أظهر تقرير سرّي أنّ خبراء أمميّين يحقّقون في ما إذا كانت الإمارات ضالعة عسكرياً في النزاع الدائر في ليبيا، حيث أُطلقت في أبريل/نيسان الماضي صواريخ من طائرات مسيّرة صينية الصنع يمتلك مثلها الجيش الإماراتي.
وبحسب التقرير الذي قالت وكالة الأنباء الفرنسية على موقعها الإلكتروني، أمس الإثنين 6 مايو/أيار 2019 إنها اطلعت عليه، فإنّ الصواريخ التي قصفتها الطائرات المسيّرة في الضاحية الجنوبية لطرابلس يومي 19 و20 أبريل/نيسان، هي صواريخ جو-أرض من طراز "بلو آرو" وذلك استناداً إلى شظايا درسها الخبراء الأمميّون.
وكانت مجلة The National Interest الأمريكية، ذكرت بداية الشهر الجاري، أن بقايا الصاروخ الصيني الصنع تشير إلى تصعيدٍ جديد تشهده سماء ليبيا، عنوانه حرب الطائرات بدون طيار.
ولا تمتلك هذا النوع من الصواريخ إلّا ثلاث دول، هي الصين، وكازاخستان، والإمارات العربية المتّحدة، وبحسب الوكالة، فإن هذه الصواريخ تطلقها حصراً طائرات بدون طيار تنتجها شركة وينغ لونغ الصينية.
ولفت التقرير إلى أنّ "مجموعة الخبراء تحقّق في الاستخدام المحتمل لمتغيّرات من طائرة وينغ لونغ المسيّرة من قبل الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده المشير خليفة حفتر، "أو من قبل طرف ثالث داعم للجيش الوطني الليبي".
وبحسب التقرير أيضاً، فإنّه "من شبه المؤكّد" أنّ هذه الصواريخ لم تحصل عليها ليبيا مباشرة من الشركة المصنّعة أو من الصين.
قاعدة جوية إماراتية
وتُعد الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية ومصر هي أهمّ الدول المؤيّدة لحفتر الذي يشنّ منذ 4 أبريل/نيسان هجوماً عسكرياً للسيطرة على طرابلس.
وأشارت مجلة The National Interest إلى أنه ضمن دعمها لحفتر، أقامت الإمارات قاعدة الخديم الجوية، وهي عبارة عن مطار قديم في منطقة المرج شرقي ليبيا، ونشرت في عام 2016 طائرات هجوم مأهولة من طراز Air Tractor وطائرات بدون طيار من طراز Wing Loong في القاعدة بهدف إمداد قوات حفتر بالغطاء الجوي.
وقال خبير الطيران أرنو ديلالاند: "شارك هذا الأسطول الصغير في غاراتٍ جوية ومهمات استطلاع دعماً لقوات الجيش الوطني الليبي التي تقاتل المجموعات الإسلامية في بنغازي، خصوصاً تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومجلس شورى ثوار بنغازي، وهي مجموعة لها صلات بتنظيم القاعدة".
وبينما ترفض أمريكا بيع الطائرات بدون طيار لكثير من الدول، تستغل الصين هذا الأمر، حيث تنتشر طائرات Wing Loong والطائرات الصينية الأخرى سريعاً. وستكون بكين سعيدة لبيع طائرات بدون طيار مسلحة إلى أي جهةٍ تقريباً، مُلبّيةً الطلب الذي ترفض الولايات المتحدة تلبيته على الطائرات الآلية.
إذ تمنع قوانين الصادرات الشركات الأمريكية مثل شركة General Atomics، التي تُصنِّع الطائرتين الأيقونيتين بدون طيار من طراز Predator وReaper، من البيع للكثير من الدول.
وأفادت مجلة الطيران Scramble بأنَّ السعوديين وحدهم طلبوا قرابة 330 طائرة من طراز Wing Loong بتكلفة أكثر من 10 مليارات دولار، وفقاً للمجلة الأمريكية.
وفي أبريل/نيسان 2018، أطلقت طائرة سعودية بدون طيار من طراز Wing Loong صاروخ LJ-7 لاغتيال صالح علي الصماد، رئيس مجلس الحوثيين في اليمن. وبعد عام في أبريل/نيسان 2019، أسقط الحوثيون بدورهم طائرة سعودية بدون طيار من طراز Wing Loong. وأفادت مجلة Scramble بأنَّ "الطائرة بدون طيار على الأرجح سقطت ضحية منظومة دفاع جوي محمولة على الكتف".
وكانت الإمارات قالت الخميس الفائت إنّ "الأولوية" في ليبيا هي "مواجهة الإرهاب"، مشيرة إلى أن "الميليشيات المتطرفة" تواصل سيطرتها على العاصمة طرابلس.
ومنذ بدأ حفتر هجومه على طرابلس، قُتل 432 شخصاً على الأقلّ وأصيب 2069 آخرون بجروح ونزح أكثر من 55 ألفاً من ديارهم، بحسب الأمم المتحدة.