أما وقد فشلت انتفاضة قائد المعارضة في فنزويلا.. هذا ما قد يُسقط مادورو الآن؟

عندما ظهر الفنزويلي خوان غوايدو خارج إحدى أهم المنشآت العسكرية في كاراكاس، يوم الثلاثاء 30 أبريل/نيسان الماضي، محاطاً بجنود منشقين يحملون بنادق، تمنَّى الكثير من مؤيديه انتهاء أمر نيكولاس مادورو ونظامه المحاصر.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/02 الساعة 17:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/02 الساعة 17:47 بتوقيت غرينتش
زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو/ رويترز

عندما ظهر الفنزويلي خوان غوايدو خارج إحدى أهم المنشآت العسكرية في كاراكاس، يوم الثلاثاء 30 أبريل/نيسان الماضي، محاطاً بجنود منشقين يحملون بنادق، تمنَّى الكثير من مؤيديه انتهاء أمر نيكولاس مادورو ونظامه المحاصر.

وقال غوايدو في خطابه الدرامي الذي ألقاه قُبيل الفجر: "لقد حان الوقت"، داعياً القوات المسلحة الفنزويلية إلى الانقلاب على قائدها العام التشافيزي.  

ما جرى عكس ما تمناه غوايدو، فقد تمسَّك كبار قادة الجيش بالولاء لمادورو

لا يزال مادورو في السلطة، بل على العكس تعهَّد معظم كبار قادة الجيش في فنزويلا بالولاء لخليفة هوغو تشافيز، الذي لا يحظى بشعبية. ويبدو أن محاولة غوايدو لإثارة انتفاضة شعبية قد فشلت، أو على الأقل حتى الآن، بحسب ما نشرته صحيفة  The Guardian البريطانية.

وقال ديفيد سميلد، الخبير في الشأن الفنزويلي بمكتب واشنطن لشؤون أمريكا اللاتينية، وهي جماعة حقوقية غير حكومية: "بشكل واضح كان ذلك فشلاً، لأنه أدى إلى إضعاف المعارضة أكثر مما كانت عليه من قبل".

إلا أن هذا الفشل لم يُخمد شرارة الاحتجاجات وخرج الآلاف إلى الشوارع

وقال بنيامين جيدان، وهو خبير في الشأن الفنزويلي بمجلس الأمن القومي خلال إدارة أوباما، إن غوايدو تصوَّر حدوث انشقاقات جماعية في أجهزة الاستخبارات والجيش في فنزويلا، مضيفاً "إن  ذلك لم يحدث".

لكن خطوة غوايدو كانت مقصودة، فقد استمرَّت الاحتجاجات ضد مادورو، وخرج الآلاف إلى الشوارع مرة أخرى أمس الأربعاء 1 مايو/أيار 2019. وكدليل على ضعف محتمل، لم يحاول مادورو "كبح جماح" المعارضة بالقمع، ولم يُرَوّع المتظاهرون، واحتفظت المعارضة بالدعم الدولي البارز.

لذا فإن ما يُعول عليه الآن هو حدوث أمر غير متوقع كما جرى في السودان والجزائر

وقال جيدان، في إشارة إلى الانتفاضات الأخيرة في السودان والجزائر: "إن إزاحة نظام ديكتاتوري يسيطر على جميع المناطق ويحتكر استخدام القوة يعد أمراً صعباً، لكن التغييرات غالباً ما تكون غير متوقعة وتأتي بسرعة لا تصدق".

وأضاف جيدان: "لا أقول إن النظام سيسقط غداً، لكنني لا أرى أي دلائل على ثقة مادورو في إحكام قبضته على السلطة. ولا يوجد أي دليل على أن الحكومة تسيطر على الأمور في البلاد، ولا أعتقد أن مادورو ينام هانئاً في الليل".

ما كان يأمله غوايدو بخطابه هو حدوث انشقاقات سريعة في النظام

ونفى فانيسا نيومان، مبعوث غوايدو إلى المملكة المتحدة، أن المعارضة توقعت سقوط مادورو سريعاً. قائلاً: "إنها عملية تحدث ببطء، ولم نكن نعتقد أنها ستبدأ وتنتهي في ساعات قليلة".

لكن كثيراً من المراقبين يرون أن هذا بالضبط ما كان يتمناه غوايدو -وفشل في تحقيقه- عندما خرج إلى الشوارع في الرابعة فجر الثلاثاء 30 أبريل/نيسان الماضي، برفقة مستشاره السياسي ليوبولدو لوبيز، الذي تمكن من الفرار من الإقامة الجبرية.

وقال سميلد إنه يعتقد أن غوايدو كان يأمل في أن يُحدث خطابه "موجة" من الانشقاقات تُطيح بمادورو بسرعة.

لكن الأمر سار عكس ذلك، وقد يواجه غوايدو احتمالية القبض عليه

رغم ذلك حقَّق غوايدو انشقاقاً كبيراً تمثل في مدير أجهزة المخابرات الفنزويلية مانويل ريكاردو كريستوفر فيجيرا، الذي أعلن انشقاقه في خطاب علني ينتقد فيه بشدة "الأوغاد واللصوص" الذي ينهبون فنزويلا بينما يتضور شعبها جوعاً.

ولكن منذ البداية، عندما ظهر غوايدو في مقطع فيديو مع عدد قليل من المؤيدين المسلحين، قال سميلد إنه بدا مستعداً للفشل.

والآن يواجه غوايدو احتمالية إلقاء القبض عليه، بينما لجأ لوبيز إلى السفارة الإسبانية. وأضاف سميلد: "ربما تكون هذه هي الضربة الأكبر، لأنه كان البطل الرمزي والفدائي لهذه الخطوة، والآن يبدو أنه تخلى عن القتال من داخل فنزويلا".

إلا أن هناك آخرين قدموا توقعات أكثر إيجابية لآمال المعارضة

قال إيريك فارنسورث، وهو دبلوماسي أمريكي سابق ونائب رئيس مجلس الأمريكتين، إنه يعتقد أن هناك "مناقشات غاضبة" تجري الآن مع كبار قادة الجيش، في محاولة لإقناعهم بتبديل ولائهم.

وأضاف فارنسورث أن البرازيل -التي عززت جسور التواصل مع الجيش الفنزويلي من خلال الحكومتين اليساريتين لهوغو تشافيز ولويس إيناسيو لولا دا سيلفا- وكولومبيا، يمكنهما لعب دور رئيسي في التوسط في مثل هذه المحادثات.

وتابع: "ما تحتاجه المعارضة حقاً هو شخص لديه سلطة على القوات -ربما في منطقة خارج كاراكاس- يمكنه قول: كفى، لن نتبع أوامر مادورو بعد الآن".

وزعم رئيس البرازيل جايير بولسونارو، أمس الأربعاء 1 مايو/أيار 2019، أن الاستخبارات البرازيلية تعتقد أن هناك انقساماً متزايداً يقترب من قادة الجيش الفنزويلي. وقال للصحفيين: "ربما تنهار الحكومة عندما يُبدل كبار القادة ولاءهم".

وقال فارنسورث: " لم يسقط النظام بالأمس. لكنني لا أعتقد أن الفصل الأخير قد كُتب بعد".

تحميل المزيد