استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الخميس 9 مايو/أيار 2019، اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في لقاء يعتبر الثاني من نوعه منذ إطلاق الأخير هجوماً على العاصمة طرابلس قبل أكثر من شهر.
ويأتي تحرُّك خليفة حفتر صوب المشرق في الوقت الذي توجه فيه رئيس حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، فايز السراج، إلى الغرب حيث التقى زعماء إيطاليا وألمانيا وفرنسا، الذين عبروا عن دعمهم لحكومة طرابلس في مواجهة هجوم قائد قوات الشرق الليبي.
خليفة حفتر في مصر للقاء السيسي
وقال بيان للرئاسة المصرية إن "السيسي استقبل حفتر في العاصمة القاهرة، بحضور رئيس المخابرات العامة عباس كامل".
ونقل البيان عن السيسي تأكيده "دعم مصر لجهود مكافحة الإرهاب، لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، وكذلك دور المؤسسة العسكرية الليبية لاستعادة مقومات الشرعية".
من جانبه، أطلع خليفة حفتر الرئيس عبدالفتاح السيسي على مستجدات الأوضاع الليبية، مشيداً بـ "دور مصر في دعم الشعب الليبي على المستويات كافة". ولم توضح الرئاسة المصرية موعد وصول حفتر أو مدة الزيارة المفاجئة.
وفي 14 أبريل/نيسان 2019، التقى السيسي، حفتر في القاهرة، وبحثا تطورات الأوضاع في ليبيا.
بعد أن عبرت فرنسا عن دعمها حكومة "الوفاق"
ذكر بيان للإليزيه أن ماكرون أكد خلال لقائه مع فايز السراج، دعم فرنسا لحكومة "الوفاق".
وقال ماكرون، الأربعاء 8 مايو/أيار 2019، إن الخيار العسكري ليس حلاً للصراع، داعياً إلى وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة، ووقف الهجوم على طرابلس.
كما تطرق فايز السراج وإيمانويل ماكرون إلى أهمية توسيع وتعميق الحوار مع جميع المكونات في المناطق الشرقية والجنوبية والغربية من ليبيا، وضمن ذلك منظمات المجتمع المدني.
وشدد ماكرون، خلال اللقاء، على عدم إمكانية إيجاد حل في ليبيا من خلال الوسائل العسكرية، وضرورة ضمان وقف إطلاق النار، وحماية السكان المدنيين دون قيد أو شروط.
وجدد ماكرون دعم بلاده لجهود الوساطة التي يجريها غسان سلامة، الممثل الخاص للأمم المتحدة لدى ليبيا.
لا أمل في تسوية سياسية للأزمة الليبية
قال فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق" الليبية المعترف بها دولياً، إن الهجوم العسكري لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس "قضى على أي أمل في تسوية سياسية".
جاء ذلك في مقابلة مع قناة "فرانس 24"، الأربعاء 8 مايو/أيار 2019، عقب لقاء السراج مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، ضمن جولة إلى عواصم أوروبية لحشد دعم دولي ضد الهجوم على طرابلس.
وقال السراج إن "حفتر قضى على أي أمل في تسوية سياسية للأزمة في ليبيا". ودعا فرنسا إلى اتخاذ "موقف سياسي واضح" تجاه الوضع بليبيا.
وفي وقت سابق، ذكر بيان للسراج أن الأخير قال لغسان سلامة، الممثل الخاص للأمم المتحدة لدى ليبيا، إن حكومة "الوفاق" عازمة على دحر "العدوان" على العاصمة طرابلس، و "لا حديث عن وقف إطلاق النار قبل انسحاب القوات المعتدية وعودتها من حيث أتت".
ومنذ 4 أبريل/نيسان 2019، تشن قوات حفتر هجوماً للسيطرة على طرابلس، في خطوة أثارت رفضاً واستنكاراً دوليَّين، لكونها وجهت ضربة لجهود الأمم المتحدة لمعالجة النزاع في البلد الغني بالنفط.