تبدأ في تايلاند، السبت 4 مايو/أيار 2019، المراسم الرسمية لتتويج ملك جديد للبلاد، وتستمر حتى ثلاثة أيام، تُؤدِّي المياه المقدّسة دوراً في عملية التتويج، نرويها لكم في المادة.
تعد المراسم الرسمية مزيجاً من الطقوس الدينية البراهمية والبوذية، ويعد هذا التتويج هو الأول الذي يعاصره غالبية سكان تايلاند، ويتوقع أن يحضره آلاف السكان، بحسب النسخة الإسبانية لشبكة BBC.
ورث الملك ماها فاجيرالونغكورن (66 عاماً) العرش بعد وفاة بوميبول أدولياديج، والده، في عام 2016. ويُصبح الملك ديفاراجا (أي "ملك إله") ومدافعاً عن البوذية بعد تتويجه، وفقاً للتقاليد الملكية التايلاندية.
يقول تونغثونغ تشاندرانسو، الباحث في الثقافة التايلاندية والأستاذ بجامعة شولالونغكورن: "تُمكِّنُ هذه المناسبة المُهمة الشعب التايلاندي من إظهار تاريخه الطويل، وثقافته الغنية، وعلاقاته الوثيقة مع العائلة الملكية".
حكاية المياه المقدسة التي سيتم تتويج الملك فيها
استقر التايلانديون تاريخياً على ضفاف أنهارهم التي كانت تُوفِّر لهم الغذاء الأساسي، مثل الأرز والسمك، لذا فإن العديد من الاحتفالات والتقاليد في بلادهم تتعلَّق بالماء.
ويجمع المسؤولون المياه من أكثر من 100 موقع في جميع أنحاء البلاد بين الساعة 11:52 و 12:38، والتي تعتبر لحظة ذات دلالة خاصة في علم التنجيم التايلاندي، وذلك خلال الأسابيع التي تسبق التتويج.
وتُبارك المياه في طقوس بوذية داخل المعابد الكبرى، قبل أن تُخلط جميعاً في طقس تتويج آخر داخل وات سوثات، الذي يُعد واحداً من أقدم المعابد في بانكوك. وتُستخدم هذه المياه لاحقاً خلال اثنين من طقوس التطهير التي تُقام داخل القصر الكبير.
يُعَدُّ "الاغتسال" هو أول الطقوس، حيث تستخدم المياه المُقدسة "لتطهير" الملك، إذ يُسكب الماء على جسده وهو يرتدي رداءً أبيض اللون.
بعدها يبدأ الطقس الثاني لتتويج الملك، ويتعلق أيضاً في الماء
ويحين موعد الطقس الثاني أثناء تتويج الملك، إذ يرتدي ثيابه الملكية ويجلس على عرشٍ ثُماني الأضلاع ومصنوع من خشب شجرة التين.
ويصُب ثمانية أشخاصٍ الماء على يدي الملك، ومن بينهم الأميرة مها شاكري سيريندهورن، الشقيقة الصغرى للملك، وبرايوت تشان أوشا، رئيس الوزراء التايلاندي، إلى جانب الكهنة والباحثين في البلاط الملكي.
وأوضح الخبراء أنَّ استخدام المياه هو طقسٌ مأخوذٌ عن تقاليد الديانة البراهمية التي تعود إلى قرون.
ثم يُقدم الملك ليُلبس التاج الذهبي المرصع بالألماس
يتوجَّه الملك إلى عرش بهادرابيثا، بعد انتهائه من طقوس المياه، ويجلس تحت المظلة التي تتألَّف من تسعة مستويات، حيث يحصل على كافة مُتعلقات ورموز السلطة الملكية.
ويُعَدُّ "التاج" إضافةً حديثة إلى التقليد الملكي في تايلاند، رغم أنَّه أمرٌ شائع في الملكيات الأوروبية، بدأت في عهد راما الأول تحديداً عام 1782.
ويزن التاج الذهبي المرصّع بالماس 7.3 كيلو غرام للدلالة على ثقل مسؤوليات الملك، بحسب تونغثونغ.
ويُمثِّل "سيف النصر الملكي" الحكمة في إدارة البلاد. إذ تقول الأسطورة إنَّ هذا السيف قد عُثر عليه في قاع بحيرة تونل ساب في سيم ريب بكمبوديا، وأُهدِيَ للملك راما الأول. ويُقال أيضاً إنَّ سبعة صواعق برقية ضربت بانكوك في وقت واحد، بالتزامن مع وصول السيف إلى مدينة.
ويُصدر الملك فاجير الونغكورن، الذي يحمل ألقاب راما العاشر أو الملك العاشر من سلالة تشاكري، أول أمرٍ ملكي له بعد الانتهاء من مراسم التتويج وأداء اليمين.
وقال والده أثناء تتويجه عام 1950: "سأحكم بالعدل، من أجل مصلحة التايلانديين وسعادتهم".
أمور أخرى غريبة بعض الشيء تدخل في عملية التتويج مثل اليقطين الأخضر وبذور السمسم
يُقيم الملك حفلاً داخل القصر الكبير، يُوصف بأنَّه حفل التنصيب، إثر انتهاء مراسم التتويج.
وتُرافقه نساء العائلة الملكية في احتفالٍ خاص داخل مقر الإقامة في تشاكرابات بيمان.
وتجلب النساء قطة، وديكاً أبيض، وحجراً للطحن، وصينية يقطين أخضر، وصينية بذور الأرز، وصينية فول، وصينية بذور السمسم.
وترمز الحبوب إلى الوفرة والخصوبة في الزراعة التايلاندية، في حين تباينت تفسيرات وجود القطة. إذ يعتقد البعض أنَّ المالك الجديد للمنزل يجب أن يمتلك قطة لمُطاردة الفئران، ويعتقد آخرون أنَّ هذه العادة مبنيةٌ على الاعتقاد بأن القطط تطرد الشياطين والأرواح الشريرة، وفقاً لصحيفة Bangkok Post.
ويحصل الملك أيضاً على "مفتاح ذهبي"، في إشارة إلى ملكيته للقصر.
ويتقدَّم الملك المواكب داخل بانكوك، إثر انتهاء الاحتفالات الكبرى، ويظهر أمام الجمهور ليتمكَّن الشعب من التعبير عن احترامه.