نسمع كل عدة أشهر عن تصنيف جديد لأغلى الأماكن للعيش في العالم، وكيف يمكنك أن تستفيد بهذه التصنيفات الجديدة، لكن هناك عدة أسئلة مهمة تبادر إلى الذهن عند ظهور هذه التصنيفات مثل: ماذا يعني ذلك حقاً لسكان هذه المدن؟ ومن الذي يقوم بهذا التصنيف؟
موقع BBC Mundo باللغة الإسبانية حل لغز هذه الأسئلة في تقرير نشره الإثنين 13 مايو/أيار 2019.
مؤخراً أصدرت وحدة الاستخبارات الاقتصادية (EIU) القائمة التي تنشر مرتين في السنة بأغلى المدن في العالم، كما نشرت شركة Mercer الاستشارية قائمة مماثلة، وفي الوقت ذاته، أطلقت شركة ECA International الاستشارية قائمتها الخاصة. والعديد من الشركات الأخرى تفعل الشيء نفسه على مدار العام.
انتبه قبل أن تنقر على الخبر!
وبحسب الموقع الإسباني، لكن قبل النقر على عنوان صحفي حول "أغلى مدينة"، لمعرفة ما إذا كانت مدينتك مدرجةً في القائمة أم لا، هناك بعض الأشياء التي يجب عليك معرفتها، أهمها: لأجل من توضع هذه القوائم؟ وما المعايير التي يستخدمونها وكيف يمكنك تحديد تكلفة المعيشة التي تناسبك؟
هذه القوائم ليست مصممة لسكان هذه المدن؛ بل للشركات متعددة الجنسيات التي تسعى إلى اختيار أماكن العمالة الوافدة.
في الواقع، تُستخدم هذه التصنيفات كأداة لتحديد الرواتب التي يجب أن تدفعها الشركة للموظفين الأجانب.
على سبيل المثال، إذا قررت الشركة إرسال محلل إلى كوالالمبور، فستحتاج إلى معرفة كم يكلف العيش هناك، بحيث يتلقى الموظف مقابلاً عادلاً.
في هذه الحالة، يكون من الأسهل على الشركة الرجوع إلى قائمة مُعدَّة بالفعل، بدلاً من الاستقصاء والبحث على الطبيعة.
توظِّف معظم الشركات التي تستخدم هذه القوائم مهنيين أو مديرين ذوي مهارة عالية من المحتمل أن يكسبوا أكثر من متوسط الراتب المحلي.
هناك دورٌ مهمٌ لهذا العامل في الطريقة التي تُعَدُّ بها هذه القوائم، ومن ثمّ تتحدَّد المدن التي تتصدر التصنيف.
قد تختلف المعايير الدقيقة للتصنيف، لكن هناك بعض أوجه التشابه العامة.
كيف يتم عمل هذه التصنيفات؟
يجمع الباحثون في هذا المجال أسعار مختلف العناصر والخدمات في مئات المدن، والتي تشكل (سلة البضائع).
قد يشمل ذلك محلات البقالة، وصالونات الشعر، وتذاكر السينما، والملابس، والأجهزة الإلكترونية، والأثاث.
بعض هذه المعايير، وليس كلها، تشمل أيضاً تكاليف الاستئجار أو ثمن السيارة (لهذا السبب تظهر سنغافورة بشكل متكرر في هذه القوائم، لأن امتلاك السيارات يكلّف ثمناً باهظاً)، بحسب الموقع الإسباني.
هناك كذلك عوامل أخرى ذات تأثير هام، مثل أسعار الصرف والضرائب.
بعد ذلك، ومن أجل مقارنة سلال البضائع بين بلد وآخر، تستخدم الشركات الاستشارية مقياساً موحَّداً؛ على سبيل المثال، يحوِّل تصنيف EIU جميع العملات إلى دولارات أمريكية ويقارن كل سلة بمدينة نيويورك. وما يحدد مكان السلة في القائمة هو مقدار رخصها أو غلائها.
يقول روبرت وود، كبير الاقتصاديين في EIU: "إنها أداة للشركات الأجنبية التي توظِّف مغتربين في أماكن مختلفة"، وتابع: "هذه الأداة لمساعدتهم فيما يتعلق بمرتبات العمالة المغتربة".
وبعبارة أخرى، تشمل التصنيفات أغلى المدن في العالم، ولكن بالنسبة لمجموعة معينة من الأشخاص.
بالنسبة إلى الشركات العالمية وموظفيها المغتربين، تمثل هذه القوائم أهمية كبيرة؛ إذ إن أحد الأهداف الرئيسية هو إعطاؤهم فكرة عن المبالغ التي سينفقونها، والرواتب التي يجب أن تدفعها الشركات، وفقاً لنوع نمط الحياة وعادات الاستهلاك التي سيخضعون لها في البلد الجديد.
هكذا يتم حساب التصنيف!
يقول فينس كوردوفا، الاستشاري في شركة Mercer: "لا يتعلق الأمر بمستوى السكان، بل بطبقة من المديرين التنفيذيين والمهنيين الدوليين".
وتابع: "هؤلاء الوافدون لا يشترون بالضرورة بسعر المواطن المحلي، فهم يذهبون إلى المتاجر التي يتسوق فيها المغتربون عادة"، بحسب الموقع الإسباني.
ويقول كوردوفا إن العنصر الرئيسي هو أن الأسعار في هذه القوائم تخص منتجات معينة من نوعية معينة، موجهة إلى أشخاص معينين يأتون من سوق آخر وبلد آخر.
إنه يتعلق بالمغتربين، الذين وفقاً للخبير "سيسعون لمحاكاة نمط إنفاق معين".
لذا، إذا لم تكن مغترباً براتب موظف دولي، كيف يمكنك تحديد تكاليف مدينة ما بالنسبة لك؟
لسوء الحظ، فإن أفضل 10 تصنيفات لا تنطبق على هذه الحالة.
عليك فقط أن تسأل نفسك: لماذا تريد أن تعيش هناك؟ ما الذي تنوي القيام به؟ ما نوع الحياة التي تريد أن تعيشها؟
كل هذه العوامل ستحدد مدى تكلفة تجربة الحياة في هذه المدينة بالنسبة لك.
يقول لورنس وايت، أستاذ الاقتصاد بجامعة نيويورك: "ليست هناك إجابة سهلة".
ويضيف: "عليك أن تتقصَّى بنفسك: أين تريد أن تعيش في تلك المدينة؟ ما مدى أهمية أن تكون قريباً من المواصلات العامة؟ هل هناك ضريبة مبيعات؟ هل يتم فرض ضريبة على الطعام؟ هل عليك أن تدفع ضرائب على الملابس؟".
استخدم طريقتك الخاصة
استخدم طريقتك الخاصة المتوافقة مع وضعك الشخصي، وليس على مجموعة خاصة من الأشخاص.
يقول وود: "انظر إلى ما يحدث مع عملتك في بلدك، ما إذا كانت بعض الأسعار ترتفع بشكل أسرع من غيرها، وماذا يقول هذا عن عادات المستهلكين"، بحسب الموقع الإسباني.
ويشير الخبير إلى أشياء مثل الانتقال والطعام، وإمكانية مقارنة تلك الأسعار بقيمتها في في بلدك.
الحقيقة هي أنه إذا كنت تريد أن تعيش في مدينة، أو مدينة كبيرة، فسيتعين عليك دفع ثمنها، بغضّ النظر عما إذا كنت مغترباً محترفاً أم لا.
من ناحية أخرى، كل وسائل الراحة والاتصالات التي توفرها المدن، هي ما ستدفع ثمنه، بغضّ النظر عن موقع المدينة في القائمة.