دعا مجلس الأمن الدولي، الجمعة 10 مايو/أيار 2019، الأطراف الليبية إلى "الإسراع" بالعودة إلى الوساطة الأممية، والتزام وقف إطلاق النار وإيقاف هجوم طرابلس الذي أطلقه اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
جاء ذلك في تصريحات إعلامية أدلى بها رئيس المجلس السفير الإندونيسي ديان تريانسيا دجاني، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس للشهر الجاري (مايو/أيار 2019).
كما تأتي التصريحات، عقب انتهاء جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن لمناقشة الوضع في العاصمة الليبية طرابلس.
مطالب أممية بوقف الهجوم على طرابلس
وقال تريانسيا دجاني: "طلب مني ممثلو الدول الأعضاء أن أقرأ عليكم بعض العناصر الصحفية، حيث أعرب أعضاء المجلس عن قلقهم العميق من الوضع في طرابلس، وتدهور الأوضاع الإنسانية فيها".
وأضاف: "أكد المجلس أن إحلال السلام لن يتأتَّى إلا من خلال حل سياسي، وأعرب أعضاء المجلس عن دعمهم جهود المبعوث الخاص إلى ليبيا (غسان سلامة)، وأيضاً جهود البعثة الأممية في هذا البلد، وذلك من أجل منع التصعيد".
وتابع: "يدعو مجلس الأمن جميع الأطراف إلى الإسراع بالعودة إلى الوساطة الأممية، والتزام وقف إطلاق النار، ومنع التصعيد، لإنجاح الوساطة".
وتشهد طرابلس، منذ 4 أبريل/نيسان 2019، هجوماً أطلقه اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود الجيش بالشرق، في خطوة أثارت رفضاً واستنكاراً دوليَّين.
وتعاني ليبيا منذ 2011، صراعاً على الشرعية والسُّلطة، يتركز حالياً بين حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، وحفتر الذي يقود الجيش في الشرق.
وحكومة الوفاق تناشد ترامب وقف الدعم الأجنبي لحفتر
نددت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، الجمعة، بخصمها خليفة حفتر، ووصفته بأنه "ديكتاتور عسكري له مطامح"، وحثت الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على وقف الدعم الأجنبي لهجوم حفتر على العاصمة طرابلس، المستمر منذ شهر.
وقال فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية ومقرها في طرابلس، إن داعمي حفتر من حلفاء الولايات المتحدة يحوّلون ليبيا إلى ساحة حرب بالوكالة، ويخاطرون بحرب لها تداعيات عالمية وبموجة جديدة من الهجرة الجماعية إلى أوروبا.
وقال السراج في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن مئات الليبيين قُتلوا وأُجبر أكثر من 40 ألفاً على ترك منازلهم، وإن "مئات الآلاف" قد يفرون إلى أوروبا.
وكتب السراج: "حكومة الوفاق الوطني تقاتل ديكتاتوراً عسكرياً له مطامح (خليفة حفتر)، تتلقى حكومته المنافسة المال والسلاح من لاعبين أجانب يتطلعون إلى تحقيق مصالح شخصية ضيقة على حساب ليبيا".
وأضاف: "وللحيلولة دون حرب أهلية دموية لها تداعيات عالمية، تحتاج ليبيا مساعدة الولايات المتحدة في منع دول أخرى من التدخل في شؤونها".
واستطرد يقول: "ما زال يحدوني الأمل في أن الرئيس ترامب سينجح فيما أخفق فيه رؤساء سابقون… الليبيون لن يقبلوا بديكتاتورية عسكرية أخرى على غرار القذافي".
خاصةً مصر والإمارات أكبر الداعمين للواء المتقاعد
وأطلق السراج مناشدته بعد يوم من مطالبة حكومة "الوفاق" 40 شركة أجنبية، بينها "توتال" الفرنسية للنفط، بتجديد تراخيص عملها أو وقف عملياتها، في خطوة تهدف إلى الضغط الاقتصادي على أوروبا لوقف هجوم حفتر.
وفي الوقت الذي تحظى فيه قوات السراج بدعم الأمم المتحدة، فإن حفتر يحظى بدعم حليفتين للولايات المتحدة: مصر والإمارات العربية المتحدة، اللتين ساعدتا في تدريب جنوده.
ودعمت فرنسا حفتر باعتبار ذلك وسيلة لمحاربة المتشددين في بلد يعيش حالة من الفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.
وتنفي حكومة الوفاق الوطني اتهامات حفتر لها بصلتها بالإرهاب، وتقول إن حلفاءها، وليس حفتر، هم الذين طردوا تنظيم "الدولة الإسلامية" من مدينة سرت الساحلية المطلة على البحر المتوسط في عام 2016. لكن من غير الواضح إلى أي مدى ستلقى مناشدة السراج آذاناً صاغية في واشنطن.
ومشيراً إلى تفهُّمه بواعث الهجوم الذي شنه حفتر، اتصل ترامب في أبريل/نيسان 2019، بقائد الجيش الوطني الليبي، وناقشا "الجهود الحالية لمحاربة الإرهاب، والحاجة إلى تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا"، حسبما ذكر البيت الأبيض.