قال مسؤول مطلع في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، الأربعاء 15 مايو/أيار 2019، إن إيران تحللت رسمياً من بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع القوى العالمية عام 2015.
وأكد المسؤول الذي تحدث لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا"، أن ذلك الإجراء جاء استجابة لأمر من مجلس الأمن القومي الإيراني.
ويأتي ذلك كرد من طهران على الضغوط الأمريكية الاقتصادية والسياسية، وعلى موقف واشنطن من الاتفاق النووي الذي انسحبت منه عام 2018.
ويسمح الاتفاق النووي لطهران بإنتاج يورانيوم منخفض التخصيب بحد أقصى يبلغ 300 كيلوغرام، وإنتاج مياه ثقيلة بمخزون يصل إلى نحو 130 طناً كحد أقصى. وبمقدور إيران شحن الكميات الفائضة إلى خارج البلاد للتخزين أو البيع.
وقال المسؤول إن إيران ليس لديها حد من الآن فصاعداً لإنتاج اليورانيوم المخصب والمياه الثقيلة.
وكانت طهران قد أبلغت الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا الأسبوع الماضي بقرارها التوقف عن التقيد ببعض التزاماتها بموجب الاتفاق، وذلك بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة بصورة أحادية منه ومعاودتها فرض عقوبات على طهران.
توترات كبيرة بين أمريكا وإيران
ولم تنتهك التحركات الإيرانية الأولية الاتفاق النووي بعد على ما يبدو، بحسب رويترز، لكن طهران تحذر من أنه إذا لم توفر القوى العالمية الحماية لاقتصادها من العقوبات الأمريكية في غضون 60 يوماً، فستبدأ بتخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى.
وقال الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إنهم ما زالوا ملتزمين بالاتفاق لكنهم لن يقبلوا إنذارات من طهران.
ويضع الاتفاق أيضاً سقفاً لدرجة النقاء المسموح لطهران بالوصول إليها في تخصيب اليورانيوم عند 3.67%. وهي نسبة أقل كثيراً من نسبة 90% اللازمة لصنع أسلحة، وتقل أيضاً بكثير عن النسبة التي كانت تصل إليها قبل الاتفاق عند 20%.
ويأتي الموقف الجديد من إيران نحو الاتفاق النووي، في أعقاب توتر كبير جداً بين الولايات المتحدة وطهران، لا تتخلله حرب كلامية فقط، بل رسائل وتهديدات عسكرية.
وأرسلت الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط قاذفات، وحاملات طائرات، وبطارية باتريوت، وقالت إن الهدف منها "ردع إيران"، في حين ردّ الحرس الثوري الإيراني بتهديد أمريكا وقواتها الموجودة في الخليج.
وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، أمس الثلاثاء، إن إيران لا تسعى لحرب مع الولايات المتحدة على الرغم من التوترات المتزايدة بين البلدين العدوين اللدودين بسبب قدرات إيران النووية وبرنامجها الصاروخي.
وأكد أيضاً أن طهران لن تتفاوض مع واشنطن بشأن إبرام اتفاق نووي آخر.