تأثيرات الاحتباس الحراري تصبح أكثر عنفاً.. ازدياد العواصف بالمحيطات في جميع أنحاء العالم

بحسب الاستنتاجات التي خلصت إليها أكبر وأدق دراسة من نوعها، ازداد تكوُّن العواصف في المحيطات خلال العقود الثلاثة الماضية نتيجة الاحتباس الحراري.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/04/29 الساعة 09:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/06 الساعة 14:55 بتوقيت غرينتش
ازدياد العواصف نتيجة الاحتباس الحراري

بحسب الاستنتاجات التي خلصت إليها أكبر وأدق دراسة من نوعها، ازداد تكوُّن العواصف في المحيطات خلال العقود الثلاثة الماضية نتيجة الاحتباس الحراري.

وتعزز النتائج التي توصلت إليها الدراسة المخاوف من أنَّ ارتفاع درجات الحرارة حول العالم قد يؤدي إلى حدوث الظواهر المناخية الشديدة مثل العواصف والفيضانات بصورةٍ أكثر توتراً وأشد تدميراً.

ارتفاع الموج وسرعة الرياح

وحسب ما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، فقد سُجِّلت زياداتٌ طفيفة في متوسط ​​ارتفاع الموجات وسرعة الرياح في المحيطات بجميع أنحاء العالم، مع ملاحظة أنَّ أشدها تأثيراً كان في المحيط الجنوبي.

اعتمدت الدراسة على بياناتٍ من 31 قمراً صناعياً وأكثر من 80 عوامة مخصصة لجمع بيانات المحيطات جُمِعَت بين عامي 1985 و2018، وبلغت عمليات الرصد نحو 4 مليارات عملية.

زادت سرعة الرياح الشديدة في المحيط الجنوبي بمقدار 1.5 متر لكل ثانية على مدار الأعوام الثلاثين الماضية (وهي نسبة تبلغ 8%) في حين زاد ارتفاع أعلى الموجات بمقدار 30 سم، وهي نسبة تبلغ 5%.

هذا بينما زادت سرعة أقوى الرياح في المحيط الهادئ الاستوائي والمحيط الأطلسي وشمال الأطلسي بنحو 0.6 متر لكل ثانية.

زيادة صغيرة لكنها تنذر بالخطر

وقال إيان يانغ، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ في جامعة ملبورن الأسترالية: "مع أنَّ الزيادة البالغة نسبتها 5% و8% قد لا تبدو كبيرةً، لكنَّها إذا استمرت مستقبلاً، فستكون لمثل هذه التغيرات آثار كبيرة في مناخنا".

وأضاف يانغ أنَّ الزيادات في ارتفاع الأمواج قد تؤدي إلى حدوث فيضانات وتآكلات ساحلية أشد خطورة، ويمكن أن تُلحق أضراراً بالمنشآت البحرية كمزارع الرياح.

العلاقة بين ارتفاع الحرارة وشدة الهواصف

وذكر الباحثون أنَّ استنتاجاتهم تتماشى مع تنبؤات النماذج المناخية والسجلات التاريخية، التي تشير إلى أنَّه كلما ارتفعت درجة الحرارة، ازدادت شدة الطقس والعواصف، مع أنَّ العلاقة بينهما لا تزال معقدة وغير مفهومة بالكامل.

وقال آخرون إنَّ أحدث الاستنتاجات لم تجزم بعد بخصوص أثر الاحترار العالمي في هذه الظاهرة.

لكن ربما لا يمكن تعميم النتائج

وبحسب باولو سيبي، الأستاذ بمعهد غرانثام في كلية لندن الإمبريالية: "يصعب تعميم هذه الاستنتاجات. فعلى مدار فتراتٍ تستمر 30 عاماً، يمكن ملاحظة تباينات طبيعية واضحة في شدة الرياح".

وقال سيبي إنَّ التغيرات المرصودة في المحيط الجنوبي قد تكون ناتجة من ثقبٍ في طبقة الأوزون، وتحديداً في طبقة الستراتوسفير بقارة أنتاركتيكا، بنسبة أعلى من حدوثها نتيجة للاحترار البيئي العالمي، مع أنَّ الاحترار قد يكون أحد العوامل بدوره.

أضافت الدراسة المنشورة في دورية Science تحديثات جديدة إلى دراسةٍ أخرى أجراها الفريق ذاته، نُشرت منذ ما يقرب من 10 سنوات.

وقال أعضاء الفريق إنَّ أحد التحديات الرئيسية في جمع سلسلةٍ من البيانات لفترات طويلة هو التعامل مع التغيرات الكبيرة في التكنولوجيا وأساليب معالجة البيانات على مدار الفترة الزمنية التي خضعت لها الدراسة.

بالنسبة للجزء الأول من تلك الفترة، لم تكن التغطية واسعة النطاق وكانت القياسات أقل دقة. اضطر العلماء مثلاً إلى النظر في احتمال ما إن كانوا يشهدون ببساطة عواصف أشد عنفاً بسبب ازدياد عدد الأقمار الصناعية المخصصة لاكتشاف مثل هذه الظواهر.

تشير النتائج أيضاً إلى أنَّ الظروف المناخية في المحيط الجنوبي أصبحت أخطر بالنسبة للسفن.

فوفقاً ليانغ، يمكن للعواصف الأشد عنفاً التي تضرب المحيط الجنوبي أن تؤدي أيضاً إلى توليد أمواجٍ محيطية أكبر تنتشر عبر المحيط الهادي وجنوب المحيط الأطلسي. وقال: "يؤثر ازدياد الاضطرابات الموجية في المحيط الجنوبي في أنحاءٍ مختلفة من العالم".

تحميل المزيد