حداد الصائمين.. عائلات فلسطينية تستقبل شهر رمضان بتوديع ضحاياها

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/09 الساعة 13:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/09 الساعة 13:23 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية عن الحداد/istock

خيَّم التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، الذي تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا الفلسطينيين، على قدوم شهر رمضان، الذي تزامن مع الحرب، التي وقفت بسبب وساطة قطرية ومصرية بين فصائل المقاومة وإسرائيل.

وبحسب موقع Middle East Eye البريطاني، مثل العديد من العائلات الأخرى في قطاع غزة، كانت عائلات المدهون وأبو الجديان والغزالي تأمل في أن تكون آمنة في منازلها.

الحرب على غزة تدمر الحلم

وقف إطلاق النار في غزة الفصائل الفلسطينية
جانب من الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي لغزة/ رويترز

لكنَّ هذا الأمل تحطَّم في نهاية الأسبوع الماضي، حين سقطت مجموعة من القنابل الإسرائيلية على الفلسطينيين في جميع أنحاء القطاع الساحلي المحاصر.

وقالت سهام حسونة (56 عاماً): "يوم الجمعة، اتصلت بي (إيمان ابنتي) عبر الهاتف، ودعتني إلى تناول الإفطار معها هي وزوجها وابنتهما الصغيرة ماريا، في اليوم الأول من رمضان… لكنَّها ماتت، وأنا فقدت كل شيء"، بحسب الموقع البريطاني.

إذ قُتِلَت إيمان (30 عاماً) وابنتها ماريا البالغة من العمر أربعة أشهر وزوجها أحمد الغزالي (31 عاماً) يوم الأحد الماضي 5 مايو/أيار، في شقتهم ببلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.

وهم من بين 31 فلسطينياً على الأقل، من بينهم سيدتان حبليان، قُتلوا في غارات جوية إسرائيلية على القطاع في نهاية الأسبوع.

وقالت سهام إنَّ ابنتها اشترت بالفعل ملابس لابنتها الرضيعة من أجل الاحتفال بعيد الفطر.

لكنَّ الطفلة البالغة من العمر أربعة أشهر لن تحظى بفرصة ارتدائها.  

وقالت سهام: "مَن سيرتدي الملابس الجميلة الآن؟ لا أحد، فاللهم أحرق قلوب أولئك الذين يحرقون قلوبنا".

دمارٌ منتشر

بدأ العنف يوم الجمعة حين تبادل الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي المسلحة النيران، بعد أن قتل الأول أربعة فلسطينيين في غزة.

صور لمباني سكنية مهدمة بعد القصف الإسرائيلي على غزة/الأناضول

وعلى مرِّ اليومين التاليين، أُطلِقَت مئات الصواريخ على إسرائيل من غزة، بينما قصف الجيش الإسرائيلي القطاع المُحاصَر بغاراتٍ جوية ومدفعية.

وقد أسفرت الصواريخ المنطلقة من غزة عن مقتل أربعة إسرائيليين.

وبينما كان العنف على وشك التفاقم والتحوُّل إلى حربٍ شاملة، جرى التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار في وقتٍ مبكر من يوم أمس الإثنين 6 مايو/أيار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

ويقول الفلسطينيون في جميع أنحاء غزة إنهم تُرِكوا، مرةُ أخرى، يحاولون إعادة الوضع إلى طبيعته بعد تدهوره.

ووفقاً لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية في غزة، تعرَّضت 130 شقة على الأقل لتدميرٍ كامل، بينما أصيبت 700 شقة أخرى بأضرار جزئية في الهجوم القاتل.

وذكر سالم الهندي، وهو أب لأربعة أطفال، لموقع Middle East Eye، أنَّ شقته دُمِّرت، مما جعله بلا مأوى. وقال: "فقدان المنزل يشبه فقدان الروح".

وقال الهندي إنه يواجه التحدي الصعب المتمثل في إيجاد مكان يعيش فيه هو وأسرته، مضيفاً أنَّهم يُقيمون في الوقت الحالي مع بعض أقربائه.

وأضاف: "أنا عاطل عن العمل، وليست لديّ أموال لاستئجار منزل جديد مريح… ما زلت أعيش مع أقربائي، لكن إلى متى؟ سيطلبون مني المغادرة قريباً. وحتى لو لم يطلبوا يجب أن أغادر لأنني أجلس مع جميع أفراد عائلتي في غرفةٍ واحدة".

عائلاتٌ في حداد

مثل عائلة الغزالي والعديد من العائلات الأخرى في غزة، تقضي عائلة هاني أبو شعر الأيام الأولى من رمضان في حالة حداد، بحسب الموقع البريطاني.

إذ قُتل الشاب البالغ من العمر 37 عاماً حين أصاب صاروخٌ جوي إسرائيلي منزل أسرته في رفح جنوب قطاع غزة.

وقبل موت هاني أبو شعر، طلب من زوجته، ابتسام، تحضير الملوخية لتناولها على الإفطار في اليوم الأول من رمضان.

كواليس وقف إطلاق النار في غزة
مقاتلات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة، فيما أطلقت الفصائل الفلسطينية عشرات الصواريخ باتجاه المستوطنات/رويترز

وقالت ابتسام (33 عاماً): "ذهب إلى التسوق عصر يوم السبت، لقد اشترى كل ما نحتاج إليه من أجل شهر رمضان. وفي تلك الليلة جلسنا وقضينا وقتاً سعيداً معاً من دون أطفالنا، لكنَّه مات في اليوم التالي".

وذكرت أنَّها لا تستطيع أن تتخيل كيف سيكون رمضان من دون زوجها.

وقالت إنه عادةً ما كان يوقظها هي وشقيقاته الثلاث لتناول السحور كل يوم في الشهر الكريم.

وأضافت: "لكن الآن، صرنا وحدنا، فمن سيحل محله؟".

تحميل المزيد