شكَّل خبر استيقاظ سيدة إماراتية من الغيبوبة بعد 27 عاماً حدثاً طبياً غير عادي. لكن الأم الإماراتية ليست وحدها التي انتصرت على الغيبوبة، بل هناك حالات مشابهة، وإن اختلفت مدتها بحسب الأسباب والظروف.
وتعتمد سرعة خروج الشخص من الغيبوبة على السبب الذي أدى إليها، وعلى شدة الأضرار التي لحقت بالمخ. فإذا كان السبب مشكلة في التمثيل الغذائي مثل مرض السكري، يمكن أن يعالجه الأطباء بالدواء، ومن المرجح خروج المريض من الغيبوبة بسرعة نسبية.
كما أن الكثير من المرضى الذين يتناولون جرعة زائدة من المخدرات أو الكحول يمكنهم أيضاً الشفاء بمجرد خروج المواد من أجسامهم.
إلا أن علاج إصابات الدماغ أو الأورام قد يكون من أكثر الحالات صعوبة، وقد يؤدي إلى غيبوبة أطول أو لا رجعة فيها.
في تقريرنا هذا سنتحدث عن أنواع الغيبوبة، وما الحالات التي يستفيق منها المرضى في حال الدخول بها؟
معظم أنواع الغيبوبة لا تدوم أكثر من أسبوعين إلى 4 أسابيع، وعادة ما يكون الشفاء تدريجياً، حيث يصبح المرضى أكثر وعياً بمرور الوقت.
قد يكونون مستيقظين ومتيقّظين لبضع دقائق فقط في اليوم الأول، لكنهم عادةً ما يظلون مستيقظين لفترات أطول وأطول.
وتشير الأبحاث إلى أن ناتج مريض غيبوبة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنتيجة غلاسكو كوما.
غالبية الناس (87%) من الذين يسجلون ثلاثة أو أربعة على مقياس خلال الـ24 ساعة الأولى من الغيبوبة، من المرجح أن يموتوا أو يعيشوا في حالة تسمى الخضرية الدائمة.
على الطرف الآخر من المقياس، من المرجح وبحسب الأبحاث، أن يتعافى حوالي 87% ممن سجلوا نتيجة ما بين 11 و15.
أم إماراتية تتعافى من غيبوبة عمرها 27 عاماً
وقد نشرت وسائل إعلام عالمية، خبر استيقاظ امرأة من الإمارات من غيبوبة، في أبريل/نيسان 2019، بعد 27 عاماً من تعرّضها لإصابة خطيرة في الدماغ، في حادث سيارة وقع عام 1991.
وسائل الإعلام المحلية ذكرت أن الأطباء اعتقدوا أن منيرة عبدالله لن تتمكن أبداً من فتح عينيها مرة أخرى، بعد أن اصطدمت بسيارة كانت تقلها بحافلة مدرسية قبل حوالي ثلاثة عقود.
وقال التقرير إن السيدة منيرة عبدالله كانت تحمي ابنها البالغ من العمر أربع سنوات من خلال احتضانه قبل الاصطدام بالحافلة. ويبلغ ابنها عمر، الآن، 32 عاماً، وتسبب الحادث له بجروح طفيفة وإصابات في رأسه.
ويقول عمر إن والدته تُركت في انتظار سيارة إسعاف لساعات بعد وقوع الحادث، ولم تكن تستجيب عندما نُقلت إلى المستشفى.
وقضت السيدة منيرة عبدالله سنوات في التنقل في المستشفيات، أولاً في لندن، ثم في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة بسبب قيود التأمين.
وأخيراً عولجت عبدالله في عيادة شوين في باد أيبلينج في ألمانيا، على بُعد حوالي 50 كم جنوب شرق ميونيخ، حتى الأسبوع الذي استيقظت فيه، وذلك بعد أن منح ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد منحة طبية لأسرتها.
تيري واليس.. 19 عاماً من الغيبوبة
كما عانى تيري واليس، وهو ضحية أخرى بحادث سيارة، من إصابات في الدماغ تسببت له بغيبوبة قياسية.
ففي عام 1984، أَلقت شاحنة بيك آب "واليس" قبالة جسر صغير في ستون كاونتي، مما أسفر عن مقتل راكب آخر.
وتسببت الحادثة في إصابة واليس بالشلل، لكن من المثير للدهشة أنه كان لا يزال حياً لدى وصوله إلى مستشفى محلي.
بعد بضعة أشهر، استقرت غيبوبته لتصبح "حالة واعية بالحد الأدنى"، لكن لم يكن هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن واليس سيبقى على قيد الحياة ويستعيد وعيه.
بدت تلك الاحتمالات أكثر إشراقاً مع مرور كل عام.
تُركت زوجة تيري، وابنتها المولودة حديثاً للتساؤل عما إذا كانوا سيرون تيري حياً مرة أخرى.
حتى تم الرد على أسئلتهم في 11 يونيو/حزيران 2003، حيث استيقظ تيري بشكل لا يصدق من غيبوبة استمرت 19 عاماً مما جعله ينجو من أطول غيبوبة مسجلة في ذلك الوقت.
يان غرزبيسكي.. 19 عاماً من الغيبوبة
كان الناجي الثاني من غيبوبة استمرت 19 عاماً رجلاً بولندياً يُدعى يان غرزبسكي.
إذ عانى عامل السكك الحديدية عندما كان يبلغ 46 عاماً من العمر، من غيبوبة في عام 1988، فيما كان يُعتقد في البداية أنه حادث في مكان العمل، ولكنها نُسبت فيما بعد إلى ورم في المخ طوله 5 سنتيمترات.
وتمكن يان غرزبسكي من البقاء على قيد الحياة من الورم، وخرج في النهاية من غيبوبته في عام 2006.
وفي مقابلة بعد استيقاظه، اعترف يان أنه تفاجأ بوفرة الأطعمة في المتاجر المحلية، والهواتف المحمولة، وسقوط الشيوعية.
ولسوء حظه، توفي يان بعد عامين من الاستيقاظ من غيبوبته، وكان سبب الوفاة نوبة قلبية يعتقد أن لها علاقة بالغيبوبة.
مارتن بيستيريوس.. 12 عاماً من الخضرية الدائمة
في أواخر الثمانينات، عندما كان عمره 12 عاماً، سقط مارتن بيستيريوس في غيبوبة، حيث بقي في حالة الخضرية الدائمة لمدة 12 عاماً.
لم يكن الأطباء في جنوب إفريقيا متأكدين من سبب مرضه، لكنهم يشكون في أنه التهاب السحايا بالمكورات العقدية.
ازدادت حالته سوءاً، وفي النهاية فقد كل القدرة على الحركة والتحدث والاتصال بالعين مع عائلته.
قال الأطباء إنه سيموت، لكن عائلته شرعت في عمل روتيني، حيث يستيقظ والده كل صباح في الساعة 5 صباحاً، ويلبس مارتن وينقله إلى مركز الرعاية، وفي نهاية اليوم يحممه ويطعمه العشاء، ثم يضعه في الفراش.
كما ضبط والداه منبهاً كل ساعتين لتحريك جسم مارتن، حتى لا يصاب بالتهاب في الفراش، واستمرت حياتهم على هذه الحال لمدة 12 عاماً.
اليوم، مارتن قادر على التحدث مرة أخرى، يستخدم الكمبيوتر للتحدث وهو متنقل على كرسي متحرك حيث استعاد وعيه بالكامل.
أياندا نكينانا.. 7 سنوات من الغيبوبة
قصة الناجي من غيبوبة أياندا نكينانا فريدة حقاً؛ حيث استمرت غيبوبته 7 سنوات، من عام 2005 حتى عام 2012.
وكما هو الحال مع العديد من الغيبوبات الأخرى، كان سبب دخول أياندا بغيبوبة حادث سيارة.
وعلى عكس الحالات الأخرى للشفاء أو الاستيقاظ من الغيبوبة، فإن حبوب منوم تدعى ستيلنوكس -وبناءً على بحث الهواة الذي أجرته زوجة أياندا- كانت السبب في علاجه.
وافق الأطباء على علاج أياندا باستخدام ستيلنوكس، وبعد 5 أيام من العلاج، انتهت غيبوبة أياندا التي دامت 7 سنوات بطريقة غير متوقعة.