بدأ اليوم آلاف السائقين العاملين بشركة أوبر العالمية إضراباً عن العمل حول العالم، شمل أكثر من 12 ولاية أمريكية ومدناً أخرى في أوروبا وأستراليا، وذلك قبل يومين فقط من طرح أسهم الشركة العملاقة في بورصة وول ستريت. وخطوة الإضراب نفسها قام بها أكثر من 1300 من سائقي الشركة بمصر في فبراير/شباط 2019 الماضي، فما هي الأسباب؟ وما هي القصة؟
ما هي أسباب الإضراب؟
يريد السائقون رفع الحد الأدنى لما يحصلون عليه من نسبة لكل توصيلة، والنسبة الحالية في حدود 30% للسائق والبقية لـ "أوبر"، ولم يتم اختيار التوقيت اعتباطاً، حيث أراد السائقون توصيل رسالة إلى الإدارة العليا في الشركة، مفادها أنهم غير سعداء بالمرَّة، بحسب تقرير لموقع فوكس الأمريكي.
قامت شركة أوبر بتقليل متوسط أسعار الرحلات في المدن الكبرى بأمريكا وحول العالم، من أجل زيادة رأس مالها قبل طرح أسهمها في البورصة؛ وهو ما أدى إلى إغضاب السائقين الذين يرون أن دخلهم لا يكفي لتوفير حد أدنى من المعيشة الكريمة لأُسرهم، وقد زاد الاحتقان لدى السائقين من جراء حقيقة أن المستثمرين في أوبر من المتوقع حصول كل منهم على ملايين الدولارات، بل مليارات لحساب البعض من جراء الطرح في البورصة، على حساب من يقومون بالعمل وهُم السائقون.
وقد عبَّر عن ذلك كريم بيومي، وهو سائق يعمل بـ "أوبر" بلوس أنجلوس، في فيديو نشره على تويتر، قال فيه: "هذا ليس عدلاً، ولا بد من حدوث تغيير ما، وإلا فما الهدف من المرونة لو أنك تعمل ساعات أطول دون أجر كافٍ أو حافز إضافي؟".
دعوة عبر وسائل التواصل
فكرة الإضراب بدأت كدعوة على وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما انتشرت في مدن أمريكية كثيرة، منها أتلانتا وفيلادلفيا ومينابولس وسان فرانسيسكو وواشنطن ودايتون وأوهايو، وامتدت إلى خارج الولايات المتحدة، ليشارك فيها سائقو أوبر حول العالم، حيث انضم إلى الإضراب مجموعات من السائقين في كينيا ونيجريا وشيلي وكوستاريكا والمملكة المتحدة وسيدني.
وتتباين مطالب السائقين من دولة إلى أخرى، لكن هناك مطالب مشتركة، أهمها وضع سقف لنسبة الشركة، التي تتباين من دولة إلى أخرى، وإن كان متوسطها 33%.
السائقون في الولايات المتحدة يريدون من الشركة أن تلغي التخفيضات الأخيرة، كي يضمن السائق ما بين 15 و20 دولاراً في الساعة كصافي دخل عن ساعات العمل، حيث إن صافي الدخل الحالي يتراوح بين 10 و12 دولاراً للساعة.
إضراب سائقي أوبر في مصر
سائقو أوبر وكريم في مصر كانوا سبّاقين بفكرة الإضراب، حيث نادوا بها وطبقوها في 20 فبراير/شباط 2019، وكانت مطالبهم تدور في 6 محاور.
كان أكثر من 1300 سائق لدى أوبر وكريم في مصر قد أعلنوا إضراباً مؤقتاً عن العمل خلال الفترة من 20 إلى 24 فبراير/شباط 2019.
وتمثلت مطالبهم في تثبيت الحد الأدنى للرحلة عند مستوى 10 جنيهات، بجانب خفض نسبة عمولة الشركة من الرحلات المنفذة إلى 15% بدلاً من النسبة الحالية التي تتراوح بين 20% و35%.
كذلك إضافة صورة العميل ورقم بطاقته الشخصية إلى حسابه الخاص على المنصة، فضلاً عن إلغاء استخدام العروض المجانية "البروموكود" في طلب الرحلات، مع السماح للسائقين برفض 5 رحلات يومياً على الأقل دون التأثير على التقييم، مع إتاحة حق الرد للسائقين قبل إغلاق حساباتهم على النظام مع تكرار الشكوى والاستماع لآرائهم، علاوة على محاسبة العميل بتعريفة أعلى من المعتادة في المناطق الوعرة وغير الممهدة، وأخيراً معرفة وجهة العميل المقصودة قبل المغادرة.