أعلنت الصين، اليوم الإثنين 13 مايو/أيار 2019، أنها تعتزم فرض رسوم على بضائع أمريكية بقيمة 60 مليار دولار، تدخل حيز التنفيذ اعتباراً من مطلع يونيو/حزيران المقبل.
وجاء ذلك في بيان صادر عن الحكومة الصينية، عقب تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكين من الرد على قرار واشنطن الأخير زيادة الرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار.
وقالت الحكومة الصينية في بيان، إن الرسوم الجديدة ستتراوح نسبتها بين 5 – 25 بالمائة، وستشمل قرابة 5140 منتجاً أمريكياً، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
من جانبها، قالت وكالة رويترز إن الصين ستفرض رسوماً إضافية نسبتها 25% على الغاز المسال المستورد من أمريكا مقارنة مع 10% حالياً.
ويأتي القرار الصيني رداً على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي حذر بكين من الرد على زيادة الرسوم الجمركية، قائلاً إن الصين "ستتضرر بشدة إذا لم تبرم اتفاقاً".
وكتب ترامب على تويتر قائلاً "لا يوجد ما يبرر أن يدفع المستهلكون الأمريكيون مقابل الرسوم، التي تدخل حيز التنفيذ على الصين اليوم. على الصين ألا ترد – لن يزداد الوضع إلا سوءاً!"، مضيفاً أن من الممكن تفادي الرسوم إذا نقل المصنعون الإنتاج من الصين إلى دول أخرى.
وأضاف ترامب في تغريداته اليوم مخاطباً الأمريكيين: "يمكن تجنب الرسوم الجمركية تماماً إذا ما اشتريتم من دول معفية من الرسوم، أو من داخل الولايات المتحدة (وهذا أفضل)، وبذلك تحصلون على رسوم صفر".
ورفع ترامب رسوماً جمركية من عشرة إلى 25 بالمئة على واردات صينية الأسبوع الماضي، كما أصدر أمراً للممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر بالإعداد لفرض رسوم على سلع صينية إضافية بقيمة 300 مليار دولار، وهو ما سيشمل فعلياً جميع الواردات الصينية برسوم جمركية.
مفاوضات متعثرة
ويتعارض نفي الرئيس بأن المستهلكين الأمريكيين سيتأثرون بزيادة الرسوم مع تصريحات أدلى بها مستشاره الاقتصادي، حيث قال لاري كودلو مدير المجلس الاقتصادي القومي في مقابلة أمس الأحد، إن "الطرفين" سيعانيان على الأرجح في ظل تزايد التوترات التجارية مع الصين.
وواصل ترامب اتهام الصين بالتنصل من اتفاق تجاري يتفاوض بشأنه البلدان، وهدد بكين بمصاعب تجارية إذا استمرت الحرب التجارية، وقال إن الشركات ستغادر الصين بشكل جماعي.
وتابع: "قلت بصراحة للرئيس شي ولجميع أصدقائي الكثيرين في الصين إن الصين ستتضرر بشدة إذا لم تبرم اتفاقاً لأن الشركات ستضطر لمغادرة الصين إلى دول أخرى. سيكون الشراء في الصين باهظ التكلفة للغاية. وصلتم إلى اتفاق رائع، شبه مكتمل، وتراجعتم!".
وانتهت يوم الجمعة الفائت، جولة جديدة من المفاوضات التجارية بين بكين وواشنطن، استضافتها الأخيرة، دون الإعلان عن التوصل لأي تقدم فيها.
وفي ظل هذه الحرب التجارية المعلنة بين الولايات المتحدة والصين بسبب تبادل رفع الرسوم الجمركية على الواردات من الجانبين، هوت العلاقات بينهما إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، حسب وكالة أنباء أسوشيتد برس.
واعتبرت الوكالة أنه بالرغم من أن بعض التوترات شابت العلاقات بين البلدين خلال العقود الماضية، إلا أن حرب الرسوم الجمركية هي الأكثر شراسة منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
ومنذ يونيو/حزيران 2018، تبادل البلدان فرض الرسوم على سلع بمليارات الدولارات؛ مما ألقى بتأثيرات سلبية على أسواق العالم، وعطل سلاسل إمدادات المصانع وقلص صادرات المزارع الأمريكية، قبل التوصل إلى هدنة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.