في الثاني عشر من مايو/أيار الجاري، قالت الإمارات إن 4 سفن تضررت بعدما تعرضت لهجوم في ميناء الفجيرة، من بينها سفينتان قالت الرياض إنهما تتبعان لها، لكن صوراً التقطتها أقمار صناعية ونشرتها وكالة "أسوشيتد برس" أظهرت عدم وجود أي ضرر بالغ في ناقلات النفط.
وقالت الوكالة إن تفاصيل الهجوم الذي تحدثت الإمارات بأنه أضر بـ4 سفن، واحدة نرويجية، وأخرى إماراتية، واثنتان سعوديتان، لا تزال غير واضحة، في وقت يرفض فيه المسؤولون في الخليج الحديث عن الجهة التي يتوقعون أنها مسؤولة عن الهجوم.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن مسؤول أمريكي في واشنطن -لم تذكر اسمه- قوله إن التقييم الأولي الذي توصل إليه فريق عسكري أمريكي، أشار إلى أنّ إيران أو حلفاءها استخدموا متفجرات لإحداث ثقوب في السفن، إلا أن الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية الذي يقوم بدوريات في الشرق الأوسط منطلقاً من قاعدة في الفجيرة، رفض مراراً الإدلاء بتعليق.
غموض في الهجوم
وقالت "أسوشيتد برس" إن حجم الأضرار التي لحقت بالسفن ليس واضحاً، مشيراً إلى ما ذكره بيان لوزير الطاقة السعودي خالد الفالح، الذي قال إن ناقلتي النفط السعوديتين لحقت بهما "أضرار كبيرة"، مشيراً أن واحدة منها كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة.
وعرضت قناة "سكاي نيوز" عربية ومقرها في الإمارات، صوراً قالت إنها لناقلة النفط السعودية المسماة بـ"المرزوقة" بعدما أعلنت الرياض تعرضها للهجوم، لكن الناقلة كانت طافية ولم تتعرض لضرر واضح، بحسب الوكالة الأمريكية.
وقالت "أسوشييتد برس" إن الناقلتين شوهدتا عبر صور بالأقمار الصناعية، حصلت عليها الوكالة من من شركة Maxar Technologies، ومقرها كولورادو، وأظهرت الصور حاجزاً عائماً حول ناقلة النفط الإماراتية "إيه. ميشيل"، ما يشير إلى احتمال حدوث تسرب نفطي.
أما السفن الثلاث الأخرى فلم تظهر أي أضرار كبيرة واضحة عليها، وكانت هناك حفرة على سطح "إم تي أندريا فيكتوري"، السفينة الرابعة التي يزعم أنها استهدفت، بعد تعرضها لهجوم عبر الماء من "جسم غير معروف"، وفقاً لما قالته الشركة المالكة "ثوم شيب مانيجمينت" في بيان، بحسب "أسوشييتد برس".
وأضافت: "الصور التي حصلنا عليها يوم الإثنين للسفينة لا تظهر أنها عرضة لخطر الغرق".
وقال المسؤول الأمريكي الذي تحدث للوكالة، إن كل سفينة بها حفرة يتراوح طولها بين 5 و10 أمتار، ويشتبه بأن ذلك ناجم عن شحنات متفجرة.
وأشارت "أسوشييتد برس" إلى أن المسؤولين الإماراتيين طلبوا من فريق تحقيق عسكري أمريكي مساعدتهم في التحقيقات، وأشارت الوكالة إلى أن السلطات الإماراتية في الفجيرة منعت صحفييها من مشاهدة السفن.
تصعيد في الخليج
وكانت الإمارات قد قالت إنها فتحت تحقيقاً في الحادثة، بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية.
وجاء الهجوم على السفن في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إيران وأمريكا، حيث أعلنت الأخيرة مطلع الأسبوع الحالي، نشر حاملة طائرات وقاذفات استراتيجية في الشرق الأوسط لردع إيران، فيما ردت طهران وحذرت باستهداف القوات الأمريكية الموجودة في الخليج.
وأمس الإثنين ذكرت صحيفة The New York Times، الإثنين 13 مايو/أيار 2019، أن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، باتريك شاناهان، قدَّم خطة عسكرية مطورة إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب، تشمل احتمال إرسال 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط، إذا هاجمت إيران قوات أمريكية، أو سرَّعت العمل على إنتاج أسلحة نووية.
وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ أن انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 والذي يهدف إلى كبح أنشطة طهران النووية، وأعاد فرض عقوبات مشددة على إيران.
وفي إطار التوتر المتصاعد بين واشنطن وإيران، هدد ترامب الاثنين إيران قائلاً "سوف يتألمون كثيرا (…)إذا فعلوا أي شيء"، متهما إياها بالتخطيط لتنفيذ "هجمات" ضد مصالح أمريكية في الشرق الأوسط.
وأضاف ترامب أن إيران سترتكب "خطأً كبيراً" إذا فعلت شيئاً، وأضاف: "سنرى ما سيحدث مع إيران"، متوقعا أن تواجه طهران "مشكلة كبيرة (…) إذا حدث شيء ما". وقال "لن يكونوا سعداء"، بحسب ما نقلته قناة "فرانس 24".