القرار الذي أعلنه رئيس سريلانكا، مايتر سيريسينا، الأحد 28 أبريل/نيسان 2019، بحظر ارتداء البرقع والنقاب، واصفاً إياه بـ "الخطر الأمني"، عقب الهجمات التي استهدفت عدداً من الكنائس والفنادق والتي راح ضحيتها المئات، من المؤكد أنه يزيد من حالة القلق والخوف بين المسلمين في البلد الآسيوي الذي انضم لقائمة الدول التي تحظر النقاب، فما هي تلك الدول؟ وما تأثير ذلك الحظر على المسلمين؟ وهل يعتبر مثل هذا الإجراء اختراقاً لحقوق الإنسان؟
متى وأين تم أول حظر للنقاب؟
كانت فرنسا أول دولة في أوروبا تتخذ قرار حظر ارتداء النقاب (غطاء الرأس الذي يخفي الوجه) في الأماكن العامة وذلك عام 2011، واحتجت جماعات حقوقية ومنظمات إسلامية ورفعت قضية ضد الحظر في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، لكن المحكمة حكمت لصالح قرار الحكومة الفرنسية.
وفي يوليو/تموز 2011 كانت بلجيكا ثاني دولة أوروبية تحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة والشوارع.
وفي الدنمارك تم تطبيق نفس الحظر على النقاب في أغسطس/آب من العام الماضي ونص القانون الدنماركي على "كل من ترتدي ملابس تخفي الوجه في الأماكن العامة يتم تغريمها ألف كرون دنماركي (نحو 157 دولاراً) أول مرة وتتم مضاعفة الغرامة 10 مرات لو تكرر الأمر".
أوروبا الأكثر حظراً
أما في هولندا فقد أقر مجلس الشيوخ في يونيو/حزيران العام الماضي قانوناً يحظر النقاب في المباني العامة مثل المدارس والمستشفيات وفي المواصلات العامة أيضاً، ولكن القانون لم يحظر ارتداء النقاب في الشوارع والأماكن العامة.
وفي ألمانيا يحظر ارتداء النقاب أثناء القيادة كما أقر البرلمان الألماني حظراً جزئياً على النقاب بالنسبة للقضاة والموظفين العموم والجنود، كما أن من ترتدي النقاب عليها إظهار وجهها لأغراض التعرف عليهن من جانب قوات الأمن أو الشرطة.
وفي النمسا تم حظر ارتداء النقاب في المباني العامة مثل المحاكم والمدارس وذلك في أكتوبر/تشرين الأول عام 2017.
أما الترويج فقد تم حظر ارتداء النقاب في المؤسسات التعليمية في يونيو/حزيران 2018، وفي بلغاريا أقر البرلمان قانوناً يعاقب المرأة التي ترتدي النقاب في الأماكن العامة بالغرامة ووقف المستحقات المالية من الحكومة، وكذلك تطبق لوكسمبورغ الحظر في بعض الأماكن مثل المستشفيات والمحاكم والمباني الحكومية.
وهناك بلدان أوروبية تطبق حظر ارتداء النقاب في مدن أو مناطق محددة، ففي إيطاليا مثلاً توجد عدة بلدات تطبق الحظر ومنها نافارو التي يديرها حزب العصبة الشمالي المعادي للهجرة وتم فرض ذلك الحظر عام 2010.
وفي إسبانيا طبقت مدينة برشلونة حظر ارتداء النقاب في المكاتب المحلية والأسواق العامة والمكتبات، وذلك عام 2010، كما تطبق بعض المناطق في سويسرا نفس الحظر.
ماذا عن آسيا وإفريقيا؟
في أعقاب سلسلة من التفجيرات نفذتها سيدات ترتدين النقاب في منطقة الصحراء الإفريقية عام 2015، تم حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة في تشاد والغابون والمناطق الشمالية من الكاميرون ومنطقة ديفا في النيجر وجمهورية الكونغو.
وفي الجزائر تم حظر ارتداء النقاب في أماكن العمل على موظفات الحكومة، وذلك منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
أما في الصين، فلا يقتصر الأمر على حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة بل ممنوع أيضاً على الرجال إطلاق اللحية "بصورة مبالغ فيها"، وذلك في إقليم زينجيانج الذي يسكنه مسلمي الإيغور ويتعرضون لممارسات تمييزية عنيفة ضدهم بسبب كونهم مسلمين.
هل يؤثر حظر النقاب على المسلمين؟
بالطبع قرار حظر ارتداء النقاب في ذلك التوقيت في سريلانكا يعني تحميل المسلمين عموماً والمسلمات خصوصاً المسؤولية عن تلك الجريمة الإرهابية البشعة التي كان مسلمو سريلانكا هم أول من أدانها، حيث أدى ذلك لزيادة الغضب تجاه المسلمين بشكل عام هناك وارتفعت وتيرة محاولات التعرض لأي مسلم أو مسلمة.
وفي هذا السياق، تعتبر الجماعات الحقوقية هذا الإجراء تمييزاً ضد النساء المسلمات والتي تؤمن بعضهن بأنه فرض ديني.
وإذا كان الدافع أمني كما يزعم من يتخذون ذلك القرار، فيمكن اتخاذ الإجراءات الأمنية دون تعميم ودون انتهاك للحقوق الأساسية والحريات الخاصة بالملبس واحترام العقيدة لجميع المواطنين كما تنص مواثيق حقوق الإنسان الأممية.