قال فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً، إن الهجوم العسكري لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس "قضى على أي أمل في تسوية سياسية".
جاء ذلك في مقابلة مع قناة "فرانس 24″، الأربعاء 8 مايو/أيار 2019، عقب لقاء السراج بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، ضمن جولة إلى عواصم أوروبية لحشد دعم دولي ضد الهجوم على طرابلس.
لا تسوية سياسية للأزمة الليبية بعد هجوم طرابلس
وقال السراج إن "حفتر قضى على أي أمل في تسوية سياسية للأزمة في ليبيا". ودعا فرنسا إلى اتخاذ "موقف سياسي واضح" تجاه الوضع في ليبيا.
وفي وقت سابق، ذكر بيان للسراج أن الأخير قال لغسان سلامة، الممثل الخاص لفرنسا لدى ليبيا، إن حكومة الوفاق عازمة على دحر "العدوان" على العاصمة طرابلس، و"لا حديث عن وقف إطلاق النار قبل انسحاب القوات المعتدية وعودتها من حيث أتت".
ومنذ 4 أبريل/نيسان الماضي، تشن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر هجوماً للسيطرة على طرابلس، في خطوة أثارت رفضاً واستنكاراً دوليين، كونها وجَّهت ضربة لجهود الأمم المتحدة لمعالجة النزاع في البلد الغني بالنفط.
وباريس تؤكد دعمها للوفاق وتطالب حفتر بالتوقف
ذكر بيان للإليزيه أن ماكرون أكد خلال لقائه فايز السراج دعم فرنسا لحكومة الوفاق.
وقال ماكرون إن الخيار العسكري ليس حلاً للصراع، داعياً إلى وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة، ووقف الهجوم على طرابلس.
كما تطرق فايز السراج وإمانويل ملاكرون إلى أهمية توسيع وتعميق الحوار مع جميع مكونات في المناطق الشرقية والجنوبية والغربية من ليبيا، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني.
وشدد ماكرون، خلال اللقاء، إلى عدم إمكانية إيجاد حل في ليبيا من خلال الوسائل العسكرية، وضرورة ضمان وقف إطلاق النار، وحماية السكان المدنيين دون قيد أو شروط.
وجدد ماكرون دعم بلاده لجهود الوساطة التي يجريها غسان سلامة، الممثل الخاص لفرنسا لدى ليبيا.
وتمكنت قوات حفتر من دخول أربع مدن رئيسية تمثل غلاف العاصمة (صبراتة، صرمان، غريان، وترهونة)، وتوغلت في الضواحي الجنوبية لطرابلس، لكنها تعرضت لعدة انتكاسات، وتراجعت في أكثر من محور، ولم تتمكن من اختراق الطوق العسكري حول وسط المدينة، الذي يضم المقرات السيادية.