قال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد إن استقرار المنطقة مرهون بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإن الفصل العنصري والإبادة الجماعية التي ارتكبت ضد الإنسانية من قِبَل دولة إرهابية تسمى إسرائيل لن تنتهي إلا بانتهاء ذلك الاحتلال.
جاء ذلك خلال مشاركة مهاتير في مؤتمر الشرق الشبابي، الذي يعقد نسخته الخامسة في مدينة كوالالمبور الماليزية، والذي انطلق اليوم الأربعاء، الأول من مايو/أيار 2019 بمشاركة 2000 شاب من أكثر من 40 دولة.
وكان لمهاتير موقف واضح من قرار أمريكا بنقل سفارتها إلى القدس، وأكد أن وضع القدس ينبغي أن يبقى كما هو عليه، وألا تكون عاصمة لإسرائيل.
وسبق أن وصف مهاتير إسرائيل بـ "دولة لصوص"، وهاجمها بسبب سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وقال إنه "لا يمكنك الاستيلاء على أراضي الآخرين، وإقامة دولة عليها، وكأنك تعيش بدولة لصوص".
وتطرق رئيس الوزراء، في مؤتمر الشرق، أيضاً إلى الحديث عما تشهده المنطقة العربية من عدم استقرار، وقال إنه بعد "غزو العراق (2003) عاشت المنطقة حالة من عدم الاستقرار بعد دخول الولايات المتحدة إليها، وهذه الحالة تعيشها الآن الدول العربية، اليمن وسوريا وفلسطين، وتحولت إلى مأساة يعاني منها العالم كله".
الشباب "رهان المستقبل"
وكان للحديث عن الشباب وأهميتهم في المجتمعات جزء رئيسي في الكلمة التي ألقاها مهاتير، وقال إن "الشباب هم الرهان الأفضل للمستقبل إذا أردنا أن نُجري تغييرات حقيقية، وإن ماليزيا تفعل ما في وسعها لتلبية احتياجات مؤسسات الشباب؛ لأنها تؤمن بمفهوم الأمة، متعددة الثقافات والأعراق".
وبيّن أن أحد أسباب تقدُّم ماليزيا هو التنوع العرقي، والديني، واللغوي الذي تملكه، بالإضافة إلى الانسجام بين مختلف المكونات البشرية في أمة ماليزية واحدة، وقال إن "هذا ما ساعد ماليزيا على التقدم والوصول إلى المكانة التي تمتلكها اليوم في منطقة آسيا والعالم الإسلامي".
من جانبه، تحدث مؤسس منتدى الشرق، ومؤتمر الشرق الشبابي، وضاح خنفر، عن أهمية دور الشباب في دفع عجلة المجتمعات نحو الأمام، وتحدث عن الدور المحوري لفئة الشباب في عملية التقدم، وتبادل الأفكار، والمبادرات، خصوصاً في المنطقة العربية، لتحقيق رغبات شعوب المنطقة في التقدم والازدهار والسلام.
وأشار إلى أن "منتدى الشرق" يُسهم في خلق حالة مميزة بتفعيله لدور الشباب في العالم؛ لأنهم قادرون على إحداث تغيير حقيقي، وأنهم قادرون على الوصول إلى مناصب لم يصل إليها القادة حينما كانوا في مرحلة شبابهم، بفضل التطور والتغيير والتكنولوجيا".
شبكة تواصل عالمية
ودفع التغيير السياسي الذي حدث في ماليزيا عام 2018، وأجندة الإصلاح التي تتبناها الحكومة "منتدى الشرق" إلى تدشين منصة له في ماليزيا كبوابة على منطقة شرق آسيا.
وانتقل "منتدى الشرق" الذي يعقد مؤتمره لأول مرة في كوالالمبور بعد 4 سنوات من اتخاذه تركيا موقعاً له، من كونه منصة للحوار في الشرق الأوسط إلى شبكة تواصل عالمية معنية بالشرق وآسيا وإفريقيا حسب منظمين. ويرى مؤسسه خنفر، أن تركيا وماليزيا أثْرَتا تجربة الشرق بما فيهما من حضور وجمع لثقافات الدول المحيطة بهما.
ويضم المؤتمر الحالي عدداً من ورش العمل المتعلقة بالمجالات التي يهتم بها "السياسة، الاقتصاد، الإعلام، الفن، التكنولوجيا، والعلوم"، وتستمر فعالياته حتى غدٍ الخميس.
واستضاف المؤتمر عدد من المتحدثين ليغطوا المواضيع الـ 5، من بينهم مارتي ناتاليجاوا وزير الخارجية الإندونيسي السابق، الذي تحدث عن رؤيته للنظام العالمي في عصر السيولة، وجون كين وهو بروفيسور علوم سياسية في جامعة سيدني، ومؤسس جمعية "شبكة الديمقراطية" وهي أحد أكبر الشبكات الشبابية الداعية للديمقراطية في أستراليا، وليو تشونج تونج نائب وزير الدفاع الماليزي، والمفكر القطري جاسم سلطان، والصحفية ماليكة بلال.
ومن المفترض أن يحيي الفنان الكويتي حمود الخضر حفل ختام المؤتمر.
و "منتدى الشرق" الذي تأسس عام 2012، مؤسسة عالمية مستقلة، تهدف إلى ترسيخ قيم التواصل والحوار والديمقراطية بين أبناء منطقة الشرق، والمساهمة في بناء مستقبل مستقر سياسياً ومزدهر اقتصادياً، من خلال تنمية الوعي السياسي، وتبادل الخبرات، وتحديد الأولويات، بالإضافة إلى تعزيز الفهم المتبادل بين المنطقة ومحيطها الدولي.