً بسكويت ليبنز بالزبدة- 1.5 مليون مارك ألماني (841 دولاراً تقريباً) بشكل تطوعي لمؤسسة أطلقتها الشركات الألمانية لتعويض 20 مليون شخص من العمالة القسرية التي استخدمها النازيون.
وقد فشل عدد ممن عملوا بالسخرة في شركة باهلزن في الحصول على تعويضات من خلال دعاوى فردية أقاموها ضد الشركة بسبب سقوط حق المطالبة بالتقادم.
وقال لارز كلينجبيل، السكرتير العام للحزب الديموقراطي الألماني ذو الاتجاه اليساري المعتدل: "إذا ورثتَ مثل هذه الممتلكات الضخمة، فإنك ترث معها مسؤولية أيضاً، ويجب ألا تقدم نفسك بمعزل عنها".